نظرة سريعة داخل متاجر ألعاب الأطفال هي كفيلة بكشف الواقع الذي نعيشه اليوم، فألعاب السلاح باتت منتشرة بشكل كبير، لا بل مطلوبة بكثرة من قبل الأطفال، خصوصاً ما بعد تخطيهم سنّ الخامسة. ولكن، كيف تتأكّدين أن يبقى هذا الإهتمام في أطره الطبيعية ولا ينعكس سلباً على شخصية طفلكِ وميوله مستقبلاً إلى العنف؟
تجدر الإشارة أوّلاً إلى أنّ ميل الطفل لهذه الألعاب أمرٌ طبيعي للغاية ولا يجب نهيه بشكل حاد أو تأنيبه على إهتمامه بالأمر. فعوضاً عن التعامل مع الأمر بسلبية، إتخذي الإجراءات التالية التي ستصبّ في مصلحة طفلكِ حالياً وفي المستقبل:
- تكلّمي مع طفلكِ: التعليمات الجامدة مثل "إحذر الأسلحة" أو "السلاح شيء خطير" ليست كافية، بل من الأفضل أن تناقشي الموضوع مع طفلكِ ضمن حوار متبادل. إسأليه عن رأيه في الأسلحة وألعابها، إذ قد تفاجئين أن نظرته سطحية ولا تستدعي أي قلق، بل مجرّد تصويب بسيط للأفكار، وتوعية عن مخاطر الأسلحة الفعلية.
- أبعديه عن مصادر العنف الأخرى: لا تركّزي كل إهتمامكِ على لعب طفلكِ بالمسدس المائي أو البندقية البلاستيكية، فهذا الأمر أقل خطورة بكثير من رؤيته للعنف على التلفاز أو في ألعاب الفيديو. إنتبهي لهذه المصادر وأبعدي طفلكِ عنها، وستضمنين أن يكون تعامله مع هذا النوع من الألعاب بريئاً وغير مضرّ.
- لا تمنعي طفلكِ، بل راقبيه: منع الطفل عن ألعاب كهذه ليس الحلّ إطلاقاً، ولكن من المهمّ أن يكون الأمر تحت إشرافكِ. راقبي الوقت الذي يمضيه مع هذه الألعاب، وإحرصي أن يكون معتدلاً، مع اللجوء إلى ألعاب أخرى تعليمية. كذلك، إنتبهي إلى أي تصرفات غريبة مثل التفوّه بعبارات عنيفة خلال اللعب، وناقشيها مع طفلكِ بكلّ هدوء عند إنتهائه.
- تصميم اللعبة مهم أيضاً: إذا طلب طفلكِ منكِ إبتياع لعبة سلاح له، إحرصي على أن يكون شكلها بعيداً قدر الإمكان عن شكل السلاح الفعلي. المسدسات المائية الملوّنة هي الخيار الأفضل في هذا الخصوص، بعيداً من تلك البلاستيكية التي تحاكي شكل السلاح الفعلي وتصدر أصواتأً مشابهة للرصاص.
- تحوير هدف اللعبة: حوّلي هدف طفلكِ خلال اللعب من الإدعاء بأنّه في مشهد عنيف، إلى هدف آخر أكثر فائدة ألا وهو تعلّم إصابة الأهداف. ضعي هدفاً جامداً يستطيع طفلكِ التصويب نحوه لصقل مهاراته في هذا الخصوص، وقومي بحظره عن التصويب على أشخاص آخرين، وبالأخص على منطقة الوجه.
لذلك، وإن شعرت بأن إختيار طفلكِ لألعاب الأسلحة بدأ يتحول إلى هوس وميل إلى العنف، لا تهلعي، وإلجئي إلى الأساليب التالية التي ستحصّنه من أي تداعيات نفسية وسلوكية في المستقبل!
إقرئي المزيد: دعك من السيّارات والجنود إشتري لطفلك الصبي دمية!