قصّة ابنة الخمس سنوات التي تعود من مدرستها في أحد الأيام وتُفاجئ أهلها بتغيير عاداتها الغذائية ورفضها تناول الطعام، ليتبيّن في ما بعد أنّها قررت ذلك لأنها تخشى على جسمها من كسب كيلوغرامات زائدة تُحوّلها إلى طفلة بدينة، وبالتالي ضحية لأقرانها والتنمّر… ليست قصة عادية، وليست حالة خاصة!!
إنها للأسف، قصة وحالة أطفال كثر في عالمنا اليوم، ومردّها بحسب دراسة حديثة ذات صلة، إلى تأثّر الصغار منذ عمر الثلاث سنوات بالإعلانات والأفلام والبرامج التلفزيونية، ومحاولتهم التشبّه قلباً وقالباً بالشخصيات والممثلين والممثلات، مفترضين أنّ الحياة مسلسل تلفزيونيّ يؤدّي فيه كل واحدٍ منهم دوراً عابراً…
فهؤلاء يُشاهدون التلفزيون لساعتين يومياً على الأقل، كما أنّ البعض منهم يجلس إلى جانب أهله لمشاهدة برامج الكبار، الأمر الذي يُمكن أن يضع في متناوله محتويات غير ملائمة لعمره وقدرته على الاستيعاب والتحليل.
تُضاف إلى هذه المشاهدات إعلانات منتجات التجميل وخسارة الوزن التي تعد بتغييرٍ جميلٍ يقلب حياة المرء رأساً على عقب… وعودٌ لا يستوعبها دماغ الأطفال لكنها تترك أثراً كبيراً في ذهنيّتهم وطريقة تفكيرهم ونظرتهم للأمور التي لا تزال قيد النمو.
وقد يكون التلفزيون والأجهزة التكنولوجية الأخرى وسيلة مهمة لجذب انتباه الطفل فيما يتولّى الأهل مسؤوليات أخرى ضرورية، لكنّها أيضاً عائق أمام تطور تفكيره وثقته بنفسه ومهاراته اللغوية والتعلمية والعاطفية.
من هذا المنطلق، تنصحكِ "عائلتي" بأن تبذلي جهداً مضاعفاً لمراقبة نوعية البرامج التلفزيونية التي يُشاهدها طفلك وخفض وقت مشاهداته مع الحرص على استبدال هذه الأوقات بتجارب ونشاطات تفاعلية تُبعده عن الشاشة وتعود عليه بفوائد صحية وتنمويّة جمّة.
ومتى لاحظتِ أي تغيّر في تصرفات صغيركِ أو أيّ اهتمام "غير صحيّ" في جسمه وشكله ومظهره، بادري إلى:
- التوضيح له بالمثل الصالح والقدوة الجيّدة بأنّ المظهر الخارجي ليس مهماً البتة.
- مطالبته بالتركيز على مهاراته ومواهبه وخصاله الإيجابية.
- تذكيره بقول أشياء إيجابية عن نفسه كلّ يوم.
- إحباط أيّ محاولة له بمحادثة نفسه وانتقادها فور اكتشافها.
- تحديد أهداف صحية لك وله، لا تمتّ بأي صلة لخسارة الوزن.
- تشجيعه على تقدير الجسم واحترام وظائفه بدلاً من التركيز على ما يبدو عليه.
اقرأي أيضاً: علامات اضطراب نهم الطعام عند الأطفال