هل يجب أن يلزم الأهل أولادهم بالزواج؟ سيجيب الشيخ وسيم المزوق في ما يلي عن هذا السؤال، شارحاً عن حكم الاسلام في الزام الاهل ولدهم أو إبنتهم بالزواج.
فلا يجب على الولد طاعة والديه في الزواج من الفتاة التي لا يرغب بها، كي لا يقصّر في حقّها، ولا يستأنس بها، ولكن يجب عليه أن يحسن الاعتذار إليهما، والتخلّص من أمرهما.
وقد جاء في "كشاف القناع" (5/8) من كتب الحنابلة: "ليس لأبويه إلزامه بنكاح من لا يريد نكاحها له، لعدم حصول الغرض بها، فلا يكون عاقا بمخالفتهما في ذلك، كأكل ما لا يريد أكله" انتهى.
للمزيد:الشيخ وسيم يشرح عن حكم الختان في الاسلام
أما المرأة فليس للأب حق في أن يجبرها على الزواج من رجل لا ترغب فيه لما في ذلك من مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلّم، ولما ينشأ عنه من مشاكل وعدم استقرار في الحياة الزوجية.
ففي صحيح مسلم والمسند والسنن عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها".
وفي الصحيحين والمسند عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر. ولا تنكـح البكر حتى تستأذن قـالوا يا رسـول الله وكيف إذنها قال أن تسكت.
وروى أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن جارية بكراً أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم.
فدل هذا الحديث على أنه ليس للأب إجبار ابنته على نكاح من لا ترغب فيه، ودل على أن رفض البنت لذلك لا يعد عقوقاً لوالدها.
ومع ذلك فالأفضل في كثير من الحالات أن تقبل البنت بمن يختاره لها وليها، لأنه في الغالب أعلم وأكثر تجربة وأقدر على اختيار الزوج المناسب، وأكثر شفقة عليها وأشد حرصا على سعادتها، لكن لا يحق له إجبارها على الزواج بمن لا تريد، كما سبق وهذا الزواج غير المرغوب فيه إن تم قد يكون مآله إلى الفشل لأنه بني على غير اقتناع من الطرفين.
وبالختام ننصح الوالدين أن لا يجبرا أولادهم على الزواج ممن لا يرغبون، كي لا يؤدي ذلك إلى مفاسد تلحق بالأسرة الجديدة. والله أعلم.