لا شكّ أنّ عدّ السعرات الحراريّة هي طريقة شائعة ومضمونة لخسارة الوزن، ولكن، هل تنطبق أيضاً على طفلكِ؟ هذا السؤال تطرحه على نفسها كلّ أمّ تشكّ بأنّ طفلها معرّض للسمنة، أو إن كان يعاني منها أصلاً، فإلى أي مدى تستطيعين أن تعتمدي هذا الأسلوب؟
الإجابة المبسّطة والعلميّة تفيد بأنّ عدّ السعرات الحراريّة قد يكون مفيداً وصحياَ للراشدين، إلّا أنّه على عكس ذلك تماماً مع الأطفال، وحتّى المراهقين.
لماذا يجب عليكِ الإمتناع عن عدّ السعرات الحرارية مع طفلكِ؟
غالباً ما يؤثرّ أسلوب عدّ السعرات الحراريّة على نوعية الطعام، حيث أنّه يتجاهل تماماَ ولا يأخذ في الإعتبار القيمة الغذائية وكميّة الفيتامينات والعناصر المغذية الموجودة في كلّ صنف.
وبالتالي، إن قام طفلكِ باعتماد العدّ للسعرات الحراريّة في نظامه الغذائي، فهو سيتناول أطعمة قد تكون أقلّ دسماً من غيرها ما قد يحرمه في المقابل من العناصر الغذائية التي يحتاج إليها للنمو السليم وحتّى الأداء الذهني والجسدي.
كذلك، إدخال هذا النوع من التفكير إلى ذهن طفلكِ في عمر مبكر سيخلق لديه نوعاً من الإضطراب والوسواس بشكل الجسم، وبالتالي، إمّا ستلحظين أنّ طفلكِ سيفرط في الأمر ويمتنع عن تناول الطعام ويصاب بسوء تغذية، أو أنّه سيفشل في ذلك، ما سينعكس عليه سلباً بشكل كبير بالأخصّ على ثقته ونظرته لنفسه.
ما هو البديل في هذه الحالة؟
لتشجيع طفلكِ على إختيار الغذاء السليم، دون تعريضه لهوس "السعرات الحرارية"، بإمكانكِ تقسيم المأكولات إلى 3 أنواع، حسب ألوان إشارة السير:
- الضوء الأخضر، أي "إنطلق": وهي الأطعمة التي يستطيع تناولها دون قلق أو تردّد، أي الفاكهة والخضار.
- الضوء الأصفر، أي "تمهّل": وهي الأطعمة الصحية نسبياً، ولكن التي عليه الإنتباه إلى الكمية التي يتناولها، ومنها نذكر النشويات، اللحومات، ومشتقات الحليب الدسمة والمشبعة بالدهون.
- الضوء الأحمر، أي "توقف وفكّر": وهي الأطعمة التي يجب تناولها بإعتدال وبإنتباه، وإجمالاً ما تكون تلك التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الدهون.
كذلك، غيّري قدر الإمكان في أسلوب حياته، وحثيه على النشاطات والحركة البدنية، لتلحظي أنّ تعديلات بسيطة بإمكانها أن تحدث أثراً كبيراً بالأخص على صحّة طفلكِ ومستقبله!
إقرئي المزيد: عادات غذائية علّميها لطفلك فترافقه أينما كان!