تحوز قدرة القيادة على كل طفل، فرغم التفاوت في المقدرات، يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال اتّباع نمط معيّن في الرعاية والتنمية.
بعدما أطلعناكِ على كيفيّة تعليم طفلكِ مهارة ضبط النفس بحكمة وذكاء، سنقدّم لكِ في مقالنا اليوم بعض الخطوات التي يمكن للوالدين والمعلمين تبنيها لدعم تطوير قدرات الأطفال في القيادة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الرسالة خاصة بالأمهات اللواتي يؤدّينَ دورًا مهمًا في توجيه الأطفال نحو النمو والتطور الشخصي.
النصائح والتعليمات الموصى بها
نرغب جميعنا كأمّهات في تربية أطفال ناجحين وسعداء، إلّا أنّ المهمّة الأصعب بالنسبة لنا هي تعليمهم كيفيّة تحمّل المسؤوليّة والتمتّع بروح قياديّة، لذلك سنقدّم لكِ في ما يلي أهمّ النصائح والتوجيهات لتحقيق هذا الهدف:
كوني نموذجًا للقيادة
تحتاج القيادة إلى قدرة على إدارة الذات قبل إدارة الآخرين، لذا عبّري عن قدراتك في تحديد الأهداف وتحقيقها، وتحمّلي المسؤولية بشكل مثالي، كما يمكنك تشجيع الأطفال على رؤية هذه الميزة لديكِ من خلال المشاركة في الأنشطة المجتمعية وتعزيز شعورهم بأهمية تأثيرهم على الآخرين.
دعي طفلكِ يبني طريقه
منذ الصغر، يمكنك تمكين طفلكِ من اتخاذ القرارات الصغيرة وتحمّل المسؤولية عن أفعاله، لذا يمكنكِ أن تُساعديه في استكشاف العالم من حوله وأن تدعميه في تصرّفاته المستقلة التي تعزز ثقته بنفسه وقدراته.
تعرفي على القادة الملهمين
قدّمي للأطفال أمثلة عن أشخاص يتمتعون بقدرات قيادية ملهمة، سواء عبر قراءة قصص نجاحهم أو متابعة أفلام تروي حكاياتهم، عندها يمكنكِ توجيههم ليتعلّموا الدروس من تجارب هؤلاء القادة وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم الشخصية والمهنية.
وجّهي طفلكِ نحو طرق النجاح
لا تدعي الأمور الصعبة تثني طفلك عن التجربة والاستكشاف، لذا اشتري له الألعاب التي تشجع على الإبداع والتفكير المنطقي، وعززي استخدامه لخياله في ابتكار طرق جديدة للعب، وكوني داعمة وتحفيزية في طريقة تصرّفكِ معه، واستخدمي الأسئلة المفتوحة لتشجيع تفكيره النقدي والإبداعي.
علميه فن الاستماع
اختاري قصصًا مصورة تحكي قصصًا شيقة وملهمة لطفلك، وكوني صوتًا حيًا ومشاركًا أثناء القراءة، اسمعي لتفاصيل اهتماماته وأفكاره، وتحدثي معه بلغة ملائمة لعمره، وذلك من أجل تعزيز مهارات الاستماع وتحفيز حب القراءة لديه.
علميه حب الانتصار
قدمي لطفلك المساعدة والتشجيع في تحقيق الأهداف الصغيرة، وكوني سندًا له يُساعده على تجاوز التحديات والتعلم من الأخطاء، كوني نموذجًا يحتذى به في التحمل والاجتهاد، وحافظي على التواصل الإيجابي والثناء عند تحقيقه لأهدافه.
علميه مهارة التواصل مع الآخرين
اجعلي اللعب والتفاعل مع الآخرين فرصة لتعلّم الطفل مهارات التواصل والتعاون،لذا قدمي له الدعم والإرشاد عندما يواجه صعوبات في التواصل مع غيره، وحاولي فهم مشاعره ومساعدته على التعبير عن نفسه بوضوح، كما يمكنك تشجيعه على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتعلم من تجاربه مع الأصدقاء.
عرّفيه على أهمية العمل الجماعي
عززي لدى طفلك فهمه لأهمية العمل الجماعي من خلال تشجيعه على التعاون والتفاعل مع الآخرين في إنجاز المهام المشتركة، واعطيه الفرصة لتحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات، وكوني داعمة له في مساعيه لتحقيق الأهداف الجماعية.
ساهمي في بناء شخصيته
شجعي طفلك على اكتشاف هواياته واهتماماته الخاصة، وساعديه في تطوير مهاراته الشخصية والاجتماعية من خلال تجاربه اليومية والمشاركة في أنشطة متنوعة، كما أنّه من الضروري أن تقدّمي له الدعم والتشجيع في كل خطوة يخطوها نحو بناء شخصيته وتحقيق ذاته.
غذي عقله وعاطفته معًا
حافظي على التوازن بين تطوير عقل طفلك وتعزيز مشاعره وعواطفه، واشرحي له أهمية التفكير النقدي والتعبير عن الذات بشكل صحيح وبنّاء، وكوني قدوة إيجابية له في تعبيرك عن مشاعرك وتفكيرك.
تعتبر تلك الخطوات العشرة جزءًا لا يتجزأ من رحلة تنمية وتطوير الأطفال، فهي تهدف إلى بناء شخصيات قوية ومتوازنة، قادرة على التواصل الفعّال مع الآخرين، والتعامل مع التحديات بثقة وإيجابية، لذا بمساعدتك وتوجيهك الحكيم، يمكن للأطفال أن يكبروا وينموا ليصبحوا قادة مستقبليين يحملون قيم الاحترام والتعاون والتفاني، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 5 تعاملات يومية مع الأطفال تساعد على نجاحهم في المستقبل.