هل نزول ماء بداية الحمل خطر؟ إذ تتعرّض بعض النساء في بداية الحمل الى ملاحظة إفرازات كالماء، ما يثير خوفها على الحمل.
بدايةً يجب تمييز هذا الماء التي تشعر الحامل بنزوله، إذ إنّه قد يكون عبارة عن أنواع من الافرازات المائيّة، كما قد يكون في أحيان أخرى من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين. واستنادًا الى نوعيّة الماء وتوقيت وكيفيّة نزوله، يمكن تحديد خطورته. سنوضح في هذا المقال عوارض نزول الماء، الأسباب المحتملة لكلّ حالة، بالإضافة الى مدى خطورته، من دون أن ننسر كيفيّة الوقاية منه.
أنواع وعوارض نزول الماء في بداية الحمل
قد تحصل بعض الإفرازات في بداية الحمل، يطنّ البعض أنّها “نزول ماء” ولكنّها قد تشير الى أمور عدّة، إذ قد تكون عبارة عن إفرازات مائيّة أو تسرّب ماء الجنين مثلًا. ويرتبط كلّ منها بعوارض معيّنة، وأبرزها:
- إفرازات مائيّة طبيعية: وهي عبارة عن إفرازات شفّافة أو بيضاء، وقوامها لزج في بداية الحمل، كما قد تلاحظين زيادة في كميّة الإفرازات المهبليّة المعتادة، ويعود ذلك الى التغيّرات الهرمونيّة الحاصلة.
- عوارض العدوى: في حال كانت الإفرازات ذات رائحة غير طبيعيّة، أو كنت تشعرين بحكّة أو احمرار في منطقة المهبل أو ألم أثناء التبول، قد يشير ذلك إلى عدوى، ومنها عدوى في المسالك البوليّة مثلًا.
- تسرب ماء الجنين، المعروف بـ”نزول الماء”: إذا نزلت فجأة كميّة كبيرة من المياه، يعتبر هذا تسرّب لماء الجنين، المعروف بالسائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين، الذي يكون لونه صافياً أو مائل الى الصفار. قد يحتوي هذا السائل في بعض الأحيان على دم. كما يمكن أن تشعري بتقلّصات أو ألم أسفل البطن.
أسباب نزول ماء في بداية الحمل
يمكن أن يكون لنزول الماء أو الإفرازات في بداية الحمل عدّة أسباب محتملة، ومنها:
- التغيرات في مستويات الهرمونات خلال الحمل: يؤدّي ذلك إلى زيادة إفراز السوائل المهبليّة. إذ يعمل الجسم على الحفاظ على صحّة الأنسجة المهبليّة، فيزداد تدفّق الدم وتحصل تغيّرات في الغدد. ويُعدّ هذا أمرًا طبيعيًّا.
- التهاب المهبل وعدوى المسالك البوليّة: تسبب العدوى البكتيريّة أو الفطرية زيادة الإفرازات، وتكون مصحوبة بأعراض مثل الحكة أو الاحمرار، والشعور بالألم.
- تمزق الأغشية التي تؤدّي الى سقوط ماء الجنين: يشير نزول كميّة كبيرة من السائل إلى تمزق الأغشية المحيطة بالجنين، ما يعني تسرّب ماء الجنين. الأمر الذي يستدعي تدخّل طبّي فوري.
- حدوث مشاكل طبيّة أخرى كالإجهاض المبكر أو الحمل خارج الرحم.
طرق الوقاية من نزول الماء
تتطلّب الوقاية من نزول الماء في حالات تمزّق الأغشية وتسرّب ماء الجنين في بداية الحمل اتّباع بعض النصائح والارشادات، التي قد تسهم في تقليل المخاطر، وهي:
- العناية الصحيّة الجيّدة: ويتمّ ذلك من خلال زيارة الطبيب بانتظام لمتابعة صحّتك وصحّة جنين، خاصّةً في حالات الحمل العالية المخاطر، والانتباه الدّائم لأي أعراض غير طبيعيّة كإفرازات مائيّة، الألم، أو النزيف.
- تجنّب حمل الأشياء الثقيلة أو ممارسة تمارين أو أنشطة شاقّة قد تؤدّي إلى الضغط على البطن.
- تناول الغذاء المتوازن وشرب كميّات كافية من المياه والسوائل للحفاظ على صحة الجسم.
- الحفاظ على النظافة الشخصيّة لتجنّب العدوى واستشارة الطبيب عند الشعور بأي علامات كالحكة أو الرائحة الكريهة.
- تجنّب الضغط النفسي والتوتر وممارسة تقنيّات الاسترخاء كاليوغا أو التأمّل.
خطورة نزول ماء في بداية الحمل
يمكن أن يكون لنزول الماء في بداية الحمل خطرًا، ويحتاج تقييم طبّي. ومن أكثر هذه المخاطر شيوعًا نعدّد:
- تمزّق الأغشية: إذا كان هناك تسرب كبير من السائل الذي هو عبارة عن ماء الجنين، يعود ذلك غالبًا إلى تمزّق الأغشية الذي يتطلّب استشارة طبيّة فوريّة، لتجنّب أي عدوى ومشاكل صحيّة أخرى.
- الإجهاض المبكر: في حال ترافق نزول الماء مع نوع من النزيف في بداية الحمل قد يدلّ ذلك على الإجهاض.
- الحمل خارج الرحم: قد تشمل الأعراض المصاحبة لنزول ماء آلام شديدة في البطن أو نزيف، وهنا تحتاج هذه الحالة الطبيّة الطارئة إلى تدخّل سريع.
- التهاب المهبل أو التهاب المسالك البوليّة: والتي قد تصبح خطرة على الجنين والأمّ في حال لم تعالج.
في حال نزول ماء في بداية الحمل، ما العمل؟
يجب عليك بدايةً مراقبة أي تغيّرات قد تطرأ خلال الحمل، وإذا شعرتي أنّك قلقة بشأن الإفرازات أو كنت تشكّين بأنّها غير طبيعيّة، وخاصّةً لدى حدوث أي تغيّر ملحوظ خلال الحمل، لا تتردّدي أبدًا باستشارة طبيبك الذي يتأكّد ما إذا كان الأمر طبيعيّ أو يدعو للقلق.
وفي حال كان لديكِ أعراض مثل الألم أو النزيف التي ترافق نزول ماء، زوري طبيبك فالعناية المبكرة والاستجابة السريعة يمكن أن تساهم في الحفاظ على صحّتك وصحّة جنينك.
برأيي الشخصي كمحرّرة، ونظرًا للخطورة التي قد يؤدّي اليها نزول ماء في بداية الحمل، أنصحك دائمًا بالوعي والمراقبة لملاحظة ما إذا كان هناك أي من العوارض غير الطبيعيّة في الحمل التي قد تؤدّي الى نزول الماء في وقت مبكر جدًّا. وإذا عانيتي من أي من العوارض المذكورة أعلاه يجب استشارة الطبيب المتابع لحالتك بشكل طارئ.
