قد تعتقدين أنّ كلّ ما تفعلينه بهدف مصلحة طفلك هو دائمًا الأفضل. لكن في بعض الأحيان، قد تؤذي أفعالك أو كلماتك طفلك عاطفيًا من دون أن تشعري. هذه الأمور ليست مقصودة بالطبع، ولكنّها قد تترك أثرًا نفسيًا طويل المدى على شخصيّته. لذلك، من المهمّ أن تعي تمامًا كيف يؤثّر أسلوبك في التربية على طفلك، سواء كنتِ تنتقدينه أو تتجاهلين مشاعره.
الوعي هو أول خطوة نحو التغيير. عندما تدركين التأثير السلبي لبعض السلوكيات، يمكنك تصحيحها وبناء علاقة صحيّة ومحبة مع طفلك. لنلقِ نظرة على خمسة أمور شائعة قد تؤثر سلبًا على طفلك وكيفية تجنبها.
1- النقد المستمرّ
عندما تنتقدين طفلك بشكلٍ متكرر، يشعر بأنه غير كافٍ أو أنه لا يستطيع فعل شيء بطريقة صحيحة. بدلًا من التركيز على الأخطاء، حاولي توجيهه بطريقة إيجابية. استخدمي كلمات تشجيعية مثل “أنا فخورة بمجهودك” أو “لنحاول معًا تحسين هذا الأمر”. النقد البنّاء يساعد طفلك على التعلّم من دون أن يؤذي ثقته بنفسه.
2- تجاهل مشاعره
قد يكون طفلك حساسًا جدًا تجاه مواقف معينة. عندما ترفضين مشاعره أو تعتبرينها سخيفة، يشعر بأنه غير مفهوم أو غير مهم. حاولي أن تصغي إليه وعبّري عن تعاطفك بقولك مثلًا: “أفهم أن هذا الأمر أزعجك، دعنا نتحدث عنه”. هذا يعزز ثقته في التعبير عن مشاعره مستقبلًا.
3- المقارنة مع الآخرين
قد تكون المقارنة بين طفلك وإخوته أو أصدقائه من أكثر الأمور إحباطًا له. هذه الطريقة تجعله يشعر بأنه أقل قيمة. بدلًا من ذلك، ركّزي على إنجازاته الخاصّة واحتفي بها مهما كانت صغيرة. قومي مثلًا بمدح جهد طفلك بعبارة: “أحب الطريقة التي اجتهدت بها في هذا العمل”.
4- الإدمان على الهاتف
عندما تمضين معظم وقتكِ على هاتفك بدلًا من التفاعل مع طفلك، يشعر بأنه غير مهم. خصصي وقتًا يوميًا للتواصل المباشر معه، سواء من خلال اللعب أو الحديث. ضعي هاتفك جانبًا وامنحيه اهتمامك الكامل. هذا الوقت يعزّز علاقتكما ويجعله يشعر بالحب.
5- الصراخ أو رفع الصوت
إنّ رفع صوتك أثناء توجيه طفلك قد يجعله يشعر بالخوف أو الإحباط. بالمقابل، حاولي استخدام نبرة هادئة عند تصحيح سلوكياته. إذا شعرتِ بالغضب، خذي نفسًا عميقًا وامنحي نفسكِ وقتًا للهدوء قبل التحدّث إليه. الهدوء يجعل الطفل يتقبّل التوجيه بشكلٍ أفضل.
أخيرًا، لا أحد مثالي، وكل أم تواجه تحديات أثناء تربية أطفالها. لكن عندما تحاولين تحسين طريقة تفاعلك مع طفلك، تقدمين له هدية لا تقدر بثمن: الأمان العاطفي. كوني دائمًا واعية بكلماتك وتصرفاتك، وتذكّري أنّ طفلك يحتاج إلى الحب والتقدير أكثر من أي شيء آخر. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ 10 أنشطة مدهشة لتطوير ذكاء طفلك من يومه الأول حتى 6 أشهر!