"الأم التي تهز السرير بيسارها، تهز العالم بيمينها"، صدق نابوليون بقوله هذا، فللأمّ دور أساسي على المستوى الفردي، والإجتماعي. فهي سبب وجود كلّ فرد منّا وهي مربيّة الأجيال الصاعدة التي من خلالها تُبنى المجتمعات والحضارات. لذلك خصّصت بلدان العالم، يوماً خلال السنة للإحتفال بعيد الأم، العيد الأغلى على قلب كلّ إنسان. متى وكيف يحتفل العالم العربي بهذه المناسبة المميزة؟ ماذا عن تاريخ عيد الأم؟ متى وكيف أنشئ؟
يعود أصل مصطلح "عيد الأم" أو Mother’s Day لعام 1912، من خلال عبارات تجارية للأميركية آنا جارفيس وهي "الأحد الثاني من مايو" و "عيد الأم"، أسّست جارفيس من خلالها جمعية عيد الأم الدولية. لذلك نلاحظ أن معظم دول العالم يحتفلون بهذا العيد في شهر مايو، أيّار. غير أن أول احتفال بعيد الأم كان عام 1908 عندما أحيت أنا جارفيس ذكرى والدتها في الولايات المتحدة. ماذا عن الدول العربية؟ تحتفل معظم الدول العربية بعيد الأمّ في 21 آذار أي في أوّل يوم من فصل الربيع، فصل العطاء والفرح. وكانت هذه فكرة الصحافي المصري مصطفى أمين، وذكرها في كتابه Smiling America" 1943". ولكن، تم التغاضي عنها في ذلك الوقت. بعد فترة وجيزة، تأثّر أمين بقصّة أمّ أرملة كرّست حياتها كلها لتعليم إبنها حتى يصبح طبيباً، ولكنّه عندما كبر وتزوّج، تركها ولم يظهر لها أي إمتنان أو عاطفة. هذه القصّة عزّزت دوافع أمين وإصراره على المطالبة بالإحتفال بعيد الأم رسمياً. عندما طرح هذا الأخير، هذه الفكرة، سخر منه الرئيس جمال عبد الناصر وأمر بإعتقاله وسجنه. خلال هذه الفترة، كانت هناك محاولات عدّة لتغيير اسم العيد من " عيد الأم " إلى "يوم العائلة" ولكنّها باءت بالفشل وأًصرّ الشعب على الإحتفال بهذا اليوم. وكان أوّل إحتفال بهذا العيد المميز في 21 مارس 1956. ومنذ ذلك الحين، إعتمدت معظم الدول العربية الأخرى مثل البحرين، لبنان، العراق، الأردن، الكويت، سوريا، اليمن، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وغيرها على هذا التاريخ أيضاً لتكريم الأمّ .