خصوصاً إن كنتِ أمّاً للمرة الأولى، لا شكّ بأنّ هناك الكثير من الأمور التي تحتارين أمامها بسبب تناقض الآراء حولها وحتّى خطورتها المحتملة… "عائلتي" قامت بالمهمّة عنكِ لتأتيكِ بأبرز الأمور الممنوعة تماماً على الأمّ خلال عنايتها بطفلها الرضيع، والتي تواجهها في حياتها اليوميّة كمربية:
تجاهل الرضيع: حتّى من لحظة الولادة، يستطيع الطفل الرضيع التواصل مع الآخرين بطريقة ما، خصوصاً من خلال حركة اليدين. وبالتالي، فإن التواصل الجيد مع طفلك الرضيع، حتّى ولو لم يكن بعد قادراً على التكلم أو حتّى التعبير، هو أساسي ويحمل أثراً كبيراً حسب عدّة دراسات على مستوى الوعي، التواصل الإجتماعي وقدرات تكوين الصداقات مستقبلاً عند الطفل. لذلك، لا تقدمي أبداً على تجاهل طفلكِ وعدم التفاعل معه منذ أيامه الأولى، مهما كان جدولكِ اليومي مزدحماً!
ترك الرضيع يبكي: قد تكون النصيحة الأبرز التي تسمعينها من أمّكِ أو حماتكِ، وذلك بترك طفلكِ يبكي حتّى يهدأ كي لا "يعتاد" على هذا النوع من التصرّف، ولكن تخيّلي نفسكِ مكانه وبأنكِ تتألمين وتطلبين النجدة في حين يتم تجاهلكِ! قد يكون الأمر حتّى أسوأ بالنسبة لطفلكِ الذي ما زال في طور نموه على الصعيد العاطفي والذهني. فترك طفلكِ يبكي ويخوض تجربة القلق والإجهاد في هذا العمر المبكر من دون أي تدخل منكِ قد يعرّضه لاحقاً لأن يكون بشخصية غير مرنة، أنانيّة، وتنفعل بسهولة.
للمزيد: اسباب بكاء الرضيع وكيفية التعامل معها
ترك الرضيع بمفرده: كما ذكرنا سابقاً، يتواصل الأطفال الرضع جسدياً مع الأمّ والأب. لذلك، فإنهم لا يفهمون مبدأ تركهم بمفردهم ليعطيهم الأمر إنطباعاً مزعجاً ومقلقاً كلّ ما يحدث ذلك. إذ إنّ الرضيع يعتمد على رفقة الراشدين وعنايتهم، وبالتالي، فإن فرض الإستقلاليّة عليه في سنّ مبكر وتركه بمفرده سيأتي بنتائج معاكسة تماماً!
أثبتت الأبحاث أن هذا النوع من التصرّف يجعل الطفل أكثر تذمراً وحاجة للمزيد من العاطفة، أو في المقابل، قد يبدو أنّه هادئ ولكنه يكون مدمراً من الداخل. فهذا الشعور بالخوف وعدم الأمان الذي يأتي من الوحدة قد يكون السبب الأساسي لظهور النرجسية لدى الطفل نفسه في مراحل لاحقة.
معاقبة أو ضرب الرضيع: حتّى ولو بطريق لطيفة لا تقتربي من التعنيف، تشير الدراسات إلى أنّ معاقبة الطفل الرضيع في هذا السن المبكر لنهيه عن القيام ببعض الأمور الممنوعة أمر سيء للغاية! ففي حين قد يكون الأمر بمثابة متنفس لكِ، إلا أنّه يحمل نتئاج سيئة على طفلكِ خصوصاً على المدى البعيد.
تذكري أن طفلكِ في هذه المرحلة يتعلّم عن ماهية الحياة من خلال طريقة معاملتكِ له، لذلك، فإن العقاب، جسدياً كان أم نفسياً، قد يتسبّب بأضرار خطيرة على نفسية رضيعك!
– أوّلا، ستتراجع ثقة طفلكِ بكِ، وبحبكِ له واهتمامكِ، فالأمان والإسترخاء الذي يشعر به إجمالاً في حضرتكِ يتزعزع بشكل كبير عند العقاب خصوصاً الضرب.
– سيفقد الطفل ثقته بنفسه، حيث أنّ العقاب يعلّمه أنّ الأمور التي ينوي فعلها غير مهمّة وأحياناً سيئة.
– إذا قمت بمعاقبة طفلكِ بإستمرار عند رغبته بإكتشاف ما هو جديد، قد يفقد طفلكِ رغبته وادفاعه في التعلّم، ما يؤثر لاحقاً على أدائه في المدرسة.
– سيعتاد طفلكِ على كبت اهتماماته ومشاعره في حضرتكِ، ما يؤثر سلباً على مستوى التواصل مستقبلاً بينكِ وبينه.
– التعرض لهذا النوع من الإجهاد والقلق في عمر مبكر، خصوصاً عند تلقي الضرب، سيؤدي لمشاكل جدية في ما يتعلق بالنمو الذهني كما الأداء في العلاقات الإجتماعية لاحقاً.
– أثبت الدراسات أنّ تصرف الطفل "السيء" والذي يدفع الأهل إلى ضربه ولو بلطف يزداد فعلياً ولا يتراجع بعد التعرّض لهذا النوع من العقاب الجسدي.