في مجتمعنا، تُعتبَر لطافة الشخص واهتمامه بالآخرين من العوامل الإيجابيّة، لذا نرى أنّه يُشجّع دائمًا على تربية الأبناء بروح الإيجابيّة والعناية، ويُعَدّ ذلك من قوانين السلوك الاجتماعي التي اعتاد عليها الوالدين في الماضي.
ولكن هل يمكن أن يكون هذا الحرص الزائد على تجنب أي نوع من الشوائب في شخصية الفتاة مصدرًا للمشاكل في المستقبل؟ نعم، قد يكون الأمر كذلك، حيث يُظهر البحث التالي أن هذه الفات قد تحمل معها سلبيات غير متوقعة.
أضرار تربية الفتاة على اللطافة المفرطة
على الرغم من أنّنا نطمح جميعنا لتربية طفل ذكي ولطيف، إلّا أنّنا لم نفكّر يومًا في سلبيّات هذا الفعل بسبب اعتقادنا بأنّه إيجابيّ في جميع الأحوال، لذلك سنعرض لكِ في ما يلي المخاطر المحتملة لتلبية فتاة لطيفة، وتشمل:
التعرض للاستغلال
في سعيها لإرضاء الجميع وتلبية توقعات من حولها، قد تجد الفتاة نفسها تتعرض للاستغلال من قبل المحيطين بها، فإذا كانت دائمًا على استعداد للمساعدة وتقديم الدعم،قد تكون هدفًا للأشخاص الذين يستغلون الخير واللطف لصالحهم.
عدم الثقة من قبل الآخرين
قد يُعامَل الآخرون الفتاة بعدم الثقة بسبب لطفها الزائد، حيث يعتبرون ذلك علامة على الضعف أو وجود دوافع خفية، ممّا يمكن أن يؤدي إلى عدم احترامها أو تقدير قدراتها الفعّالة.
فقدان الوقت للنفس
إذا كانت الفتاة تعطي الاهتمام بالآخرين أولوية دائمة، فقد تضيع فرصة العناية بنفسها وتحقيق أهدافها الشخصية، لأنّ التفرغ المستمر لخدمة الآخرين قد يحجب عنها تحقيق تطلعاتها الشخصية.
سهولة الاحتيال
قد تكون الفتاة اللطيفة عرضة للاحتيال بسبب توجّهها الشديد نحو خدمة الآخرين، لذا يمكن للأشخاص السيئين استغلال طيبتها والتلاعب بها بسهولة نتيجة لثقتها الزائدة.
قلة التحقيق في مجال العمل
يمكن أن يؤدّي التركيز المتواصل على إرضاء الآخرين إلى إهمال الفتاة لتحقيق نجاحها المهني، فالتفرغ لخدمة الآخرين قد يحد من قدرتها على التركيز على مسارها المهني وتحقيق تطلعاتها.
تطور سلبيات صحية
قد تتسبب الضغوط النفسية المستمرة من تلبية احتياجات الآخرين في تطور مشاكل صحية عقلية، مثل القلق والاكتئاب، نتيجة لتجاهل احتياجاتها الشخصية وتركيزها المتواصل على الآخرين.
إمكانية الوقوع في الإدمان
قد يؤدي التفرغ الزائد لخدمة الآخرين إلى إمكانية الوقوع في عادات ضارة مثل الإفراط في تناول الطعام أو التسوق الزائد، حيث يُعتبر ذلك وسيلة لتفريغ الضغوط والإرهاق.
مشاكل الصحية النفسية
إنّ الاهتمام الزائد برضا الآخرين يمكن أن يؤدي إلى انخراط الفتاة في مشاكل صحية نفسية، فتعبيرها المستمر عن السعادة قد يكون وسيلة للتهرب من المشاعر الحقيقية والتحفظ على همومها ومشاكلها.
في الختام، يُشدد على أهمية تحقيق التوازن بين اللطف والاهتمام بالآخرين وبين الرعاية الذاتية وتحقيق الأهداف الشخصية، فالفتاة تحتاج إلى فهم أن التركيز على سعادتها وتطلعاتها لأنّه جزء أساسي من بناء حياة صحية ومتوازنة، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ كيف تعدلين سلوكيات طفلك.