لكلّ بيت أسراره وأمور تحصل تحت سقفه لا يجب الإفشاء عنها للخارج… وفي حين أن الراشدين يعرفون جيداً مفهوم الخصوصيّة، يأتي الأطفال ليبوحوا بكلّ تفصيل صغير أو كبير من دون تحفّظ ولأي شخص كان، حسب مقولة "إعرفوا أسرارهم من صغارهم"! فكيف تعلّمين طفلكِ المحافظة على أسرار البيت؟ إليكِ بعض النصائح في هذا السياق:
- تفادي المواقف الحرجة أمام الطفل: على رغم أنّه فرد أساسي في عائلتكِ، إلاّ أن بعض الأسرار لا يجب أن تسلّم لطفلٍ في هذا السن. لذلك، تفادي التكلّم مثلاً في المشاكل المادية أو العائلية أمامه، وحتى الشجار وإستعمال بعض الكلام غير المقبول في حضرته.
- إخباره قصص عن الموضوع قبل النوم: يتأثر الأطفال بشكل كبير بالقصص الخيالية خصوصاً في فترة قبل النوم، عندما يكونون في قمّة تركيزهم على الأحداث والشخصيات. لذلك، حاولي قدر الإمكان إخباره بقصص عن أبطال يحافظون على خصوصية منازلهم، ولا يفشون الأسرار مهما حصل. فاعرفي كيف تختارين القصص المناسبة لطفلك!
- مكالمته وشرح مفهوم الخصوصية له: الطفل في مرحلة عمرية ما قد لا يعي مفهوم الخصوصية وحرمة المنزل، لذلك، من الضروري أن تقومي بشرح الموضوع له بكلّ وضوح ووضع الحدود له. علّميه على الفصل ما بين أسرته الصغيرة أي والديه وأشقائه، وأسرته الكبيرة مثل أعمامه وأخواله وألولادهم، وكيفية التعامل مع الخصوصية في كلّ حالة. كذلك، أعطي له أمثالاً في تجارب تخصّه، مثلاً إن حصل على علامة غير جيدة في المدرسة، إسأليه: هل تقبل أن أخبر عمّتك أو أصدقاءك بالموضوع؟"
- التفتيش عن السبب: أحياناً، قد يكون سبب إفشاء الطفل على رغم حسن نيته لأسرار المنزل بأنّه لا يجد موضوعاً يتكلّم فيه مع الآخرين، أو أنّ لا أحد يعير له الإهتمام الكافي في الحالات الإعتيادية، ليلاحظ أنّه وبإفاشائه الأسرار يستحوذ على هذا الإهتمام المطلوب. إبحثي عن السبب الفعلي وحاولي إصلاحه والتعويض على طفلكِ، ولا تعتمدي على العنف أو التأنيب الشديد، بل إستخدمي أسلوب الحوار المتفهّم.
إستعملي هذا الأسلوب، وستلاحظين أنّ طفلكِ سيتعلّم يوماً بعد يوم مفهوم الخصوصية، ويفشل في تحقيق مبتغى بعض الأقارب أو الأصدقاء الفضوليين الذين يستغلون صراحته للإطلاع على أسرار البيت!
إقرئي المزيد: 9 نصائح للحفاظ على خصوصية الوالدين