لا زلت أتذكر الانزعاج من احتضان بعض الأقارب عندما كنت صغيرة. لم أكن أريد أن أكون قريبة من أي شخص. أتذكر أيضًا الاضطرار إلى لمس هؤلاء الأشخاص أو السماح لهم بلمسي. قيل لي إنني كنت وقحة لعدم معانقة خالاتي وجدتي عند اللقاء بهم!
لهذه الأسباب والأسباب أخرى، قررت عدم إجبار أولادي على حب الأقارب. وقد اكنشفن مع الوقت وبعد قراءتي لبعض المقالات أنّ للأمر خطورة وأنّه يجب عدم إجبار الأطفال على التعبير عن عواطف لم يشعروا بها.
في الحقيقة، عندما تعطي توجيهات لطفلك، مثل “رتّب الألعاب” فأنت تشيرين إلى أنه ستكون هناك عواقب سلبية إذا لم يمتثل. أنت تخبرين طفلك بشكل أساسي أنه بغض النظر عن شعوره، من المهم أن يفعل ما تقولينه.
لذا، عندما تقولين له “قبّل جدّتك”، فأنت توحين بأنه ستكون هناك عواقب سلبية إذا لم يفعل ما تقولينه. كأنّك تقولين له “لا أهتم إذا كنت مرتاحًا لذلك أم لا، أظهر المودة على أي حال”.
هل تعلمين أنّ الأطفال الذين يعتقدون أنهم بحاجة إلى الامتثال لطلبات البالغين من أجل المودّة هم أكثر عرضة للإيذاء الجنسي؟
إذا طلب أحدهم من طفل أن يفعل شيئًا لا يرتاح لفعله، فقد يشعر بأنه ملزم بالامتثال. ولكن، الطفل الذي تم تعليمه أنّه يمكنه قول لا لكل ما يتعلّق بجسمه وعواطفه، فمن المرجح أن يكون قادرًا على قول لا إذا طلب منها شخص ما القيام بأمور لا تشعره بالراحة.
لذا، أنا أم لا أجبر أولادي على حب الأقارب، بل أعمل على تربيتهم على القيم وأهمية العائلة الكبيرة وأهمية الروابط، وهم من يقرر أن يبني العلاقات العائلية أو يرفضها.
أخيرًا، علّمي طفلك أنّه المسؤول عن جسده ومن يلمسه؛ هذه رسالة من المهم أن يحملها الأطفال معهم طوال حياتهم ليكونوا أحرار ومتحكّمين بحياتهم.