ما هي خطورة ضيق التنفس عند الحامل ؟ منذ بداية الحمل، تشهد المرأة تغيّرات كبيرة تؤثّر على مختلف جوانب حياتها، وقد يترافق هذا الوضع مع ظهور بعض العوارض التي قد تثير القلق، ومن بينها مواجهة مشاكل في التنفّس، الذي يُعتبَر من العوارض الشائعة لدى النساء الحوامل، ويعزى ذلك إلى التغيّرات الهرمونيّة والجسديّة التي تطرأ على الجسم خلال هذه المرحلة الحساسة.
في هذا المقال، سنسلّط الضوء على خطورة ضيق التنفس عند الحامل من حيث الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه، وتأثيره المحتمل على صحّة الأم وجنينها، بالإضافة إلى الطرق العلاجية الفعّالة التي يمكن اتباعها للتخفيف من هذا العرض، إذًا سيقدّم المقال خطوات عمليّة ونصائح علميّة تساعد الحوامل على التعامل مع هذا التحدّي بطريقة آمنة وفعّالة.
أسباب شعور المرأة بضيق في التنفّس
عندما تشعر المرأة الحامل بضيق في التنفس، قد يكون ذلك ناتجًا عن مجموعة من العوامل المرتبطة بالتغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث خلال الحمل، لذا قبل أن نكشف لكِ عن خطورة ضيق التنفس عند الحامل ، سنطلعكِ على أبرزها في ما يلي:
يعدّ ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون أحد الأسباب الرئيسيّة لهذه الحال، حيث يؤثّر بشكل مباشر على مركز التنفّس في الدماغ، ممّا يزيد من سرعة وعمق التنفّس، وهذا التغير يمكن أن يجعل الحامل تشعر بالحاجة إلى التنفس بشكل أعمق وأسرع، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بضيق التنفس، فوفقًا لموقع Kids Health في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Why Do Some Women Feel Short of Breath During Pregnancy?”، كجزء طبيعي من الحمل، يمكن أن يتأثّر تنفّس الحامل بزيادة هرمون البروجسترون، ممّا يجعلها تتنفّس بعمق أكثر، وقد يؤدي ذلك إلى شعورها ببذل مجهود أكبر للحصول على الهواء. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
مع تقدّم الحمل، ينمو الجنين ويزداد حجمه، ممّا يؤدّي إلى ضغط متزايد على الحجاب الحاجز والرئتينظن الأمر الذي يقلّل من قدرة الرئتين على التمدّد بشكلٍ كامل، ممّا يصعّب على الحامل أخذ نفس عميق، إلى جانب ذلك، إنّ نمو الرحم وزيادة حجمه لدعم مراحل نمو الجنين في الرحم يؤدّيان إلى دفع الأعضاء الداخليّة نحو الأعلى، ممّا يضيق المساحة المتاحة للرئتين.
الجدير بالذكر أنّ فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يمكن أن يكون من بين الأسباب الأخرى لضيق التنفس عند الحامل، فخلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى أنحاء الجسم تكون أقلّ عددًا عندما تعاني المرأة من الأنيميا، ممّا يجعلها تشعر بالإرهاق وصعوبة في التنفّس، بالإضافة إلى ذلك، إنّ التعرّض للعوامل البيئيّة مثل التلوّث أو المعاناة من أمراض مزمنة مثل الربو يمكن أن يزيد من احتماليّة حدوث ضيق التنفّس.
كما وأكّدت جامعة هارفرد في مقال نُشِرَ تحت عنوان “Shortness of Breath In Pregnancy”، أنّ أحد الأسباب هو توسع الرحم واندفاعه نحو البطن، مما يؤدي إلى ضغط خفيف على الرئتين ويقلل من المساحة المتاحة لتبادل الأكسجين. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
تأثير هذه الحال على الحامل وجنينها
لا تقتصر خطورة ضيق التنفس عند الحامل على الشعور بالانزعاج فقط، بل يمكن أن تكون لها تأثيرات خطيرة على صحّة الأم والجنين معًا، فعندما تعاني المرأة من هذه المشكلة بشكل متكرّر أو شديد، قد يؤدّي ذلك إلى تقليل كمية الأكسجين التي تصل إلى الجنين عبر الحبل السري، الأمر الذي يمكن أن يؤثّر سلبًا على نموّ الجنين وتطوره داخل الرحم.
