يعتبر التعرّف على علامات جوع الرضيع من المواضيع الحيوية والمهمة لكل أم جديدة، فهي تساعد على تلبية احتياجاته الأساسية وضمان نموه وتطور مراحل نمو الطفل خاصّةً في الأشهر الأولى بشكلٍ طبيعيّ وسليم من دون مواجهة أيّة مشاكل.
إن معرفة علامات جوع الرضيع يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الأم وطفلها، لذا سنعرضها بشكل مفصّل ومدعوم بمعلومات علمية موثوقة، كما سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تصمن التصرّف السريع والصحيح مع طفلكِ في هذه الحال، عبر هذا المقال الجديد على موقعنا.
العلامات الجسدية لجوع الطفل
تتنوّع أنواع علامات جوع الرضيع ومن الممكن أن تكون جسدية واضحة، ممّا يساعد الأم على التعرف على حاجته للطعام بسرعة، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
حركة اليدين والفم
من العلامات الجسدية الأولى لجوع الرضيع هي حركات اليدين والفم، فهو يبدأ في وضع يديه على فمه أو يمص أصابعه، ووفقًا لتقرير بعنوان “Feeding your newborn: Tips for new parents” نُشر بواسطة (Mayo Clinic)، تعتبَر هذه الحركات مؤشرًا مبكرًا على الجوع وتظهر حتى قبل بكاء الطفل. وللمزيد من التفاصيل عن هذا التقرير، يمكنكِ الضغط هنا.
التحرّك والتقلّب
يبدأ الطفل في التحرك بكثرة ويتقلب بحثًا عن ثدي الأم أو الزجاجة، وهذا السلوك يعبّر عن عدم راحته ورغبته في الحصول على الطعام.
أشارت في دراسة مفصّلة بعنوان “Development of Feeding Cues during Infancy and Toddlerhood” نُشرت في 2016 على موقع (NIH, National Library of Medicine)، إلى أن هذه الحركات تعكس حاجة الطفل للطعام وتساعد الأمهات على تمييز شعوره بالجوع. وللمزيد من التفاصيل عنها، يمكنكِ الضغط هنا.
مص الشفاه واللسان
من العلامات الأخرى لجوع الرضيع هي مص الشفاه أو اللسان، وهذه الحركات تحدث بشكل طبيعي وتدلّ على أن الطفل يبحث عن شيء ليمصه ويشبع جوعه، لذا عندما يفعل هذا التصرّف، فهو يحاول إخبار والدته بأنه جائع ويحتاج إلى تناول الطعام فورًا.
العلامات السلوكية التي تدلّ على حاجة الطفل للرضاعة أو الأكل
بالإضافة إلى علامات جوع الرضيع الجسدية، هناك علامات سلوكية تساعد في التعرف على حاجته للطعام، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا بين الأطفال، وتشمل:
البكاء
إنّ بكاء الطفل من دون سبب هي العلامة الأكثر شيوعًا، ولكنه يعتبر علامة متأخرة، فعندما يبكي الطفل، هذا يعني أنه جائع بالفعل ويحتاج للطعام فورًا، وإذا تمكنت الأم من التعرف على علامات جوع الرضيع قبل أن يصل إلى مرحلة البكاء، سيكون بإمكانها تهدئته بسرعة أكبر.
النشاط المفرط
إذا لاحظت الأم أن طفلها أصبح نشطًا بشكل غير معتاد، فقد يكون ذلك إشارة إلى جوعه، حيث يمكن أن يعبّر هذا الفعل عن عدم الراحة والرغبة في الحصول على الغذاء، لأنّ الأطفال عندما يشعرون بالجوع، يميلون إلى أن يكونوا أكثر حركة ونشاطًا في محاولة لجذب انتباه الأم أو الشخص المسؤول عنهم.
البحث عن الثدي
يقوم الرضيع بمحاولة الوصول إلى ثدي الأم أو يتوجه بفمه نحو مصدر الحليب، وتعتبَر هذه العلامة واضحة جدًا وتدل على أن الطفل يشعر بالجوع ويبحث عن الطعام،وعادةً مايُعرَف هذا السلوك بأنه “Rooting Reflex” وهو يعكس الغريزة الطبيعية للطفل في البحث عن مصدر الغذاء.
طرق تهدئة الرضيع وتلبية احتياجاته عند الشعور بالجوع
يمكن أن تساعدمعرفة كيفية تهدئة الرضيع عند شعوره بالجوع في تخفيف مستوى التوتر لكل من الأم والطفل، لذلك سنقدّم لكِ في ما يلي أهمّ النصائح والتوجيهات لتحقيق هذا الهدف، وتشمل:
الرضاعة الطبيعية
من أفضل الطرق لتهدئة الرضيع هي الرضاعة الطبيعية، ليس فقط لأنها تشبع جوعه، ولكنها أيضًا توفّر له الراحة والأمان من خلال الاتصال الجسدي مع الأم، فمن بين فوائد الرضاعة الطبيعية للأمّ والطفل أنّها تعزز الروابط العاطفية بينهما وتساهم في شعور الأخير بالأمان والراحة.
استخدام الزجاجة
إذا كانت الأم تستخدم الزجاجة، يجب أن تتأكد من أنها جاهزة وبالقرب منها، لذا يمكن تحضيرها مسبقًا حتى تكون جاهزة عند الحاجة، حيث أنّها يمكن أن تكون بديلًا جيدًا للأمهات اللواتي يفضّلن عدم الرضاعة الطبيعية أو لا يستطعن القيام بها لأسباب صحية.
تهدئة الطفل بالكلمات
يمكن أن يساعد التحدث بلطف وحنان إلى الطفل في تهدئته، فالأصوات الهادئة تساعد على تقليل التوتر وتجعله يشعر بالأمان، لذا فإنّ استخدام بعض الكلمات الهادئة واللطيفة، مثل “أنت بأمان” و”كل شيء على ما يرام”، يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على الرضيع.
توفير بيئة هادئة
يمكن أن يساعد توفير بيئة هادئة ومريحة في تهدئة الرضيع، لذا من الأفضل تجنب الضوضاء العالية والإضاءة الساطعة التي قد تزعج الطفل، كما يمكن استخدام موسيقى هادئة أو ضوضاء بيضاء للمساعدة في الحفاظ على راحته.
تعد معرفة علامات جوع الرضيع أمرًا ضروريًا لضمان نموه وتطوره بشكل صحي وسليم، فالإشارات الجسدية والسلوكية تساعد الأم على تلبية احتياجات طفلها بسرعة وفعالية، ممّا يعزز الرابطة بينهما، كما أنّ الاستجابة السريعة لعلامات الجوع يمكن أن تساهم في تقليل التوتر لدى الأم والطفل معًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن علامات عدم شبع الطفل من الرضاعة الطبيعية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري للأمّهات الجدد أن يتعلّمن كيفيّة التعرّف على هذه العلامات بسرعة واستجابة لاحتياجات أطفالهنّ بكفاءة، فالتفاعل السريع مع الرضيع يمكن أن يحقق تجربة إيجابية له ولكِ معًا.