إنّ المعاناة من العصب السابع عند الاطفال هي حال صحيّة قد تصيب الأطفال بشكلٍ مفاجئ، ممّا يثير قلق الأهل بسبب تأثيرها الواضح على حركة عضلات الوجه. يُعرف العصب السابع أيضًا بشلل الوجه النصفي، ويحدث نتيجة ضعفٍ مؤقَّت أو طويل الأمد في العضلات التي تتحكّم في تعابير الوجه. قد تتسبّب الإصابة في صعوبة إغلاق العين، أو تحريك الفم، أو حتى الابتسام، وهو ما يجعل التعامل مع هذه الحال أمرًا مهمًا للغاية. الأمر الذي يُسبّب تدهور الحال النفسيّة للطفل المصاب.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب المعاناة من هذه الحال الصحيّة، ونناقش مدى خطورتها على الأطفال. سنستعرض أيضًا مدى إمكانيّة عودة الوجه إلى طبيعته بعد التعافي، وسنقدّم لمحةً عن أسرع طرق العلاج المدعومة بأحدث الدراسات العلميّة. في النهاية، سنستعرض أفضل السُبُل للتعامل مع العصب السابع عند الأطفال.
هل العصب السابع خطير عند الأطفال؟
تعد الإصابة بمشكلة العصب السابع عند الاطفال أمرًا مقلقًا للأهل، لكنّها ليست دائمًا خطيرة. في معظم الحالات، تكون الإصابة مؤقَّتة ويمكن علاجها بنجاح. لذلك، من الضروريّ فهم الأسباب التي تؤدّي إلى هذه مواجهة الحال لتحديد مدى خطورتها.
الأسباب الشائعة
- يُعَدّ الالتهاب الفيروسي أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بالعصب السابع عند الأطفال. مثلًا، قد تؤدّي الإصابة بفيروس الهربس البسيط إلى التهاب وتورّم في العصب، ممّا يتسبب في ظهور العوارض. أكّدت دراسة نُشرت في The New England Journal of Medicine أنّ الإصابة بالفيروسات، خاصّةً الهربس، تُعتبر من الأسباب الرئيسية لشلل الوجه النصفي.
- كما أنّ المعاناة من الإصابات المباشرة في الرأس، أو إجراء العمليّات الجراحية، أو مواجهة حالات نادرة من الأورام قد تكون من الأسباب الأخرى، على الرغم من أنّ هذه الأسباب أقلّ شيوعًا.
متى يكون القلق ضروريًا؟ عندما يرافق العصب السابع عوارضًا مثل الحمى الشديدة، أو فقدان السمع، أو ضعف مستمر في العضلات، يجب استشارة الطبيب فورًا. قد تشير هذه العوارض إلى وجود مشكلة أكبر تحتاج إلى تدخل طبي سريع. أشارت Mayo Clinic إلى أنّ الحالات التي تستمرّ لفترةٍ طويلة أو تزداد سوءًا قد تتطلّب علاجًا طبيًا مختصًّا.
هل يرجع الوجه طبيعي بعد العصب السابع؟
يتساءل العديد من الأهل: هل يمكن أن يعود الوجه إلى طبيعته بعد الإصابة بالعصب السابع؟ تعتمد الإجابة على شدّة الإصابة وطريقة العلاج المُتَّبعة. في معظم الحالات، يعود الوجه إلى طبيعته تمامًا بعد فترة من العلاج، ولكن هذا يتطلّب الصبر والالتزام بتوصيات الأطباء.
التحسّن التدريجي
- وفقًا لتقرير صادر عن National Institute of Neurological Disorders and Stroke، فإنّ 70-80% من الحالات الخفيفة إلى المتوسطة تتعافى بالكامل خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستّة أشهر.
- ومع ذلك، قد تكون الحالات الأكثر شدّة بحاجة إلى وقتٍ أطول أو تدخّلات إضافيّة، مثل العلاج الفيزيائي أو الجراحة في حالات نادرة.
مساعدة العلاج الطبيعي
يؤدّي العلاج الطبيعي دورًا كبيرًا في تسريع عمليّة التعافي. يمكن أن تساعد المواظبة على أداء تمارين الوجه البسيطة التي تعزّز قوّة العضلات وتحسّن تدفّق الدم في استعادة الحركة بشكلٍ أسرع. كما أظهرت دراسة نُشِرَت في Physical Therapy Journal أنّ العلاج الفيزيائي يزيد من فرص التعافي الكامل لدى الأطفال المصابين بشلل الوجه النصفي.
ما هو أسرع علاج للعصب السابع؟
كيف يمكن علاج العصب السابع عند الاطفال ؟ تتعدّد الخيارات العلاجيّة التي تساعد في تخفيف عوارض العصب السابع عند الاطفال وتعجل عمليّة التعافي. لكن من المهمّ أن يبدأ العلاج في أقرب وقتٍ ممكن لتقليل أيّ مضاعفات محتملة.
العلاج بالأدوية
توصي العديد من الدراسات باستخدام الكورتيكوستيرويدات في الأيام الأولى من ظهور العوارض لتقليل الالتهاب حول العصب. مثلًا، أوضحت دراسة في The Lancet Neurology أن العلاج بالكورتيكوستيرويدات يُظهر نتائج إيجابية كبيرة في التعافي السريع من شلل الوجه.
العلاج الطبيعي
كما ذكرنا سابقًا، يُعَدّ العلاج الطبيعي أساسيًا لتسريع التعافي. فممارسة تمارين العصب السابع لعلاج التهابه، مثل شد العضلات أو تحريك الحواجب، يمكن أن تساعد في تحسين مرونة العضلات ومنع تيبّسها.
العلاج بالأجهزة الطبيّة
في بعض الحالات، يمكن استخدام أجهزة تحفيز العضلات الكهربائية لتحفيز حركة العضلات وتحسين تدفق الدم. أشارت Cochrane Library إلى أن هذه الأجهزة فعّالة في تحسين حالات العصب السابع عند استخدامها مع العلاج الطبيعي.
الجراحة كخيار أخير
في الحالات النادرة التي لا يتحسن فيها المريض بعد فترة طويلة من العلاج التقليدي، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا. ومع ذلك، هذا الخيار يُستخدم بحذر شديد، خاصة في الأطفال.
في الختام، تُعَدّ المعاناة من العصب السابع عند الاطفال حال طبية يمكن علاجها في معظم الأحيان بنجاح، خاصة إذا تم تشخيصها وعلاجها في وقت مبكر. من المهم أن يدرك الأهل أنّ الحال ليست دائمًا خطيرة، لكنّهم بحاجة إلى الانتباه لأيّ عوارض إضافية تشير إلى وجود مشكلة أكبر. إنّ فهم الأسباب والعلاجات المناسبة يساعد الأهل على اتخاذ القرارات الصائبة وتوفير الدعم اللازم لأطفالهم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب المعاناة من حرارة القدمين عند الاطفال اثناء النوم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن دور الأهل في هذه الحالات لا يقتصر على البحث عن العلاج، بل يشمل أيضًا تقديم الدعم النفسي للطفل. من الضروري طمأنة الطفل ومساعدته على التكيف مع العوارض المؤقّتة حتى يعود إلى حاله الطبيعيّة. كما أنّ متابعة استشارة الأطباء والالتزام بالعلاج الطبيعي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في سرعة التعافي. وأخيرًا، أوصي الأهل بعدم التردد في استشارة مختصّين عند ملاحظة أيّ تطورات غير طبيعية.