تلعب الأمّهات دورًا أساسيًا أيضًا في تطوّر أولادهنّ. عندما يكون الأب مستبّدًا والقوانين التي يفرضها على أولاده غير قابلة للتفاوض، إنّ أفضل حلّ لتلطيف أو تخفيف وقع التأثير الذي يتركه على الطفل هو اعتماد أسلوب تربية مضادّ من قبل الأمّ. إنّ هذا الأسلوب المضادّ هو عبارة عن أسلوب تربوي ديمقراطي يتسّم بالدفء والتواصل المفتوح والصريح والدّعم والتشجيع والعقلانيّة. إنّ الطفل الذي تربّى على يد والدين ديمقراطيين من المتوقع أن يصبح مستقًلاًّ، مقبولًا اجتماعيًا، لبقًا، ناجحًا في حياته الدراسية، وأقلّ عرضة للقلق والاكتئاب أو الانخراط في سلوكيات معادية للمجتمع. وتشير الأبحاث الى أن إذا كان أحد الوالدين على الأقلّ معتدلاً فهذا من شأنه أن يحدث فرقًا كبيرًا بحسب (فليتشر وآخرون 1999) (Fletcher et al 1999). فيما يلي بعض النصائح حول كيفية مواجهة الأم لأسلوب تربية الأب المستبدّ.
- التشجيع بالأخذ والعطاء: يمكنك مواجهة أسلوب الأب الصارم في التعاطي مع ابنتك مثل قوله لها: "لأنّي قلت كذلك" أو "لا يعني لا"، من خلال تشجيعها كي تفصح لك عن مشاعرها وأفكارها حول الأمر. ستشعر هكذا أنّ رأيها ومشاعرها مسموعة بغض النظر عن أي شيء.
- امنحي أولادك حرية الاختيار: على عكس والدهم، لا تحاولي التحكّم بتصرفاتهم وقراراتهم. بل اسمحي لهم أن يتخذوا قرراتهم الخاصة ولكن في الوقت عينه اشرحي لهم أنهم سيتحملون مسؤولية أعمالهم وفي حال لم يكن سلوكهم لائقًا ستكون هناك عواقب. فهذا الأسلوب سيسمح لهم بممارسة مهاراتهم في حلّ المشاكل والحكم على الأشياء بكل ثقة. كما سيعلّمهم على تحمّل تبعات أعمالهم وممارسة استقلاليتهم.
> إنّ تقديم شرح لطفلك سيساعده على تطوير مهارة فهم واستيعاب الآخرين ولن يأخذ الأمور بشكل شخصيّ، وسينمّي ثقته بنفسه وتقديره لذاته
حافظي على التوازن: بينما تتّبعين معهم أسلوبًا مرنًا يجب أن تكوني أيضًا واضحة ومتسقة في تطبيق القواعد والعقاب الذي ينتج عن خرق القوانين. يجب ألاّ تعطيهم الانطباع بأنك ستحميهم في حال عصوا أوامر والدهم، لأنهم سيعمدون الى التصرف بالمثل في المجتمع إذ سيخرقون القانون وهم مطمئنون أنّ أحداً ما سينقذهم أو يعفيهم من العقاب.اشرحي لهم ردّات فعل أبيهم: بما أنّ الآباء المستبدين لا يحبون تبرير أنفسهم فمن واجبك أن تشرحي لطفلك تصرفات أبيه. يجب أن يفهم سبب فرض والده للقواعد أو سبب قوله "لا" أو فرض رأيه عليه. إنّ تقديم شرح لطفلك سيساعده على تطوير مهارة فهم واستيعاب الآخرين ولن يأخذ الأمور بشكل شخصي، وسينمّي ثقته بنفسه وتقديره لذاته ويمارس حقوقه.
لكن احذري من تحريض الأولاد على أبيهم، أو تعليمهم عصيان أوامره من خلال القيام بأمور بالخفي عنه وبعد ذلك تقومين بالتستّر عليهم. الهدف من هذا المقال هو الحدّ من الآثار السلبية التي يخلّفها أسلوب التربية الصارم الذي ينتهجه الأب المستبدّ ودور الأم في المحافظة على التوازن بين القيم والحريّة والمسؤولية.
إقرئي أيضاً: نصائح المعالجة النفسية للحدّ من آثار الطلاق السلبيّة على الأطفال