لطالما قالت لي أمي إن الأطفال الرضع لا يعرفون معنى الخوف ولا يعرفون معنى الألم. بدا لي هذا الأمر غريباً وقد كنت متردّدة بتقبّل هذه المقولة حتى واجهتها بالواقع. "لحظة اعتراف هنا" واجهت الكثير من مواقف بكاء تاليا ولم أكن أفهم السبب وكنت أرتجل وأحاول تجربة حلول مختلفة و"اتحزر" حتى أعرف ما بالها.
أما في المرة الأولى التي كان سبب البكاء فيها الخوف –حسب تحليلي- كانت عندما كنت في طريقي لمقابلة صديقتي وأنا أقود السيارة وكانت تاليا تجلس في كرسيها وقد بدأ الظلام بالحلول والشمس بدأت تغيب وبدأت تاليا بالبكاء الهستيري، الأمر الذي اضطرني للوقوف إلى جانب الطريق لتهدئتها، والأمر انتهى بكل بساطة عندما أشعلت النور الخلفي لها وقبلت جبينها. وهذا كان أول خوف لتاليا:الظلام.
المرة الثانية كانت عندما حصلت تاليا على ثقب أذنيها لترتدي الأقراط وتصبح أميرة، كانت لا شك لحظة هجومية بالنسبة لها، تلك تمسك رأسها وأخرى تمسك يدها وثالثة تضع الثقب بأذنيها، لم تكن لحظة مريحة أو سعيدة بالنسبة لها والشعور الأكبر الذي سيطر عليها هو الخوف.
طبعاً أنا كنت "طوق النجاة" بالنسبة لها حضني وتربيتي على ظهرها كان أشبه ببر الأمان، لا أخفيكم كانت أجمل لحظة في حياتي عندما عرفت أنها تشعر بالأمان معي وأنها تفضلني على أي شخص في الدنيا.
ربي يحميك يا تاليا ويجعلك من الذرية الصالحة، أعدك أن أكون مصدر الثقة والأمان لك في هذه الدنيا مهما كان الأمر.
إقراي ايضًا: كيف تساعدين طفلك على التخلص من الخوف؟