على رغم كلّ التحذيرات والإنتقادات التي تطاول هذا الموضوع، لا يزال الأهل يلجؤون إلى طريقة الضرب لتأديب الأطفال، إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ 4 من أصل 5 أهالي يفعلون ذلك من دون تردّد… فما بين الذين يحذرون من تداعياتها السلبية، والذين يحبذون حسناتها في التأديب، أي من الطرفين هو على حقّ؟
– وجهة النظر المعارضة: يشير علم النفس إلى أن الضرب، ولو كان ملطّفاً، يعتبر أحد أنواع العنف الذي لا يجب اللجوء إليه مع الأطفال، خصوصاً أنّه قد يتسبب بأضرار نفسية لا تخلو من الخطورة، بالإضافة إلى مشاكل سلوكية وعدائية تجاه الآخرين.
– وجهة النظر المؤيدة: "أهلنا إعتمدوا هذه الطريقة معنا، وكبرنا لنكون بصحّة نفسية وسلوك جيّد!"، هذه هي الحجة التي يتذرع بها مؤيدو هذه الطريقة، مؤكدين أن بعض المراحل العمرية للطفل تتطلّب عقابه في شكل جسدي على فعلته، كي يخاف من إرتكابها في المرّة المقبلة.
أيهما على حق؟
على رغم إستعمال هذه الطريقة بشكل شائع، إلاّ أن الدراسات بينت بأن الضرب، ولو بلطف على الحفاضة مثلاً أو على اليد قد يرتدّ سلباً على الأهل، إذ إن الطفل المراد تأديبه وتعلميه قد يطور نوعاً من العدائية بسبب تقنية العقاب هذه، ما يخلق لديه نوعاً من التمرّد وعدم الإنصياع… ألا وهو عكس المقصود تماماً من هذه الطريقة!
لذلك، إليكِ بعض البدائل الفعالة عن الضرب، وذلك لتأديب الطفل:
– من عمر السنة وأكثر: بدلاً من تقنية العقاب، إستعملي أسلوب المدح والكلام الإيجابي في كل مرّة يقوم بأمر جيّد. لا تتردّدي بمكافئته معنوياً، أو حتى بأمور يحبها، كي يعتاد أن التصرّف الإيجابي يجلب الأمور الجيدة، والعكس الصحيح.
– من عمر السنتين أو أكثر: قد تتفاجئين بهذه التقنية، ولكن للتجاهل أحياناً فائدة كبيرة! كلّما قام طفلكِ بنوبة عناد، بكاء أو صراخ، تجاهليه قدر الإمكان وادّعي بأنكِ لا تسمعينه. فتصرفاته السيئة، والتي قد تكون بسبب رغبته ببعض الإنتباه، قد تزيد لفترة وجيزة، إلاّ أن إستمراركِ بهذه التقنية سيعيد له التصرف الهادئ تدريجياً.
– من عمر الـ3 سنوات أو أكثر: هل جربتِ تقنية الـTime Outs، أي عندما تخصّصين مكاناً للعقاب، مثل إحدى الزوايا أو غرفة معينة تعزلين بها طفلكِ للتفكير بفعلته، وتتركينه لوقت أنتِ تحدّدينه؟ لا تجعلي وقت العزل يتخطّى الـ10 دقائق، وعودي لمكالمته بهدوء وشرح الأمور السيئة التي فعلها مع عواقبها.
إقرئي المزيد: كيف يؤثّر الضّرب في شخصيّة الطّفل؟