سنكشف لكِ عن الفرق بين حساسية الحمل والركود الصفراوي في هذا المقال الجديد على موقعنا، حيث سنعرض لكِ الأسباب المحتملة لمواجهة كلّ حال والعوارض الخاصّة بكلّ واحدة منها، كما سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تُساعد في الوقاية من واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
تُعَدّ تجربة الحمل فترة حرجة في حياة المرأة، حيث يحدث فيها العديد من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية التي تؤثر على الجسم، ومن بينها “حساسية الحمل” و”الركود الصفراوي”، ويتميز كل منهما بعوارضه وأسبابه الخاصة، ويحتاج إلى عناية طبية مختلفة.
الأسباب المحتملة لكلّ حال
بالحديث عن الفرق بين حساسية الحمل والركود الصفراوي ، سنكشف لكِ في ما يلي عن الأسباب المحتملة لكلّ حال من هاتين الحالتين في ما يلي:
أسباب حساسية الحمل
إنّ حساسية الحمل، أو ما يعرف بالأورام الشروية متعددة الأشكال للحمل (Pruritic Urticarial Papules and Plaques of Pregnancy, PUPPP)، تحدث نتيجة تغيرات هرمونية وجسدية تصاحب فترة الحمل، وتعتبر الأسباب الدقيقة لهذا الاضطراب غير معروفة بشكل كامل، ولكن يُعتقد أن هناك علاقة بين التغيرات الهرمونية والجهاز المناعي وهي من بين التغيّرات الكثيرة التي تحدث خلال الحمل. تشير بعض الدراسات إلى أن حساسية الحمل قد تكون ناجمة عن استجابة مفرطة من جهاز المناعة للجنين أو المشيمة، مما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي وحكة شديدة.
أمّا الأبحاث الحالية تشير إلى أن زيادة مستويات بعض الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون قد تؤدي إلى تفاعلات جلدية غير طبيعية، كما يمكن أن تتفاقم هذه الحال لدى النساء اللواتي يحملن بتوأم أو أكثر، حيث تكون مستويات الهرمونات أعلى بشكل ملحوظ.
أسباب الركود الصفراوي
الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل (Intrahepatic Cholestasis of Pregnancy, ICP) هو اضطراب نادر يحدث عندما يتأثر تدفق العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء، وهي عبارة عن سائل يُنتَج في الكبد يساعد في هضم الدهون، ويمكن أن يكون لهذا الاضطراب أسباب وراثية، حيث أن بعض النساء قد يكون لديهن استعداد وراثي لحدوثه، وتظهر الدراسات أن جينات معينة مسؤولة عن نقل الأملاح الصفراوية قد تكون متغيرة في النساء المصابات بالركود الصفراوي.
تؤدّي التغيرات الهرمونية دورًا كبيرًا في حدوث الركود الصفراوي، حيث أن ارتفاع مستويات هرمونات الحمل مثل الإستروجين قد يؤثر على تدفق العصارة الصفراوية ويزيد من ركودها، كما يوجد عوامل أخرى تشمل وجود تاريخ مرضي لاضطرابات الكبد أو تناول أدوية معينة قد تزيد من خطر الإصابة بالركود الصفراوي. من المهم ملاحظة أن هذا الاضطراب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الولادة المبكرة، موت الجنين داخل الرحم، أو مشاكل في التنفس للجنين بعد الولادة.
العوارض التي تُرافق كلّ حال
بعدما أطلعناكِ على الفرق بين حساسية الحمل والركود الصفراوي من ناحية الأسباب، سنكشف لكِ عن الفرق بينهما من ناحية العوارض، وتشمل:
عوارض حساسية الحمل
تشمل عوارض حساسية الحمل الطفح الجلدي الذي يظهر عادة في منطقة البطن، وقد يمتد إلى الأفخاذ والذراعين، وعادةً ما يُصاحبه حكّة شديدة تزيد في الليل، ممّا يسبب الإزعاج وعدم الراحة، كما يمكن أن تظهر بثور صغيرة أو لويحات حمراء على الجلد، وفي حالات نادرة، قد ينتشر الطفح ليغطي مناطق واسعة من الجسم.
