في بداية أي علاقة، تسود المشاعر الجميلة والكلمات الرقيقة. لكن مع مرور الوقت، قد تتراكم الضغوط اليومية وتُضعف وهج الحب. 5 أشياء بسيطة تُسعد الشريك وتُحيي العلاقة قد تكون المفتاح لإعادة إشعال ذلك الشغف المفقود، وتقوية الرابطة بينكما. فالعلاقات تحتاج إلى رعاية مستمرة، وأحيانًا تكفي خطوات صغيرة لتُحدث فرقًا كبيرًا.
في هذا المقال، سنتناول خمس طرق بسيطة مدعومة بالعلم يمكن أن تعزز السعادة بين الشريكين. سنشرح كل فكرة بالتفصيل، مع تقديم أمثلة ملموسة من الواقع، ومراجع علمية تثبت فعاليتها. ستجدين كيف يمكن لهذه العادات أن تعيد الدفء والحنان إلى علاقتك بطريقة طبيعية وبعيدة عن التعقيد.
1. كلمات التقدير اليومية تُحدث فرقًا كبيرًا
في كل علاقة، تؤدّي الكلمات دورًا محوريًا. إظهار التقدير والامتنان هو واحد من 5 أشياء بسيطة تُسعد الشريك وتُحيي العلاقة، كما أنّها تقوّي علاقتك بنصفك الثاني.

تشير دراسات علم النفس الإيجابي، مثل تلك التي نشرتها مجلة Emotion، إلى أنّ التقدير اللفظي يعزّز شعور الانتماء، ويقلّل من النزاعات. فحين تقولين مثلًا: “أقدّر مجهودك اليوم” أو “أحب طريقتك في التعامل مع الأمور”، فإن هذه العبارات تُرسّخ الشعور بالأمان العاطفي لدى الشريك.
كما أظهرت دراسة أجريت عام 2015 من جامعة جورجيا أنّ الأزواج الذين يتبادلون كلمات الشكر يوميًا يتمتعون بعلاقات أكثر استقرارًا ورضا. لذلك، لا تهملي قوة الكلمة. قوليها ببساطة، وبصدق، وسترين التأثير.
2. اللمسات الجسدية تعيد الحميمية
اللمسة، وإن كانت بسيطة، تُعَدّ من أهم لغات الحب. فهي وسيلة مباشرة لبناء الاتصال العاطفي. وتُعتبر واحدة من 5 أشياء بسيطة تُسعد الشريك وتُحيي العلاقة.
بيّنت دراسة نُشرت في Biological Psychology أن العناق والتلامس الجسدي المنتظم يُفرز هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بهرمون الحب. والذي يُقلّل من الشعور بالتوتر ويزيد من الارتباط العاطفي.
في الواقع، لا يُطلب منكما ممارسة العلاقة الحميمة يوميًا، بل على العكس، يكفي أن تلمسي يده أو تعانقيه لدقائق قبل النوم. بالفعل، يعزّز هذا التلامس البسيط الشعور بالتقارب. وفعليًا، تمنح هذه العادة، رغم بساطتها، شريكك شعورًا قويًا بالأمان والانتماء.
3. الاستماع الفعّال يُعمّق التفاهم
في البداية، نعيش اليوم في ظل حياة سريعة ومزدحمة، ولهذا السبب، قد ننسى أحيانًا أن نستمع حقًا لمن نحب. في الواقع، لا يقتصر الاستماع الفعّال على سماع الكلمات فقط، بل على العكس، يعني أن نفهم المشاعر التي تختبئ خلف تلك الكلمات. وبالتالي، يُعدّ الاستماع واحدًا من 5 أشياء بسيطة تُسعد الشريك وتُحيي العلاقة، لأنه يُشعر الطرف الآخر بأنه مهم ومسموع.

