ما هي اسباب الوحمات عند الاطفال ؟ تعتبر الوحمات الجلدية من الظواهر الأكثر إثارةً للفضول لدى الأمهات والآباء. إذ تظهر غالبًا عند ولادة الطفل أو خلال الأشهر الأولى من حياته. تُعرَف الوحمات بكونها تغيّراتٍ في لون البشرة قد تكون حمراء، بنية، أو حتى زرقاء، وقد تختلف أحجامها وأشكالها باختلاف نوعها ومكان ظهورها. لذا، يبحث العديد من الآباء عن اسباب الوحمات عند الاطفال لفهمها بشكل أفضل والتعامل معها بطريقة علميّةٍ وصحيّة.
في هذا المقال، سنلقي نظرة شاملة على هذه الظاهرة، بدءًا من اسباب الوحمات عند الاطفال ، مرورًا بأنواعها المختلفة، وصولًا إلى طرق الوقاية الممكنة لحماية الجنين من ظهورها. كما سنختم المقال بتقديم نصائح حول كيفيّة التعامل مع الوحمات بشكلٍ إيجابي.
أسباب الوحمة
تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ اسباب الوحمات عند الاطفال تعود إلى مجموعةٍ من العوامل الجينيّة والبيئيّة التي قد تتفاعل بشكلٍ معقّدٍ خلال فترة نموّ الجنين داخل الرحم. تعتبر هذه الأسباب في مجملها نتاجًا لعوامل متعدّدة تسهم معًا في تكوّن الوحمات على بشرة الطفل. لذا، سنعرض لكِ في ما يلي أبرز هذه الأسباب وفقًا للأبحاث العلميّة:
- العوامل الوراثيّة: تؤدّي الوراثة دورًا كبيرًا في ظهور الوحمات عند الأطفال. يُعتقَد أنّ الطفل قد يرث ميلًا لتكوين الوحمات إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يحملان نفس النوع من الوحمات. يبرز هذا الأمر خصوصًا في العائلات التي تملك تاريخًا طبيًا لظهور وحمات معينة، مثل الوحمات الصبغية أو الوعائية NCBI.
- التغيّرات في الأوعية الدمويّة: تُعَدّ الوحمات الوعائيّة من الأنواع الأكثر شيوعًا، وهي نتيجةً لتطوّر غير طبيعي في الأوعية الدمويّة خلال مراحل الحمل المبكرة. يُعتقَد أنّ بعض الأوعية قد تنمو بشكلٍ أكبر أو تكون أكثر كثافةً في مناطق معيّنة من الجلد. ممّا يؤدّي إلى تكوين الوحمات الوعائيّة مثل “وحمة الفراولة” أو “وحمة بورت واين” JAAD.
- الهرمونات الأموميّة: تؤدّي الهرمونات التي تفرزها الأمّ خلال فترة الحمل دورًا حاسمًا في تطوّر الجنين، بما في ذلك تكوّن الجلد والأوعية الدمويّة. فقد أشارت بعض الأبحاث إلى أنّ هذه الهرمونات قد تؤثّر على ظهور الوحمات. خاصّةً في الحالات التي تزيد فيها هذه الهرمونات من تدفّق الدم أو تُحفّز نموّ الأنسجة في مناطق محدّدة PMC.
- العوامل البيئيّة: تؤثّر البيئة المحيطة بالأم خلال فترة الحمل على تكوّن الجنين وصحّته العامّة. حيث يُعتقد أنّ التعرّض لبعض المواد الكيميائيّة أو الإجهاد البدني والنفسي قد يزيد من فرص ظهور الوحمات على بشرة الطفل. في هذا السياق، يُنصَح الأمهات باتّباع نمط حياة صحّي ومعتدل لتقليل العوامل البيئية السلبيّة JAMA Dermatology.
ما هي أنواع الوحمات؟
بعد التعرّف على اسباب الوحمات عند الاطفال ، تُطرَح تساؤلات حول أنواعها. تتعدّد أنواع الوحمات، ويمكن تصنيفها إلى فئات رئيسيّة. ممّا يساعد في تحديد طبيعتها ومعرفة كيفية التعامل معها. وهي:
- الوحمات الصبغية: تُعتبر هذه الوحمات ناتجة عن زيادة في صبغة الميلانين داخل الجلد. وقد تظهر هذه العلامات بلونٍ بنيٍّ فاتح أو داكن أو حتى أسود، مثل “بقع القهوة بالحليب” و”الوحمات المونغلية”. تتطلّب هذه الوحمات مراقبة منتظمة لضمان عدم تطوّرها إلى مشاكل أخرى قد تكون أكثر تعقيدًا.