تتميز الأورام الشروية متعددة الأشكال للحمل بظهور مفاجئ للبثور واللويحات التي تسبب حكة مفرطة، وتبدأ العوارض عادة في الثلث الثالث من الحمل وتختفي بعد الولادة، وعلى الرغم من أنها ليست خطيرة للجنين، إلا أن الحكة المستمرة قد تسبب اضطراب النوم والتوتر للحامل.
عوارض الركود الصفراوي
يتميز الركود الصفراوي بحكة شديدة بدون طفح جلدي، وغالبًا ما تبدأ في راحة اليدين وباطن القدمين ثم تنتشر إلى باقي الجسم، كما يمكن أن تعاني المرأة من عوارض أخرى مثل الإرهاق، فقدان الشهية، والغثيان، وفي بعض الحالات الشديدة، قد يظهر اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، نتيجة تراكم البيليروبين في الجسم.
من الممكن أيضًا أن يظهر البول بلون داكن والبراز بلون فاتح، كما قد تزيد الحكة في الليل، ممّا يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم، الأمر الذي يُسبّب قلقًا شديدًا لدى الحامل بسبب خطر المضاعفات على الجنين، مثل الولادة المبكرة أو مشاكل التنفس بعد الولادة.
التوصيات الوقائيّة من هذه المشاكل
بعدما أطلعناكِ على الفرق بين حساسية الحمل والركود الصفراوي في ما سبق، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تضمن الوقاية من الإصابة بهاتين المشكلتين في ما يلي:
كيفيّة الوقاية من الإصابة بحساسية الحمل
- المتابعة الطبية الدورية: من المهم متابعة الطبيب بشكل منتظم لمراقبة العوارض والحصول على النصائح اللازمة التي قد تشمل الخضوع للعلاجات الموضعية مثل الكريمات الستيرويدية أو مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة.
- تجنب المواد المسببة للحساسية: يمكن أن يُساعد تجنب المواد الكيميائية القاسية والصابون المعطر على تقليل التهاب الجلد، لذا يفضل استخدام منتجات العناية بالبشرة المخصصة للبشرة الحساسة والخالية من العطور.
- استخدام مرطبات الجلد: يمكن أن يساعد استخدام المرطبات المناسبة في تقليل الحكة، لذا يفضّل اختيار المنتجات التي تحتوي مكونات طبيعية مثل الألوفيرا والشوفان الغروي.
- الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية مضادة للحساسية مثل مضادات الهيستامين أو الستيرويدات الموضعية لتخفيف العوارض، وفي حالات نادرة، يمكن استخدام الأدوية الفموية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.
كيفيّة الوقاية من الإصابة بالركود الصفراوي
- المراقبة الطبية الدقيقة: يجب على الحامل إجراء فحوصات دورية لمراقبة وظائف الكبد ومستويات العصارة الصفراوية، كما أنّه من المهم إجراء اختبارات دم منتظمة لقياس مستويات الأحماض الصفراوية والكبدية.
- الأدوية: يمكن أن يصف الطبيب أدوية لتحسين تدفق العصارة الصفراوية وتقليل الحكة مثل “أورسوديول” (Ursodeoxycholic acid) التي تساعد في تحسين وظائف الكبد وتخفيف العوارض.
- التغذية السليمة: إنّ اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساعد في دعم وظائف الكبد، لذا ينصح بتجنب الأطعمة الدهنية والزيوت الثقيلة والتركيز على تناول الفواكه والخضروات والبروتينات الصحية.
- التخطيط للولادة: في بعض الحالات، قد ينصح الطبيب بتسريع الولادة لتقليل المخاطر على الجنين،لذا قد يتم تقديم خيار التحريض المبكر للولادة في الأسبوع 37-38 من الحمل إذا كانت الحال شديدة.
ختامًا، إنّ التفريق بين حساسية الحمل والركود الصفراوي يساعد في تقديم الرعاية الصحية المناسبة والتخفيف من العوارض والمضاعفات، لذا من الضروري التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية بانتظام قبل إجراء أيّ تعديل قائم على الخيار الفردي وتتبّع النصائح الطبية المقدمة لضمان سلامة الأمّ وجنينها، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناك على إليك أفضل حبوب حساسية للحامل.