منذ عام 1990، انخفض معدل وفيات الأطفال المولودين بمتلازمة داون والعيب خلقي في القلب إلى أكثر من النصف، وهذا ما أظهرته دراسة أجرتها جامعة جوتنبرج، ومع ذلك، فإن نسبة الأولاد الذين يموتون في هذه المجموعة لا يزال أعلى بنسبة 85%، مقارنة بالآخرين الذين لديهم عيب خلقي في القلب ولكنهم لم يولدوا مصابين بمتلازمة داون.
تعدّ عيوب القلب الخلقية من المشاكل شائعة بين الأشخاص المصابين بمتلازمة داون: ما يقرب من نصف أولئك الذين يولدون بهذه المتلازمة يعانون أيضًا من عيب خلقي في القلب، والأكثر انتشارًا هو عيب الحاجز الأذيني البطيني، وهو ما يعني ببساطة وجود ثقب بين أجزاء القلب،وهو نوع من أنواع أمراض القلب.
نقطة التحول في عام 1990
كان قائد البحث وراء هذه الدراسة هو زكريا مانداليناكيس، وهو أستاذ مشارك في أكاديمية سالجرينسكا بجامعة جوتنبرج، ومستشار أول في أمراض القلب في مستشفى جامعة سالجرينسكا.
“في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، لم تكن العمليات الجراحية تُجرى غالبًا على مرضى القلب المصابين بمتلازمة داون، وربما كان هناك عدة أسباب، لذلك كان يُنظر إلى هؤلاء الأطفال على أن تشخيصهم سيئ بشكل عام، وكانت التقنيات الجراحية لا تزال قيد التطوير، وكان القلب والرئة يتفاعلان مع بعضهما البعض.
حظيت هذه الحالات باهتمام عالمي في حوالي عام 1990، في الوقت الذي كانت فيه رعاية القلب تشهد تطورًا سريعًا. تم بعد ذلك إعطاء مرضى القلب الذين يعانون من متلازمة داون نفس الأولوية تقريبًا مثل أي شخص آخر، لذا يمكننا أن نرى أن هذا كان له تأثير إيجابي للغاية على معدلات البقاء على قيد الحياة لهذه المجموعة من المرضى، وهو أمر عظيم”. هذا ما قاله زكريا مانداليناكيس، أستاذ مشارك في أكاديمية ساهلجرينسكا بجامعة جوتنبرج.
نُشرَت الدراسة في مجلة جمعية القلب الأمريكية، وتستند إلى بيانات التسجيل من جميع أنحاء السويد للأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون وعيوب القلب الخلقية المولودين بين عامي 1970 و2017.
وقد شملت الدراسة ما مجموعه 3285 مريضًا يعانون من متلازمة داون والعيوب الخلقية تم تضمين عيوب القلب من بينها، و64529 مريضًا يعانون من عيوب القلب ولكن بدون متلازمة داون،كما وتمت أيضًا مقارنة كل من المصابين بمتلازمة داون مع ثمانية أشخاص متطابقين، أي أشخاص من عامة السكان من نفس العمر والجنس، ولكن بدون المعاناة من أي مرض أو مشكلة صحيّة.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون وعيوب القلب لديهم معدّل بقاء أفضل بكثير، على الرغم من أن معدل الوفيات لهذه المجموعة لا يزال مرتفعًا، فقد كان لدى الأطفال المولودين قبل عام 1990 المصابين بمتلازمة داون وعيوب القلب أعلى بحوالي 47 مرة من الأطفال المولودين بدون متلازمة داون أو عيب في القلب. وبالنسبة للأطفال المولودين منذ عام 1990، انخفض معدل الوفيات إلى أكثر من النصف، وهذا أعلى الآن بـ 18 مرة بالنسبة للأشخاص المولودين بمتلازمة داون وعيوب القلب، مقارنة بالسكان الطبيعيين، وهنا نشير إلى أنّنا سبق وأطلعناكِ كيف يتم اكتشاف متلازمة داون بعد الولادة.
تقييم المتابعة في هذا البحث
طوال الفترة 1970-2017، كان معدل وفيات لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة داون وأمراض القلب الخلقية أكبر بمقدار 25 ضعفًا مقارنة بالمجموعة الضابطة (الذين لم يكن لديهم متلازمة داون أو أمراض القلب).
بالمقارنة مع الأشخاص الآخرين الذين يعانون من عيوب في القلب، تضاعف معدل الوفيات في مجموعة متلازمة داون طوال هذه الفترة، أمّا في الجزء الأخير من الفترة، بعد نقطة التحول في عام 1990، كان معدل الوفيات بين المصابين بمتلازمة داون أعلى بنسبة 85٪، مقارنة بالآخرين الذين يعانون من عيب خلقي في القلب.
“لقد تحسنت رعاية المرضى الذين يعانون من متلازمة داون وعيوب القلب الخلقية، ولكن يجب أن تكون أفضل،” يخلص زكريا مانداليناكيس.
ويُنهيَ مُضيفًا: “يمكن لمجموعة مرضى متلازمة داون الآن أن تعيش لفترة أطول من ذي قبل، مما قد يعني أن لديهم الوقت لتطوير أمراض مكتسبة أخرى، بالإضافة إلى أي عيوب في القلب. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتوضيح أسباب استمرار ارتفاع معدل الوفيات بين هذه المجموعة من المرضى. نحن بحاجة أيضًا إلى تقييم ما إذا كان هؤلاء المرضى قد يحتاجون إلى متابعة أفضل.”
أخيرًا، يمكنكِ أن تتابعي على موقعنا أيضًا، دراسة جديدة تربط الإجهاد في سنّ المراهقة بارتفاع احتماليّة الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية في المستقبل!