- الوحمات الوعائيّة: تحدث نتيجةً لنموٍّ غير طبيعي في الأوعية الدمويّة. تُعَدّ “وحمة الفراولة” و”وحمة بورت واين” من أشهر الأمثلة على هذا النوع، حيث تتكوّن بسبب تجمّع كثيف من الأوعية الدمويّة تحت الجلد. على الرغم من أنّها غالبًا ما تكون غير مؤذية، إلّا أنّ بعضها قد يتطلّب علاجًا طبيًا إذا تسبّبت في مشاكل صحيّة أو تجميليّة.
- الوحمات المختلطة: تشمل هذه الفئة الوحمات التي تجمع بين الصبغيّة والوعائيّة. تكون هذه الأنواع أكثر تعقيدًا من حيث التشخيص والعلاج، وقد تحتاج إلى متابعةٍ طبيّة مكثَّفة لضمان عدم حدوث مضاعفات.
كيف أحمي جنيني من الوحمات؟
بعد معرفة أهمّ اسباب الوحمات عند الاطفال ، يُطرَح سؤال: كيف أحمي جنيني من الوحمات؟ بالرغم من أنّ بعض الوحمات قد تكون وراثيّة أو ناتجة عن عوامل لا يمكن السيطرة عليها. إلّا أنّ هناك بعض الإرشادات التي قد تُقلّل من فرص ظهورها أو على الأقلّ تقلّل من حدتها. لذا سنقدّم لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
- التغذية المتوازنة: يجب على الأمّ الحامل تناول وجبات غذائيّة متوازنة تحتوي الفيتامينات والمعادن الضروريّة لصحة الجنين. تشمل هذه التغذية الأطعمة الغنيّة بحمض الفوليك، والزنك، وفيتامين D، التي تساهم في تحسين صحّة الجلد وتقليل مشاكل الأوعية الدمويّة.
- الحفاظ على نمط حياة صحّي: يُعتبَر الحفاظ على الصحّة النفسيّة والجسدية خلال فترة الحمل عاملًا مؤثّرًا في صحّة الجنين بشكلٍ عام. لذا، إنّ ممارسة التمارين الرياضيّة الخفيفة وتمارين التنفس تساعد في تقليل التوتر. ممّا قد يُقلّل من احتمالات ظهور الوحمات.
- مراجعة الطبيب بانتظام: يُعَدّ إجراء الفحوصات الطبيّة المنتظمة خلال فترة الحمل أمرًا ضروريًا لمتابعة تطوّر الجنين والكشف المبكر عن وجود أيّ مشاكل قد تحدث. فمن خلاله، يمكن للطبيب تقديم النصائح اللازمة والتدخّل المبكر في حال حدوث مشاكل قد تؤدّي إلى تكوّن الوحمات.
- تجنّب المواد الكيميائية الضارة: يُنصح بتجنب التعرّض للمواد الكيميائيّة الضارّة والمبيدات الحشريّة والتلوّث البيئي خلال فترة الحمل. حيث يمكن أن تؤثّر هذه المواد على تطوّر الجنين وصحّة البشرة.
الوحمات عند الأطفال: الخلاصة
في الختام، تُعَدّ اسباب الوحمات عند الاطفال موضوعًا معقّدًا يحتاج إلى مزيدٍ من البحث والدراسة لفهمه بشكلٍ أعمق. ومع ذلك، يُعتبَر فهم هذه الظاهرة خطوةً مهمّةً في التعامل معها بشكلٍ أكثر وعيًا. تُظهر الوحمات أهميّة الفهم الطبّي والعلمي لتطوّر الجنين، وتؤكّد على ضرورة متابعة الحال الصحيّة للأطفال منذ الولادة لضمان سلامتهم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن حقائق مذهلة عن نظر الأطفال بعدالولادة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الوحمات ليست أمرًا يستدعي القلق الشديد في معظم الحالات، ولكن يجب مراقبتها ومتابعتها مع الطبيب للتأكّد من عدم تأثيرها على صحّة الطفل أو مظهره النفسي. من الضروريّ التعامل مع الوحمات بنهجٍ علميٍّ وإنساني، وتوعية الأهل بضرورة التمييز بين الأساطير والمعلومات العلميّة الدقيقة حول هذا الموضوع.