تحلم كلّ أمّ بأن يكون طفلها ذكيًا، نشيطًا ومبدعًا، لكن هناك بعض العادات اليومية التي قد تضعف قدراته الذهنية من دون أن تلاحظي. فقد تؤثّر بعض التصرّفات البسيطة، التي تبدو غير ضارة، على دماغه بطريقةٍ غير مُتوقَّعة. مع مرور الوقت، يمكن أن يُقلّل فعل هذه العادات من تركيزه، وذاكرته، وحتى قدرته على التعلّم.
من المهم أن تعرفي هذه العادات حتى تتمكني من استبدالها بخياراتٍ أفضل تعزّز صحة دماغ طفلك ونموه العقلي. لذا، سنكشف لكِ عن أبرز التصرّفات التي قد تؤثر سلبًا على دماغه مع تقديم بعض الحلول البسيطة لتجنّبها. لا سيّما إذا كنتِ تودّين في تربية طفل ذكي.
1. استخدام الهاتف عند الاستيقاظ وقبل النوم
إذا كان طفلك يستيقظ ويمسك الهاتف فورًا، أو يستخدمه قبل النوم مباشرة، فإنّ ذلك قد يؤثر على نشاط دماغه. عند استخدام الهاتف فورًا بعد الاستيقاظ، لا يحصل دماغه على وقت كافٍ للانتقال من حال النوم إلى التركيز، ممّا يؤثر على أدائه خلال اليوم. كذلك، قبل النوم، الضوء الأزرق يربك دماغه ويؤخّر إفراز الميلاتونين، ما يؤدّي إلى نوم متقطّع.
الحلّ: اجعلي طفلك يخصّص ساعة بعد الاستيقاظ وساعة قبل النوم بعيدًا عن الشاشة، واستبدلي هذه العادة بقراءة كتاب أو الاستماع إلى قصة صوتية.
2. تناول الأطعمة غير الصحية
الغذاء هو الوقود الأساسي لدماغ طفلك. عندما يعتمد على الأطعمة الغنية بالسكر، والدهون المشبعة، والمكوّنات الصناعية، فإنّ دماغه يتأثّر سلبًا. يمكن أن يسبّب تناول الأكل غير الصحّي تراجعًا في التركيز، وتقلبات مزاجية، وحتى صعوبة في التعلّم.
الحلّ: قدّمي لطفلك وجبات مغذّية غنيّة بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه، والمكسرات، والحبوب الكاملة، وقلّلي من تقديم الحلويات والمأكولات السريعة.
3. عدم القراءة
إذا لم يعتد طفلك على القراءة، فإنّه يخسر فرصة ذهبية لتوسيع مداركه وتنمية خياله. فالكتب تعطيه تجارب جديدة، تحفّز تفكيره، وتقوّي قدراته اللغوية. لذا، نلاحظ أنّ الأطفال الذين لا يقرأون بشكلٍ منتظم قد يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم وتحليل المعلومات.
الحلّ: خصّصي وقتًا يوميًا للقراءة مع طفلك، سواء من خلال سرد قصص قصيرة قبل النوم أو قراءة كتب مصوّرة تثير اهتمامه.
4. عدم ممارسة الرياضة
الحركة ليست فقط لصحة الجسم، بل للدماغ أيضًا. عندما لا يتحرك الطفل بما فيه الكفاية، فإن تدفّق الدم إلى دماغه ينخفض، ممّا يقلّل من نشاطه الذهني. إنّ ممارسة الرياضة تحسّن الذاكرة، والتركيز، وتساعد في التخلّص من التوتّر.
الحلّ: شجّعي طفلك على ممارسة الأنشطة البدنية مثل الجري، والقفز، والسباحة، أو حتى اليوغا المخصّصة للأطفال.
5. عدم تعلّم مهارات جديدة
تطوير مهارات جديدة هو تمرين رائع لدماغ الطفل. عندما لا يحاول تعلّم أشياء جديدة، فإنه يفوّت فرصة لتنمية خلايا دماغية جديدة وتحسين تفكيره النقدي. فالتمتّع بمهارات مثل حلّ الألغاز، تعلم لغة جديدة، أو حتى الرسم يمكن أن تحفّز دماغه وتجعله أكثر إبداعًا.
الحلّ: شجّعي طفلك على تجربة أنشطة جديدة، مثل العزف على آلة موسيقيّة، أو البرمجة للأطفال، أو الطهي البسيط تحت إشرافك.
دماغ طفلك في مرحلة نموّ مستمر، وكل عادة يكتسبها الآن ستؤثر عليه مستقبلاًًا. إذا أردتِ أن يكون طفلك أكثر ذكاءً، تركيزًا، وإبداعًا، حاولي تعديل بعض العادات اليومية التي يمكن أن تضرّه. بدّلي الوقت الطويل أمام الهاتف بالقراءة، قدّمي له طعامًا صحيًا، وشجّعيه على ممارسة الرياضة والتعلّم المستمر. بهذه الخطوات البسيطة، ستساعدين طفلك على بناء عقل قوي ومبدع يرافقه مدى الحياة! ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عادات تضرّ بصحّة عينيّ طفلكِ.