بدأت بعض المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة باتخاذ قرار جديد يخص أطفالنا، يتمثل في منع استخدام شنط الجرّ (Trolley Bags) خلال العام الدراسي المقبل. أثار هذا التغيير المفاجئ اهتمام الأهالي، خاصّةً أنّه يتعلّق بأداة تُستخدَم يوميًا وقد تبدو مريحة من الوهلة الأولى.
في الواقع، لا يأتي هذا القرار من باب الصدفة أو التنظيم فحسب، بل ينبع من رؤية صحّية وتربوية تهدف إلى تحسين تجربة الطفل المدرسية. في هذا المقال، نسلّط الضوء على الأسباب والدوافع الحقيقية وراء هذا القرار، ونكشف لكِ كيف يمكن أن يؤثّر على صحّة طفلكِ ونمطه الدراسي. فما هي أساسيات هامة اختيار الحقيبة المدرسية.
حماية العمود الفقري في المقام الأول
تعتمد هذه المبادرة على مبدأ الوقاية. إذ أثبتت الدراسات أن شنط الجرّ تسبّب ضغطًا غير متوازنًا على الكتف والعمود الفقري لدى الأطفال. عندما يجرّ الطفل الحقيبة بيد واحدة ولمسافات طويلة، يحدث انحراف خفيف في الوقفة الجسدية، ما ينعكس على سلامة العظام ونموّها الطبيعي. لذلك، تشجّع المدارس استخدام الحقائب المحمولة على الظهر بشرط أن تكون خفيفة وموزّعة الوزن بشكل متوازن.
تقليل مخاطر الحوادث داخل المدرسة
تشير التجارب المدرسية إلى أنّ حقائب الجرّ تسبّبت في أكثر من حادث تعثّر بين الطلاب، خصوصًا عند صعود ونزول الدرج أو داخل الممرات المزدحمة. من خلال الاستغناء عنها، تنخفض احتمالية الانزلاق أو السقوط. ما يعزّز من سلامة البيئة المدرسية ويمنح الأطفال حرية أكبر في الحركة.
الحدّ من الضوضاء داخل المدرسة
يشكو العديد من الكادر التعليمي من الضجيج الناتج عن سحب الشنط على الأرض، خاصة خلال فترات دخول الصفوف أو الانتقال بين الحصص. هذا الضجيج المتكرّر يؤثر على تركيز الطلاب ويُربك النظام المدرسي. لذلك، يسهم القرار في تعزيز بيئة تعليمية أكثر هدوءًا وانتظامًا.
تشجيع الاستقلالية والتنظيم
عندما يحمل الطفل حقيبته على ظهره، يتعلّم كيفية ترتيب أغراضه بشكل أفضل والتخلّص من الوزن الزائد. كما يساعده هذا السلوك على تطوير مهاراته التنظيمية منذ الصغر. ما ينعكس إيجابيًا على ثقته بنفسه واستعداده الذهني لكل يوم دراسي.
تبتعد المدارس الإماراتية اليوم عن الطرق التقليدية في التفكير، وتوجّه قراراتها نحو ما يصبّ في مصلحة الطفل الجسدية والنفسية. إنّ منع شنط الجرّ لا يُعدّ قرارًا إداريًا عابرًا، بل هو ترجمة لرؤية متكاملة تضع سلامة طفلكِ في سلّم الأولويات. لذلك، من الأفضل أن تتقبّلي هذا التغيير بروح إيجابية وتشاركي في تطبيقه، لأنّه ببساطة يصبّ في مصلحة صغيركِ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح لاختيار شنط مدرسيه بنات ابتدائي.
