متى يتقلب الطفل ؟ هذا السؤال يشغل بال كل أم تراقب بحب واهتمام تطورات صغيرها الحركية، متشوقة لرؤية أولى محاولاته في التحرك والاستكشاف. يُعتبر التقلب من أولى المهارات الحركية التي يكتسبها الرضيع، وهو علامة على تطور قوته العضلية وتناسق حركاته. لكن، متى يبدأ الطفل في الانقلاب؟ وهل هناك سنّ محددة يجب أن يحدث فيها هذا التطور؟ وماذا لو تأخر؟ هذه الأسئلة تشغل بال العديد من الأمهات، خاصّة في الأشهر الأولى من عمر الطفل.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل متى يبدأ الطفل في الانقلاب، وما هي العلامات التي تشير إلى تأخره في هذا التطور، ومتى يمكنك البدء في الجلوس معه في حضنك لدعمه في بناء قوته العضلية. كل هذا استنادًا إلى دراسات علمية موثوقة في مجال نمو الأطفال، لضمان تقديم معلومات دقيقة تساعدكِ على فهم تطورات طفلكِ بشكل أفضل.
متى يبدأ الطفل في الانقلاب؟
متى يتقلب الطفل ؟ يُعتبَر الانقلاب من أولى الحركات المستقلة التي يقوم بها الرضيع، وهو خطوة مهمة في رحلة اكتشافه لجسمه وقدرته على التحكم في حركاته. وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، يبدأ معظم الأطفال في التقلب من وضعية الاستلقاء على البطن إلى الظهر بين عمر 3 إلى 4 أشهر. بينما يتمكنون من التقلب من الظهر إلى البطن في عمر 5 إلى 6 أشهر.

يعتمد هذا التطور الحركي على عدة عوامل، منها:
- قوة عضلات الرقبة والظهر: يحتاج الطفل إلى عضلات قوية ليتمكن من رفع رأسه والتقلب.
- التفاعل مع البيئة: الطفل الذي يحصل على وقت كافٍ للعب على بطنه (Tummy Time) يكون أكثر قدرة على تنمية عضلاته الحركية.
- الوراثة والمحفزات الخارجية: بعض الأطفال يكون لديهم استعداد وراثي للتطور الحركي المبكر، في حين يحتاج آخرون إلى مزيد من التحفيز من الأهل.
من الطبيعي أن يكون هناك تفاوت بين الأطفال في توقيت بدء الانقلاب. لكن الأهم هو مراقبة التطورات الأخرى المصاحبة لهذا النمو، مثل تحريك الرأس بثبات، ومدّ الذراعين لدفع الجسم إلى الأعلى.
متى يعتبر الطفل متأخرًا في الانقلاب؟
متى يتقلب الطفل وفي أيّ عمر يُعتبَر مُتأخّرًا في حال لم يفعل؟ في بعض الحالات، قد تلاحظين أن طفلكِ لم يبدأ بالتقلب حتى بعد مرور ستة أشهر. وهنا يطرح السؤال: متى يعتبر الطفل متأخرًا في الانقلاب؟

يُعتبر الطفل متأخرًا إذا لم يُظهِر أي محاولات للانقلاب بحلول الشهر السابع أو لم يكن لديه القوة الكافية لرفع رأسه عند الاستلقاء على بطنه. لكن قبل القلق، عليكِ أخذ بعض العوامل بعين الاعتبار:
- الولادة المبكرة: غالبًا ما يحتاج الأطفال الخُدّج إلى وقت أطول لتطوير مهاراتهم الحركية.
- قلة وقت اللعب على البطن: قد يكون الأطفال الذين يمضون وقتًا طويلًا مستلقين على ظهورهم أبطأ في اكتساب قوة العضلات اللازمة للحركة.
- نقص التمارين التحفيزية: إنّ التفاعل مع الطفل، مثل وضع ألعاب مشوقة بجانبه أو مساعدته بلطف على التدحرج، يمكن أن يشجّعه على المحاولة.
- مشاكل في العضلات أو الأعصاب: في بعض الحالات النادرة، قد يكون هناك ضعف عضلي أو اضطراب عصبي يؤثر على قدرة الطفل على الحركة. مما يستدعي استشارة طبيب الأطفال.
إذا لاحظتِ أن طفلكِ لا يبذل أي جهد للتقلب بعد الشهر السابع أو كان يبدو ضعيفًا بشكل عام، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال لتقييم نموه الحركي.
متى أبدأ في إجلاس الطفل في حضني؟
متى يتقلب الطفل بشكلٍ طبيعيّ؟ بعد أن يبدأ الطفل في التحكم بحركاته والقدرة على رفع رأسه بثبات، قد تتساءلين: متى أبدأ أن أجلس الطفل في حضني؟

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يمكن البدء في دعم جلوس الطفل في حضنكِ بدءًا من عمر 4 إلى 5 أشهر، عندما يكون قادرًا على رفع رأسه بدون دعم كبير. لكن الجلوس الفعلي من دون الحصول على مساعدة يبدأ عادةً بين 6 إلى 7 أشهر.
كيف تساعدين طفلك على الجلوس بشكل آمن؟
- احملي الطفل بوضعية داعمة: اجلسي بحيث يكون ظهره مستندًا إلى صدرك، مما يمنحه الدعم والثبات.
- استخدمي وسائد الدعم: يمكن وضع وسائد حول الطفل عندما يبدأ بالمحاولة ليشعر بالأمان.
- شجّعيه بالألعاب: ضعي ألعابًا أمامه أثناء الجلوس لتحفيزه على التفاعل وتقوية توازنه.
لا تجبري الطفل على الجلوس مبكرًا، لأن ذلك قد يسبب ضغطًا على عموده الفقري قبل أن يكون مستعدًا لهذا التطور.
الخلاصة
أخيرًا، يُعدّ تقلب الطفل علامة مهمة على تطوره الحركي، حيث يبدأ معظم الأطفال في هذه المرحلة بين عمر 3 إلى 6 أشهر. ومع ذلك، لا داعي للقلق إذا تأخر طفلكِ قليلًا، فلكل طفل وتيرته الخاصة في النمو. المهم هو متابعة تطوراته ودعمه عبر التمارين المناسبة والتفاعل اليومي الذي يعزز من قوته العضلية. أما بالنسبة للجلوس، فيمكنكِ البدء في دعم طفلكِ تدريجيًا بمجرد أن يتمكن من رفع رأسه بثبات. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن مراحل رؤية الطفل بالصور.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أود أن أؤكد لكِ أن متى يتقلب الطفل يختلف من طفل لآخر حسب طبيعة جسمه وظروفه، ولا داعي للقلق إذا تأخر قليلًا طالما لا توجد مؤشرات مقلقة. الأهم هو دعم طفلكِ بالحب والصبر وتوفير بيئة آمنة ومحفّزة تساعده على التطور تدريجيًا وبشكل طبيعي.