أشارت دراسة حديثة من جامعة هارفارد إلى أنّ الاستماع بتركيز ومن دون مقاطعة يُعزّز الثقة والاحترام المتبادل. حين تُظهرين اهتمامك بما يشعر به شريكك، من دون إصدار الأحكام، فأنتِ تعكسين دعمًا نفسيًا عميقًا.
أولًا، جربي أن تتركي هاتفك جانبًا عند الحديث. بعد ذلك، انظري في عينيه مباشرة. ثم، أكّدي له بجمل مثل “أنا أُصغي إليك” أو “يهمّني ما تقول”. في النهاية، هذا السلوك البسيط يترك أثرًا طويل الأمد في قلبه.
4. مبادرات غير متوقعة تُنعش العلاقة
أولاً، يُنعش عنصر المفاجأة القلب. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تُسعدي شريكك بلفتة بسيطة، مثل تقديم فنجان قهوة في الصباح، أو حتى ترك رسالة قصيرة على الوسادة. وبهذا الشكل، تخلقين لحظة غير متوقعة تدخل الفرح إلى قلبه. وبدون شك، تُعَدّ هذه التفاصيل الصغيرة من 5 أشياء بسيطة تُسعد الشريك وتُحيي العلاقة، لأنها ببساطة تعيد مشاعر البدايات الجميلة وتُنعش الروتين اليومي.
يؤكّد علم النفس السلوكي أن التغيير وكسر الروتين يُحفّز الدماغ على إفراز الدوبامين. ممّا يخلق شعورًا بالسعادة والتجديد. وقد أظهرت مجلة Psychology Today أن الأزواج الذين يمارسون “مبادرات عشوائية” يشعرون برضا أكبر.
لا تنتظري مناسبة. افعلي شيئًا بسيطًا اليوم فقط لإدخال السرور على قلبه. ستُفاجئين كيف يمكن لبادرة صغيرة أن تُبدّل مزاج يومٍ كامل.
5. تخصيص وقت خاص يوميًا يعزّز القرب
في ظلّ ضغوط الحياة، قد نُهمل تمضية وقتٍ نوعيٍّ مع الشريك. لكن الحقيقة أنّ تخصيص وقت خاص – حتى لو 15 دقيقة – هو من 5 أشياء بسيطة تُسعد الشريك وتُحيي العلاقة.

وجدت العديد من الدراسات، منها واحدة من جامعة كاليفورنيا، أنّ “الوقت النوعي” له تأثير مباشر على تقوية العلاقة. ليس المهم عدد الساعات، بل جودة اللحظات.
تناولا كوب شاي معًا، تحدثا عن يومكما، أو شاهدا فيلمًا تحبّانه. الأهم هو أن يشعر الشريك أنكِ تختارين البقاء معه، رغم انشغالاتك الأخرى.
الخلاصة
في الختام، لا بدّ من التذكير أن العلاقات تحتاج دومًا إلى تغذية دائمة. ولذلك، لا تقتصر أهمية العلاقة على الهدايا الباهظة أو الرحلات البعيدة فقط، بل تبدأ من التفاصيل اليومية التي تقدمينها بوعي ومحبة. في الواقع، تُحدث 5 أشياء بسيطة تُسعد الشريك وتُحيي العلاقة فرقًا كبيرًا، خاصة إذا مارستِها بصدق وبشكل منتظم. لهذا السبب، ابدئي اليوم بكلمة طيّبة، أو بلمسة دافئة، أو بلحظة صمت تُصغين فيها باهتمام. فبهذه الطريقة، تبنين قاعدة صلبة لعلاقة متينة ومستقرة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أخطاء قد تبدو بسيطة لكنها تهدم أقوى العلاقات!
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن العلاقات الناجحة لا تحتاج إلى وصفات سحرية أو جهود خارقة، بل ببساطة إلى قلب صادق ونيات طيبة. في الواقع، إنّ تطبيق 5 أشياء بسيطة تُسعد الشريك وتُحيي العلاقة كفيل بأن يُعيد للبيت دفئه، وللعلاقة بريقها. ولهذا السبب، نحن لا نحتاج سوى أن نكون أكثر وعيًا، أكثر حنانًا، وأقل تسرّعًا. وبالتالي، حين نفهم هذه المعادلة، نُدرك أن الحب لا يموت، بل على العكس، يُعاد إحياؤه كلّ يوم بتفاصيل بسيطة.