بقدر ما للحياة الزوجية والعائلية من لحظات سعيدة وحميمة بقدر ما تختلف الحال في كثير من الأوقات إذ لا يستطيع الإنسان التحكّم والسيطرة على مشاعره وانفعالاته بصفة دائمة. لكن ما يجب أن تدركيه عزيزتي قبل الإنخراط في المشاجرات العنيفة وغير العنيفة مع زوجك أنّ طفلك هو المتضرّر الأكبر منها. إليك كيف يتأثّر أطفالك بهذه المشاجرات فيما يلي:
الاثر النفسي للنشأة مع احد الوالدين
تأثير سلبي على صحّة الأطفال النفسيّة: يؤثّر الشجار المستمر والذي لا يجد طريقه إلى الحل بين الوالدين على صحّة الأطفال النفسية والمعنوية فقد أثبتت الدراسات أن الطفل يعتاد مع الوقت على الإفتراق والطلاق بين الوالدين أما الأمر الذي لا يتحمّله إطلاقًا هو الصراخ المستمر والمشاجرات الدائمة بينهما فكلّما زادت هذه التوترات كلّما ساءت حاله النفسية وبالتالي أصبح أكثر تعرّضًا للإكتئاب وللمشكلات السلوكية والعاطفية بالإضافة إلى الأرق وإضطرابات النوم وانعدام الثقة بالنفس كما سيؤثّر ذلك على أدائه المدرسي والإجتماعي وإلى مشكلات جمّة أخرى.
يشعر الأطفال بعدم الأمان: يخاف الأطفال من وجوب اتخاذ طرف مع أحد الوالدين في الشجار فهم يريدون عامّةً إرضاء الطرفين وسيقعون في حيرة من أمرهم وضياع إزاء عدم قدرتهم على التوفيق بينهما الأمر الذي سيعرّضهم لضغط نفسي كبير أو سيضطرون للوقوف بجانب أحدهم ضدّ الآخر وهو أمر غير صحي لكل أفراد العائلة.
يشعر الأطفال بالذنب: وغالبًا ما يظنّ أطفالك أنهم سبب الخلاف بينكما وبالتالي سيشعرون بالذنب ويبدأون بإلقاء اللوم على أنفسهم ما سيعرّضهم لمشكلات نفسية تكون تداعياتها خطيرة جدًّا على المدى البعيد.
تتأثر علاقة الأطفال بالوالدين: فعندما سيسمع طفلك أثناء مشاجرتكما كلمات وأقوالاً بشعة عن أحدكما ستتأثّر علاقته به تلقائياً إذ سيصدّق هذه الأقوال وستتغيّر مشاعره تجاهكما وسيبدأ بإطلاقها والتلفّظ بها بدوره.
وأخيرًا،من المهم جدًّا إبعاد الطفل عن كل هذه المشكلات والمشادات لأنّه المتضرّر الأكبر منها لذا عليكما ابعاده عنها بكل الطرق كالتكلّم بغرفة منفصلة مثلاً وتجنّب الصراخ أمامه وعدم التكلّم بطريقة سيئة عن الآخر من الأمور الأساسية. وأخيرًا، عندما تحصل هذه المشادات لا بدّ لك ولزوجك التواصل معه أكثر ومدّه بالعاطفة والحنان اللازمين لحمايته قدر المستطاع من التداعيات السلبية لخلافاتكما. إقرأي أيضًا: العلاقة الوالدية عن بعد، كيف تكون؟