قد يعتقد البعض ان اصعب وظيفة في العالم هي وظيفة الطبيب مثلا لكن ماذا عن وظيفة الأمومة؟ هل تساءلت يوما كيف يمكن للأم ان تستمر في وظيفتها، من دون مقابل؟
هل سبق لك ان تعرفت الى شخص واحد يعمل في الوقت عينه كطبيب ومدرّس وطباخ ومدبّر منزل وحاضن اطفال؟ هذا امر محال! فلا يمكن لشخص واحد ان يتقن كل هذه الوظائف.
ماذا لو قلت لك انّ هذا الشخص هو انت! انت وانا وكل ام تنهض صباحا وتبدأ يومها الذي يتمحور حول طفلها، فانت الطبيب عند المرض والطباخ عند الجوع والمدرس عند الحاجة. وانا مثلك، احيانا اتفاجأ بنفسي انني ما زلت قادرة على النهوض من جديد.
وظيفة 24 ساعة
انهض في صباح كل يوم، اما على صوت المنبه، اما على صوت طفلي الذي غالبا ما يسبق المنبه. استيقاظي هذا يبشر ببدء دوامي الذي ينتهي مع خلودي الى النوم في تلك الليلة؛ ذلك اذا حالفني الحظ وسنحت لي فرصة النوم! فأحيانا، عندما يكون طفلي مريض وغير قادر على النوم بسبب الألم الذي يشعر به، اضطر الى السهر معه، فقلبي لا يطاوعني على النوم.
من شأن هذا التعب المفرط ان يؤثر في نفسيتي، فأجد نفسي احيانا غير قادرة على تقبّل حتى كلمة واحدة من اي شخص، حتى ولو كانت هذه الكلمات تهدف الى تشجيعي وتقويتي. فأشعر بأنني وصلت الى طريق غير نافذ، انني اذا استمريت على هذا المنوال ليوم آخر، سأنهار.
مكافأة تستحق التعب
على الرغم من هذا الشعور وهذا التعب واليأس الذي ينتابني احيانا، لا يتطلب الأمر سوى ان اغمض عيني لبرهة، وافكر في شخص واحد: طفلي! عندها فقط، ادرك ان كل ما اقوم به يستحق العناء. فأفضل ان اجوع انا ويأكل طفلي، ان اسهر انا وينام طفلي، ان اتألم انا ويرتاح طفلي.
حتى لو كانت هذه الوظيفة الأصعب في العالم لا تشمل ايام عطلة او حتى راتب شهري، ان ضحكة طفلي وصحته هما اغلى مكافأة يمكن ان احصل عليها يوما!
وأنت، اذا شعرت يوما لنك على وشك الإستسلام، لا تخافي. فأنت لست لوحدك! وستدركين سريعا ان من تعملين لأجلهم يستحقون العالم بأسره