يُعتبر علاج حموضة الدم عند الأطفال حديثي الولادة من الأمور الحرجة التي تستدعي التدخّل الطبّي الفوري لضمان الحفاظ على صحّة وسلامة الطفل، وتحدث هذه الحال نتيجة تراكم الأحماض في دمه، ممّا يؤدّي إلى انخفاض مستوى البيكربونات وارتفاع نسبة الحموضة في الجسم. تُعد هذه الحال نادرة لكنها خطيرة، ولكن يمكن أن تؤثّر بشكلٍ مباشر على صحّة الطفل ونموه، كما تُعتبَر سببًا لبعض حالات الموت المفاجئ للرضع.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الأسباب المحتملة لإصابة رضيعكِ بحموضة الدم، الأضرار التي قد تنجم عن هذه الحال إذا لم تُعالَج بشكلٍ صحيح، بالإضافة إلى الخطوات العلاجية الموصى بها. فالهدف هو تزويدكِ بمعلومات شاملة وعمليّة لضمان الحفاظ على صحّة طفلكِ وسلامته.
الأسباب المحتملة لإصابة رضيعكِ بالحموضة في الدم
تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة لدى الأطفال، وتعود في معظمها إلى وجود مشاكل في العمليّات البيوكيميائيّة داخل الجسم، لذا قبل أن نطلعكِ على كيفيّة علاج حموضة الدم عند الأطفال حديثي الولادة، سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
قد يكون السبب هو وجود خلل في التمثيل الغذائي، حيث يتعذّر على جسم الطفل معالجة المواد الغذائيّة بشكلٍ صحيح ممّا يؤدي إلى تراكم الأحماض. كما يمكن أن يكون السبب نتيجة لحالات طبية معينة مثل نقص الأوكسجين أثناء الولادة، حيث يعاني الطفل من انخفاض تدفق الدم والأوكسجين إلى الأنسجة، ممّا يؤدي إلى زيادة الحموضة; فبحسب موقع CP LAWYERS في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “Acidosis”، عادةً ما يحدث ذلك عندما يُعاني الطفل من نقص الأكسجين لفترة زمنية طويلة أثناء الولادة أو بعدها، وبشكلٍ محدّد، عند انخفاض مستويات الأكسجين لدى الطفل، يمكن أن يؤدّي ذلك إلى زيادة حموضة الدم لديه، أو إلى انخفاض قيمة الرقم الهيدروجيني إلى أقلّ من 7.35. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدّي العوامل الوراثيّة دورًا في تطور هذه الحال، حيث يمكن أن يعاني بعض الأطفال من اضطرابات وراثيّة تؤثّر على عملية الأيض. من جهةٍ أخرى، يمكن لبعض الأدوية التي تتناولها الأم أثناء الحمل أن تؤثّر سلبًا على الطفل وتزيد من خطر إصابته بحموضة الدم، مثل أدوية السكري أو مضادات الصرع.
الأضرار المحتملة التي قد تنجم عن معاناة طفلكِ من هذه الحال
إنّ علاج حموضة الدم عند الأطفال حديثي الولادة هو أمر ضروريّ لمنع حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤثّر سلبًا على صحة الطفل ونموه، وسنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
قد تتسبّب حموضة الدم في خلل بوظائف الخلايا، ممّا قد يؤدّي إلى تلف الأنسجة وزيادة خطر حدوث مضاعفات صحيّة طويلة الأمد. على سبيل المثال، يمكن أن تتأثّر وظائف القلب، حيث يزيد الإجهاد على عضلته نتيجةً للتغيّرات الكيميائيّة في الدمّ، ممّا قد يؤدّي إلى قصور في وظائف القلب، وهذا واحدًا من أنواع أمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدّي الخلل في مستويات الأحماض إلى حدوث تأثيراتٍ سلبيّة على الجهاز العصبي، ممّا يعرض الطفل لخطر الإصابة بتأخّر في النمو العقلي أو مشاكل في التطور العصبي.
من الممكن أيضًا أن تؤدّي هذه الحال إلى حدوث فشل كلوي، حيث تتعرّض الكلى للإجهاد نتيجة لزيادة الحموضة، ممّا يتطلّب في بعض الحالات تدخلًا طبيًا عاجلًا للحفاظ على وظائف هذا العضو.
ووفقًا لما أشار له موقع Merck Manuals في مقالة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “Acidosis”، عند المعاناة من حموضة الدم، تتفاعل مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم التنفّس وتدفع الجسم للتنفّس بشكلٍ أسرع وأعمق كنوعٍ من التعويض، الأمر الذي يزيد من كمية ثاني أكسيد الكربون التي يتم طردها مع الزفير، ممّا يساعد على إعادة درجة حموضة الدم إلى مستواها الطبيعي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
في حال تشخيص إصابة الطفل بحموضة الدم، يجب البدء فورًا بالعلاج لضمان تقليل احتماليّة تعرّضه للأضرار المحتملة وحمايته من المخاطر الصحية.
يشمل علاج حموضة الدمّ عند الأطفال حديثي الولادة مجموعة من التدخّلات الطبيّة التي تهدف إلى إعادة توازن الأحماض في الجسم. في البداية، يجب تحديد السبب الأساسي للحال من خلال إجراء فحوصات دقيقة تشمل تحليل الدم والبول لتقييم مستويات الأحماض والبيكربونات. وبناءً على السبب، قد يتطلّب العلاج تناول الطفل لمحلول بيكربونات الصوديوم عبر الوريد، وهو يعمل على معادلة الحموضة الزائدة في الدم وإعادة التوازن إلى الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتطلّب الأمر ضبط مستوى الجلوكوز في الدم من خلال تقديم المحاليل الوريدية المناسبة، خاصّةً إذا كان الخلل ناتجًا عن مشاكل في التمثيل الغذائي مثل ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم. في بعض الحالات الشديدة، قد يحتاج الطفل إلى علاج مكثف في وحدة العناية المركَّزة للأطفال لضمان السيطرة على الحال ومراقبة وظائف الأجهزة الحيوية مثل القلب والكلى والجهاز العصبي.
يعتمد العلاج أيضًا على مراقبة دقيقة للمؤشرات الحيويّة والتأكّد من استقرار حال الطفل، مع توفير الرعاية اللازمة لإعادة الجسم إلى حاله الطبيعيّة.
إنّ حموضة الدم عند الأطفال حديثي الولادة ليست حال بسيطة ويجب التعامل معها بجدّية كاملة، لذا فإنّ الحصول على التشخيص المبكر والعلاج الفوري يؤدّي دورًا حاسمًا في منع حدوث مضاعفات خطيرة والحفاظ على صحّة الطفل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأجبناكِ على سؤال: هل حموضة الدم خطيرة للأطفال وما هي العلاجات؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه يجب على الأمّهات التوعية بأهميّة متابعة صحّة أطفالهنَّ منذ الولادة، والعمل على توفير الرعاية الطبيّة اللازمة فور ملاحظة أي عوارض غير طبيعية، فالاطلاع المستمر على المعلومات الطبيّة الدقيقة والتعاون مع الأطباء المختصّين يُمكن أن يساعد في حمايتهم من مخاطر هذه الحال وضمان نموّهم بصحّةٍ وعافية. إن الوقاية خير من العلاج، لذا فإن متابعة الحال الصحية للطفل بشكلٍ دوري وتقديم الرعاية اللازمة هو أفضل وسيلة لضمان الحفاظ عل صحّة جيّدة وتجنّب مواجهته أيّ مضاعفات مستقبليّة.