تتعدّد أسباب هجر الزّوجة لزوجها. فهي إمّا أسباب تتعلّق بالمرأة، أو بالرّجل أو حتّى بالزّواج إن لم يستطيعا التوافق في الامور اليومية.
تكثر في مجتمعاتنا اليوم المشاكل الزّوجيّة متفرّعةً بين طلاق وهجر وعنف… ربّما يعود ذلك إلى عوامل خارجة عن سيطرة الزّوجين، أو بسبب سلوكيّات يتّبعها كلّ منهما، والّتي بدورها تؤدّي إلى هجر الطّرف الآخر. وبالتالي إليك، كيفيّة تعزيز التفاهم بين الزوجين لضمان حياة مستقرة وناجحة.
أسباب هجر الزّوجة لزوجها
عدم وجود اتصال عاطفي
يشعر الرجال بأنهم قريبون من زوجاتهم من خلال العلاقة الحميمة. تحتاج النساء عمومًا إلى الشعور بالارتباط العاطفي بأزواجهن أوّلًا، ثمّ تنمو الرغبة في ممارسة الجنس. عندما تقرّر المرأة هجر زوجها، فغالبًا ما يكون ذلكَ بسبب البحث عن الاتصال العاطفي أكثر من الاتصال الجسدي. قد تسألين ما اهمية التوافق الفكري بين الزوجين؟ انقري على الرابط لمعرفة الإجابة.
الاختلافات حول الشؤون المالية
قد يعتقد البعض أن نقص الأموال الكافية يؤدي بالمرأة إلى ترك الزواج، ولكن من المرجح أن تحدث حالات الطلاق بسبب التوقعات المختلفة للطريقة التي تدار بها الشؤون المالية. قد تؤمن الزوجة بأهمية الادخار والبقاء بعيدة عن الديون والقيام باستثمارات مختلفة تزيد من دخل الأسرة.
قد يرغب زوجها في تحمل المزيد من المخاطر بالمال والإنفاق بحرية أكبر – أو قد يكون العكس تمامًا. النقطة المهمة هنا هي أن الأزواج في كثير من الأحيان لا يرون المال بنفس الطريقة تمامًا. من المهم التحدث بصراحة عن الشؤون المالية والتوصل إلى توافق في الآراء حول أفضل طريقة لإدارتها.
الإهمال
عدوّ المرأة الأكبر هو الإهمال، فنجدها في كلّ مرّة تحاول لفت الأنظار من خلال افتعال المشكلات في المنزل أو المطالبة بشيء ما تريد من زوجها القيام به. هذه هي لغة المرأة في التعبير عن أنها تشعر بالإهمال. يمكنكِ مشاركة زوجكِ بتعليمه عادات تعزز الحب بين الزوجين.
الخيانة
تضع المرأة نقطة عند الخيانة، فهي من أسوأ المواقف الّتي قد تتعرّض لها وأكثرها أذى على الصّعيد العاطفي والنّفسي. في تلك المرحلة، تقارب المرأة على فقدان الثّقة بنفسها ممّا يجعلها تفضّل الابتعاد عن زوجها بسبب سوء تقديره لها وإقدامه على فعل الخيانة.
قلة الحضور
إذا كان الزوج هو المعيل الأساسي للأسرة، فقد يعتقد أنه كلّما عمل لفترةٍ أطول، كلما أظهر تفانيًا لعائلته. ولكن إذا كان يعمل في وقت متأخر معظم الأيام ويسافر كثيرًا، فقد تبدأ زوجته في التساؤل عما إذا كان يهتم بها كثيرًا أم لا. إذا كان هناك أطفال ولم يكن الزوج في المنزل أبدًا، فقد تصبح الزوجة مستاءة. سوف تشعر المرأة بالوحدة طوال الوقت، وستزداد رغبتها بأن تكون في علاقة آمنة تشعر فيها بالسّعادة والشّراكة الحقيقيّة مع زوجها.
بخل الزّوج
البخل هو صفة سيئة قد يتَصف بها بعض الرّجال والنّساء على حدّ سواء. إلَا أنّه عندما يكون البخل متواجدًا في المعيل الأساسي للمنزل، أي الرّجل، تصبح الحياة الزوجية أكثر صعوبة.
فبالإضافة إلى المتطلبات المنزليّة والمعيشيّة، تحتاج المرأة بشكل دائم إلى مصاريف شخصيّة لتعتني بنفسها (شعر، ملابس جديدة، أدوات العناية بالبشرة ومساحيق التّجميل…) كذلك ستحتاج إلى التنزّه بين وقت وآخر للتّرفيه عن نفسها. مبادرات رومانسية بسيطة لاسعاد الزوجة!
عدم القدرة على حل النزاع
لن يتفق أي شخصان طوال الوقت. بدلًا من ذلك، فإن المفتاح هو التعرّف على الاختلافات والتكيُّف معها بدلًا من محاولة تجنّبها. الانسحاب أو رفض التحدّث عن المشاكل أو حجب الأشياء التي يريدها الشخص الآخر لا يجعل الأمور أفضل أبدًا. النمط السّام بشكل خاص هو عندما يتعامل أحد الزوجين بشكل بنّاء من خلال مناقشة الوضع بهدوء، أو الاستماع إلى وجهة نظر شريكه، أو محاولة معرفة ما يشعر به. أفضل طريقة لحل النزاع هي الحفاظ على الهدوء والاستماع إلى بعضنا البعض والعمل على الحل.
فقدان السيطرة على السلوك أو إساءة المعاملة
في أي زواج، بالإضافة إلى كونكم تستخدمون مصطلح “نحن” كثيرًا، يجب أن يكون هناك “أنا” و”أنت”. تعمل الزيجات بشكل أفضل عندما يجتمع شخصان منفصلان لهما اهتمامات مختلفة ويجدان أرضية مشتركة.
الحب لا يساوي السيطرة على الزوج. على سبيل المثال، تحب العديد من النساء أن يكن قريبات من العائلة والأصدقاء وسوف يكافحن إذا شعرن أنهن معزولات. وبالطبع، إن الإساءة الجسدية أو العاطفية ليست مقبولة أبدًا من قبل الزّوج تجاه زوجته، لما فيه من إهانة مباشرة لشخصها.
تعلّق الزّوج بأمّه
تشهد معظم الزّيجات تدخّل طرف ثالث في العلاقة من حيث أهميّة الوجود. فتعلّق الزّوج الزائد بأمّه يخلق مشاكل كثيرة في علاقته الزوجية مع زوجته. في هذه الحالة، يصبح القرار في الأمور نابعًا من خارج المنزل، الأمر الذي يجعل الزّوجة تشعر بقلّة وجودها وضعف حيلتها. على الرّجل دائمًا أن يوازن بين حبّه لأسرته الكبيرة وحبّة لأسرته الصّغيرة، فلا يهين أحدًا من أجل أحد آخر، بل يبقى صلة وصل خفيفي الظّلّ بين زوجته وعائلته.
برأيي الشّخصي كمحرّرة، أذكّرك أيّها الزّوج بالقول المأثور، “زوجة سعيدة، حياة سعيدة”. أبسط طريقة لإبقاء الزّوجة سعيدة ومتمسّكة بالعلاقة، هي جعل الزّواج مكانًا آمنًا لها. لذا، تحدّث معها، واعرف ما تحبّه وما الذي يجعلها تُصاب بالنّفور. تواصل معها عاطفيًا، وقد تتفاجأ بمدى سرعة تحسن حياتك العاطفية.