في بعض الحالات الشديدة، قد يؤدّي ضيق التنفس المزمن إلى مواجهة مشاكل أكثر خطورة مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة، أمّا بالنسبة للحامل نفسها، فإنّ استمرار ضيق التنفس قد يؤدّي إلى زيادة الشعور بالإرهاق والإجهاد النفسي، الأمر الذي يمكن أن يزيد من احتماليّة الإصابة بالاكتئاب أو التوتر، وهو ما يؤثّر سلبًا على الصحّة النفسيّة والبدنيّة للحامل.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن ضيق التنفس قد يؤثّر على جودة النوم لدى الحامل، حيث يمكن أن يؤدّي إلى تقطّع النوم أو الشعور بالقلق أثناء الليل، وهذه العوامل مجتمعة قد تؤدّي إلى تدهور الحال العامّة للمرأة خلال الحمل وتجعلها غير قادرة على مواصلة نشاطاتها اليوميّة بشكلٍ طبيعي.
كيفيّة علاج هذه المشكلة
عند مواجهة خطورة ضيق التنفس عند الحامل ، من الضروريّ اتّخاذ خطوات علاجيّة فعّالة للتخفيف من هذه العوارض وضمان الحفاظ على سلامة الأم والجنين، لذا سنقدّم لكِ بعض النصائح للتخلّص من هذه المشكلة.
يبدأ العلاج بالتشاور مع الطبيب المختصّ، حيث يجب على الحامل مراجعة طبيبها فورًا عند شعورها بضيق التنفس، خاصّةً إذا كان هذا الشعور مستمرًا أو مصحوبًا بعوارض أخرى مثل الألم في الصدر أو الدوار.
تشمل الخطوات العلاجيّة الموصى بها ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة تحت إشراف طبي، مثل اليوغا المخصّصة للحوامل أو المشي المعتدل، حيث تعمل على تحسين اللياقة البدنيّة وتزيد من قدرة الرئتين على التحمّل، كما يمكن أن يساعد أداء تمارين التنفّس العميق والاسترخاء في تخفيف الشعور بضيق التنفس وتعزيز الراحة النفسيّة.
إذا كان ضيق التنفّس ناتجًا عن نقص في مستويات الحديد، فقد يوصي الطبيب بتناول مكمّلات الحديد لتعويض هذا النقص، وهذا يمكن أن يساعد في تحسين تدفّق الأكسجين في الدم ويخفّف من عوارض الأنيميا التي قد تكون السبب في الشعور بضيق التنفس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحامل تعديل نمط حياتها لتجنّب العوامل التي تزيد من ضيق التنفس، على سبيل المثال، يُنصح بالابتعاد عن الأماكن الملوّثة والتوقف عن التدخين أو التعرّض لدخان السجائر، كما يُنصَح بتناول وجبات غذائيّة متوازنة غنية بالفيتامينات والمعادن الضروريّة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم.
في الحالات التي يكون فيها ضيق التنفّس ناتجًا عن حال طبيّة مثل الربو أو أمراض القلب، قد يتطلّب الأمر تقديم علاج مختصّ قد يشمل استخدام البخاخات الموسّعة للشعب الهوائيّة أو الأدوية المناسبة لحال الحامل، ولكن يجب أن يتم تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبّي دقيق لتجنّب مواجهة أي تأثيرات سلبيّة على صحّة الأم أو الجنين.
في الختام، تعتبر خطورة ضيق التنفس عند الحامل من الأمور التي تستوجب اهتمامًا خاصًا من قبل الحامل والطبيب المعالج، ورغم أنّ هذه المشكلة قد تكون عرضًا شائعًا خلال فترة الحمل، إلّا أنّ التعامل معها بشكلٍ صحيح يمكن أن يحول دون تفاقمها أو تأثيرها على صحّة الأم وجنينها، لذا من الضروريّ أن تكون الحامل على دراية بالأسباب المحتملة لهذه الحال وأن تتّبع الخطوات العلاجيّة الموصى بها لضمان تجربة حمل آمنة ومريحة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن مدّة علاج الالتهاب الرئوي وطرق الوقاية منه.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الوقاية والاهتمام المبكر بصحّة المرأة خلال الحمل يعدّان من أهمّ العوامل التي تساعد على تجاوز هذا النوع من التحدّيات، لذا يجب على كلّ حامل أن تتواصل مع طبيبها بشكل منتظم وتناقش معه أي عوارض غير طبيعية تظهر خلال هذه الفترة، فالاهتمام بالتغذية الجيّدة، ممارسة الرياضة المعتدلة، والابتعاد عن مصادر التلوّث والضغط النفسي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة الحامل وتخفيف عوارض ضيق التنفس. وختامًا، أتمنى لكلّ امرأة حامل تجربة حمل صحية وآمنة، تتخطى فيها كل التحديات بسلام وراحة.
