لا شيء أسهل من التأثير في الأطفال؛ فهم كأعواد الخيزران الطرية التي يمكن إعطاؤها الشكل المرغوب فيه قبل أن تصبح يابسة وصلبة، لذا فإنّ هذه هي مسؤولية الأبوين، والأم على وجه الخصوص لأنّها أكثر من يُشارك في عمليّة التربية والتحضير للمستقبل، وفي هذا السياق، نذكر أنّ هناك بعض الأخطاء التربويّة التي تُبعد الطفل عن والدته والتي يجب تفادي استعمالها معه.
حدّدت جمعية أطفال أمريكا اللاتينية التابعة لمنظمة “ميركاسول”، التي تضم في عضويتها خمس عشرة دولة أمريكية لاتينية، وتهتم بالتنسيق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، تسعة تصرفات خاطئة ومضرة لشخصية الطفل المستقبلية يفعلها الآباء والأمهات.
التصرّفات التي يجب الابتعاد عنها
سنعرض لكِ أبرز الأخطاء الشائعة في التربية في ما يلي، وذلك من أجل تفادي اتّباعها مع طفلكِ وبالتالي تجنّب تعريضه لمواجهة أيّ مشاكل أو صعوبات نفسيّة في المستقبل، وتشمل:
اللوم الدائم
عندما يتعرض الطفل للومٍ مستمر على أفعاله، يتأثر تكوين ثقته بنفسه بشكل سلبي، فبدلًا من أن يكون وسط بيئة داعمة تشجعّه على التعلم من أخطائه، يشعر بالإحباط ويفقد الثقة في قدرته على التفوق.
الانتقاد الدائم
يؤثّر توجيه الانتقاد المستمر بشكل كبير على تكوين شخصية الطفل، حيث يمكن أن يشعر بالعجز والفشل ويفقد الرغبة في محاولة التحسن، لذا يجب على الآباء والأمهات التركيز على تقديم النصائح بالإرشاد والتشجيع بدلًا من هذا الاسلوب المؤذي.
العقوبات الشديدة والمبالغ فيها
يمكن أن يؤدي استخدام العقوبات الشديدة إلى إحداث ضرر نفسي للطفل وخلق بيئة تربوية سلبية، لذا يجب على الآباء والأمهات محاسبته بحكمة وتوجيهه الطفل النتائج الطبيعية لأفعاله من دون تعريضه للأذى الجسدي أو العاطفي.
إجراء المقارنات مع أطفال آخرين
يمكن أن تؤدّي مقارنة الأطفال مع الآخرين إلى شعورهم بالقلق وقلة الثقة بالنفس، لذا يجب على الآباء والأمهات التركيز على تعزيز الإيجابيات وتقديم الدعم بدلًا من خلق شعور سلبيّ لديهم وزرع فكرة أنّهم أقلّ قيمة من غيرهم.
الصراخ بشكل مستمر
إنّ الصراخ المستمر في وجه الطفل يمكن أن يخلق بيئة مرعبة وغير آمنة بالنسبة له، حيث يؤثر هذا على شعوره بالثقة بالنفس ويمكن أن يؤدي إلى مواجهته للعديد من المشاكل في التواصل والعلاقات في المستقبل.
الدلال المفرط
يمكن أن يحدّ الدلال المفرط من قدرة الطفل على تطوير مهارات التحمل والاستقلالية، لذا يجب على الأهل أن يُعزّزوا قدرته على الاعتماد على نفسه وأن يُشجّعوه على تطوير مهاراته الشخصية والاجتماعية.
الخوف الدائم عليه
يمكن أن يعيق إظهار الخوف الشديد تطور الطفل ويمنعه من تجربة المخاطر المناسبة لعمره، مما يؤثر سلبًا على تطوره العقلي والاجتماعي.
عدم السماح له بالإدلاء بآرائه
إنّ عدم السماح للطفل بالتعبير عن آرائه يمكن أن يقلّل من ثقته بنفسه ويقيّد قدرته على التعبير عن احتياجاته واهتماماته.
التحدث عن سلبياته أمام الآخرين
يمكن أن يؤدّي التحدث عن سلبيات الطفل أمام الآخرين إلى شعوره بالإهانة ويؤثر على صورته الذاتية وثقته بنفسه، بالمقابل يجب على الأهل التركيز على تعزيز نقاط قوّته وتشجيعه على التحسّن.
ختامًا، إنّ تأثير الأبوين على شخصية الطفل يؤدّي دورًا هامًا في تكوين شخصيته المستقبلية، لذا من الضروري التفكير في الأساليب التربوية الإيجابية وتجنب السلبيات المحتملة التي قد تحطم شخصيّته وتعيق عمليّة نموه الصحيح، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح جوهريّة لتربية أطفال ناجحين وسعداء.