كباراً كنا أم صغاراً، نترافق طوال أيام حياتنا بهاجس وشعور الخوف الذي يرافقنا منذ الطفولة حتى العمر الكبير. يتولّد الشعور بسبب عوامل وأمور كثيرة قد يصعب على أهل الطب احياناً معالجته فيتطوّر ويصبح بما يسمّى الفوبيا.
وبحسب ما ذكرنا في البداية، أنّ الشعور بالخوف عند الاطفال سببه في اغلب الحالات العائلة أي الأهل بالدرجة الأولى، من حيث إتباع سياسة التربية الخاطئة التي تقوم على التهديد، التوبيخ والصراخ بصوت مرتفع. هذه الطريقة اللاتربوية، تجعل الطفل الصغير يفقد ثقته بنفسه ويعيش هاجس القلق على الدوام. فالاطفال الذين يتعرّضون يومياً الى التنبيه القاسي والكلام الجارح والتوبيخ خصوصاً أمام الغرباء بسبب أي شيء، قد لا نراهم يثقون بأهلهم حتى ويتردّدون في تسلّم أي مسؤولية خوفاً من سماع أي ملاحظة. فتعدّدت الاسباب ولكن النتجية واحدة: الشعور بالخوف وعدم الثقة بالنفس أو الامانة.
هنا قد نسلّط الضوء، أن الطفل ذات البنية الجسدية الضعيفة والنحيلة يشعر بضعف في التأقلم مع محيطه والاطفال من حوله فيشعر أنه الحلقة الاضعف والكلّ يتحكّم به ويتسلّط عليه .
وفي الحديث عن الطرق والاساليب لاصلاح هذه الحالة النفسية الخطيرة أحياناً، يلجأ الاهل مباشرة الى المعالج النفسي كي يكشف أسباب الخوف. ولكن ما لا يجب أن ينساه الاهل أن المعالجة النفسية تبدأ من داخل البيت: عليهم أولاً أن يعدلوا في التربية وأن ينبهوا أطفالهم الى الأشياء الخاطئة بطريقة هادئة وغير جارحة.
ثانياً، على الأهل اعتماد سياسة المكافأة و المدح بدلاً من التخويف: كافئي طفلك بالحلويات مثلاً ، بدلاً من تخويفه بالشياطين إذا لم ينم باكراً .
ثالثاً ، أن يكون الاهل المثال الاعلى لاطفالهم بالتصرّفات الحسنة داخل البيت، وخصوصاً في المجتمع .