ما إن يتخطّى الطفل عتبة سنّ الثالثة، حتى نجد بعض الأهالي منغمسين في تغيير طريقة تربيته، ليعتاد منذ الصغر على القسوة كي يصبح "رجلاً" في المستقبل… ولعلّ أكثر تصرّف شائع يمكن أن تواجهينه في هذا السياق هو إقدامكِ على تكرار عبارة "الرجال لا يبكون" في كلّ مرّة سيطر الحزن أو الغضب على طفلكِ وانهمرت فيها دموعه!
ولكن ما لا تعلمينه في هذا الخصوص هو أن جملة عابرة كتلك بالنسبة لكِ، قد تخلق تأثيراً كبيراً في نفسيته، وتكون لها إنعكاسات سلبية مهمّة على شخصيته في المستقبل.
ما هي التأثيرات السلبية؟
– العدائية: عندما تمنعين طفلكِ عن البكاء، فهو يقوم بكبت مشاعره في داخله، ما يجعل منه شخصاً عدائياً على الأرجح في المستقبل، قد يلجأ إلى العنف الكلامي وحتى الجسدي للتنفيس عن غضبه، كما يصدّ الآخرين من حوله.
– الإنطواء على الذات: عدم قدرة طفلكِ على التعبير عن مشاعره، وخجله من نفسه في حال سيطرت عليه قد يتسبّب له مستقبلياً بإنطوائية ملحوظة على الذات، ويفضّل الإختلاء بنفسه خوفاً من أن يبدو بمظهر الضعيف أمام الآخرين.
– عدم الإستقرار العاطفي: عندما يتربّى الفرد منذ صغره على كبت مشاعره وعدم إظهارها للآخرين، قد يشعر بالضعف والشك بالنفس عندما يواجهها في قرارة نفسه، الأمر الذي يخلق لديه عدم استقرار عاطفي ونوعاً من الصراع الداخلي النفسي.
ما هي البدائل في تلك الحالة؟
علّمي طفلكِ أن يتواصل معكِ لغوياً في كلّ مرة يشعر بالإنزعاج، ويعبّر عن مشاعره بالكلام بدلاً من البكاء. ففي حال بدأت دموعه بالإنهمار، لسبب سخيف نسبياً، قولي له مثلاً: لا أستطيع فهمكِ وأنت تبكي، تمتّع بالهدوء وتوقف لتخبرني بما يزعجك".
أمّا إن كان طفلكِ يبكي لسبب وجيه مثل الشعور بالألم أو الحزن،فلا تتردّدي من إعطائه العاطفة اللازمة وحضنه لتهدئته. وبعد أن يهدأ، قولي له مثلاً: "ليس من العيب أبداً أن نبكي، ولكن بكاءنا أحياناً قد يزيد الأمر صعوبةً، فحاول قدر الإمكان التحلّي بالقوة عند اللزوم!"
هكذا، وبإعتماد هذا الأسلوب، ستقومين بتربية رجل قوي ومستقّل مستقبلاً، ولكن لا يخشى من التعبير عن مشاعره وقت اللزوم!
إقرئي المزيد: نصائح مفيدة لتربية "صبي"