لا يُمكن لأحد إنكار أهمية حليب الرضاعة للطفل ولجسم الأم بالإضافة إلى استخداماته الغريبة الأخرى، ولكن ما يجهله البعض هو دور هذا الحليب كطبيب أو حتى صيدلاني!
كأم وباحثة ومحرّرة تختص بالمواضيع المتعلقة بالأم وطفلها، كنت أعتقد أنّي أعرف الكثير عن فوائد حليب الأم إلى أن قرأت مقالاً بعنوان "كلّما تعلّمت المزيد عن حليب الأم، كلّما اندهشت"، وبالفعل اندهشت بحقيقةٍ جديدة كنت أجهلها عن روعة هذا الحليب.
وفقاً لعالمة الأحياء والأستاذة المشاركة في مركز التطور والطب في كلية التطور البشري والتغيير الإجتماعي في جامعة ولاية أريزونا، د. كاني هيندي، "عندما يرضع الطفل، فإنّه يخلق فراغاً يتسلّل من خلاله لعاب الرضيع إلى حلمة الأم".
عندها، يُعتقد أنّ مستقبلات الغدّة الثديية تقوم بتحليل لعاب الرضيع بحثاً عن البكتيريا والفيروسات. وفي حال وجدت أيٍّ منها، فهي تعيد تغيير تركيبة الحليب لتكييفه مع مسببات المرض، وذلك عن طريق إنتاج أجسام مضادّة مخصصة.
> أيتها الأم المرضعة والمرهقة، لا تشكّكي أبداً بالمعجزة الموجودة في جسمك!
تقول هيندي: "يعتقد بعض العلماء أنّ هذه قد تكون إحدى الطرق التي يتيح فيها الأطفال لأمهاتهم معرفة ما يعانون منه، فتقوم الأمهات بالإستجابة بأجسام مضادة لمكافحة العدوى".
باختصار، يلعب حليب الأم دور الطبيب أو حتّى الصيدلاني بطريقتين؛ الأولى وهي تشخيص المرض والثانية هي تقديمه الدواء المناسب لعلاج المرض. عندما يُصاب الأطفال الرضع بنزلات البرد أو الإنفلونزا، فهم قادرون على التعافي بسرعةٍ أكبر، والسبب يعود إلى أنّ جسم الأم ينتج أجسام مضادة خاصة بنوع البكتيريا أو الفيروس. فلا تشكّكي أبداً بالمعجزة الموجودة في جسمك!
والآن، إليك ما تحتاجين معرفته عن الرضاعة الطبيعية في ظلّ أزمة كورونا!