إذا كنت من الأمهات اللواتي ينزعجن من لعب الأطفال في المنزل خوفًا على الديكور، فأنصحك بقراءة تجربتي في هذه المقالة على عائلتي.
إنّ استكشاف العالم الخارجي أوالداخلي، مع إشراف الأهل بالطبع، مهمّ جدًّا للنمو العاطفي والاجتماعي والبدني لأطفال الصغار. بهذه الطريقة البسيطة التي لا تتطلّب المبالغة في شراء الألعاب، يتعلمون المزيد عن العالم وكيف يعمل.
في الواقع، بعد اختبار الحجر المنزلي لمدّة سنتين، اكتشفت أنّني أم تسمح لأطفالها بالإستكشاف حتى لو على حساب ديكور المنزل. مرغمةٌ كنت، نعم! ولكن عملت على اكتساب مهارة الصبر والتخلّي عن الأفكار المعلّبة حول أساسية نظافة المنزل وترتيبه.
إن رؤية أطفالي يلمسون المرايا بأيديهم، والشعور بسطحها البارد الناعم بعد لمسها بلسانهم أمر جميل جدًا. أقول هذا بعدما اكتشفت الإيجابيات التي يحصدها طفلي في مسيرة نموّه. إنّ عملية اللمس والإستكشاف لكل ما هو حولهم، يعطي الأطفال فرص جديدة لفهم الحياة بأنفسهم وبالشكل الذي يرون فيه الأمور.
يمنح الاستكشاف أيضًا الأطفال الصغار فرصة للعمل على مهارات حركية مهمة. سواء كان الأمر يتعلق برمي البطانيات أو صعود السلالم أو حتى مسح الغبار عن الأسطح. السماح لطفلك بالإستكشاف داخل المنزل لا يضيف مهارات فحسب، بل يعزز إحساسه بالثقة والكفاءة والأمان. بعبارة أخرى، سيبدأ في التفكير: “يمكنني فعل ذلك!”
يُعد السماح للأطفال بالاستكشاف إحدى الطرق لمعرفة أن الأطفال الصغار يحصلون على ما يكفي من النشاط البدني اليومي، وهذا ما كان ضروريًا فترة الحجر المنزلي والإمتناع عن الخروج.
من المهم أن تمنحي طفلك الكثير من الوقت كل يوم ليكون نشيطًا طوال اليوم ولو داخل المنزل. قد يلعب ويسيء إلى الديكور كما قد يساعدك في ترتيب غرفته. في كلا الحالتين افتحي له مجال الإستكشاف ولا تقلقي عل الأغراض الديكور.
عندما كسر طفلي تلك المزهرية الكبيرة التي أضعها عند مدخل المنزل، شعرت بغضب داخلي للحظة. بعدها فكّرت ماليًّا واستنتجت أنّه لم يقصد ذلك بل كان يعمل على جلب الطابة من ورائها فقط. جرّاء هذا الحدث، اكتشف طفلي أنّه بإمكانه إعادة تصليح المزهرية عن طريق جمعها وتثبيتها بمواد لاصقة. وهذا ما حدث!
كان هذا الإختبار كفيل لكي أتعلّم أنا أيضًا أن تربية الطفل لا تقتصر فقط على تزويده بالأخلاقيات وطرق التصرّف، بل على المشاكل والأزمات التي سيواجهها، ومن بين ذلك، تعلّم طفلي أنّ بعض الأمور يمكن إعادة ترميمها بالمثابرة والرغبة العميقة بذلك.
أخيرًا، يهمّني أن أقول لك أيضًا انا أم تساعد ولدها للقيام بالفروض المنزلية، ولم تتأثّر قدراته التعليمية كما قيل لي. لم أكن أقوم بالفروض عنه، بل كنت أجلس بجانبه بعد تناول الغداء، وكنا سوية نحلّ الفروض. فالواجبات المدرسية التي يقوم به التلميذ في المنزل ليست امتحانًا، بل اختبارًا للتأكّد من أنّه فهم الدرس. وأنا كنت بجانبه لدعمه في حال غابت عنه أي معلومات. لا تتركي طفلك يكتشف وحده العالم، بل كوني إلى جانبه فقد يحتاجك!