اقتحم عالم التكنولوجيا يومياتنا وأصبحنا مفتونين بما يُقدمه الى عالمنا، ولم يتوقف هنا بل اقتحم عالم الأطفال الذين أصبحوا مفتونين بعالم الكمبيوتر غير المحدود والمغري، ما أدى الى طرح تحديات كبيرة على الأهل. من المدهش حقاً أنّه حتى الطفل الصغير أصبح في استطاعته استخدام أي جهاز إلكتروني أيًا يكن متطوراً. فهو يستطيع أن يدخل إلى برامج الألعاب في أي جهاز خليوي، وإتقان أي لعبة مدرجة ضمن برنامجه. وفي إمكانه أيضاً إدارة جهاز "I Pad" والإستماع إلى الأغاني المسجلة عليه، والتنقل بين البرامج التلفزيونية الكثيرة واختيار ما يعجبه منها، فنرى طفلنا امام شاشة الكمبيوتر يتنقل فرحاً ومندهشاً بين لعبة وأخرى او صفحة وأخرى. وأظهرت دراسة أجريت حديثاً على أطفال في إحدى الدول المتقدمة، تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات، أنّ الأطفال يقضون سبع ساعات ونصف الساعة يومياً أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، أي بزيادة ساعة وسبع عشرة دقيقة أكثر مما كان يفعل الأطفال في العمر نفسه قبل خمس سنوات. ومن المستغرب أكثر أنّ الدراسة نفسها أظهرت أن بعض الأطفال، ممن لا تزيد أعمارهم على السنتين، يقضون نحو ساعتين يومياً أمام شاشة جهاز إلكتروني. ولو أجريت مثل هذه الدراسة على أطفالنا، لربّما جاءت النتيجة مقاربة لهذه النتيجة، وخصوصاً إذا تناولت أطفال الطبقة المتوسطة. فنتيجة لانتشار هذه الأجهزة بشكل واسع بين البالغين من أفراد هذه الطبقة، تعلم الأطفال استخدامها من خلال اللعب بها. فما هو مصير اطفالنا في ظل وسائل التكنولوجيا الحديثة؟