ماذا تفعلين حين ينهال عليكِ طفلكِ بأسئلةٍ كثيرةٍ ومفاجئةٍ حول الحمل به وولادته وكيف جاء إلى الدنيا وما الفرق بين جسمه وجسم أخته ولمَ يراك تقبّلين والده وتنامين بجواره كل يوم؟ فهل تجيبين عنها بطريقةٍ غير منطقيةٍ وغير مرضية أم تسعين بجدٍّ للعثور على إجاباتٍ تشفي حشريته البريئة؟
المهم ألا تنهري طفلكِ أو تتغاضي عن أي من أسئلته والأفضل ألا تستهيني بذكائه وأن تحاولي ما أمكنكِ وبجدية الردّ على ما يشغل باله بأسلوبٍ مقتضبٍ وبسيطٍ يمكن لعقله الصغير أن يستوعبه، على شاكلة: "الله أرسلك إليّ وبعد تسعة أشهر سوف يرسل لك أخاً يشبهك"، مؤجّلةً الغوص في التفاصيل إلى حين بلوغه الثانية عشر من العمر.
وبما أنّ الأسئلة التي تتناول جوانب مختلفة من الحياة الجنسية لا تقلّ أهميةً عن أي سؤال آخر له صلة بالمأكل والمشرب، احرصي على التوضيح لطفلك خصوصية أعضائه التناسلية وتنبيهه من عدم نظر الآخرين إليها أو لمسها لتجنبيه خطر التحرش. كذلك، علّميه واشرحي له الفرق في تكوين الرجل والمرأة مقارِنةً بينه وبين أخته.
وإن حدث وتوجّه إليكِ طفلكِ بسؤالٍ تعذّر عليك الردّ عليه لعدم امتلاكك ما يكفي من المعلومات أو ما شابه. فلا ضير من أن تقولي له إنّك لا تمتلكين إجابة وأنك ستقرأين عن هذا الموضوع وتسألين أحد المختصين وتعودين له بإجابة. وإشارة إلى أنّ هذه قد تكون فرصتكِ لتعلّمي طفلكِ أنّه ليس من العيب أن يجهل المرء بعض الأمور.