تنهمر الدموع أحياناً لتعبر عن مشاعر الحزن وفي أحيان أخرى تتساقط من شدة الفرح وكثرة الضحك، ولكن أن تدمع عين واحدة فقط، أمر يدعو إلى الاستغراب! حدث هذا الأمر مع طفلة رضيعة في شهرها الأول من العمر، فالدموع تسيل من إحدى عينيها دون أي إحمرار أو تورم، ودون وجود أي إفرزات أيضاً أو أعراض أخرى في العين . فما هو التفسير الطبي لهذا العرض الغريب ؟
تفرز الدموع من الغدد الدمعية بشكل مستمر للمحافظة على رطوبة العين ومنع جفافها، ومع إنتاج الدمع المستمر، يلزم وجود قناة تعمل على تصريفه والتخلص مما يزيد عن الحاجة، وهو ما يتم فعلاً عبر قناة تفتح في تجويف الأنف وتسمى بــ "القناة الأنفية الدمعية". وبالنسبة لعين تلك الرضيعة فقناتها الأنفية ضيقة ولم يكتمل نموها بعد، ولهذا تنهمر الدموع من العين بدلاً من المرور بالقناة، وتسمى هذه الحالة المرضية بـــ "تضيق القناة الأنفية الدمعية"، ويحدث هذا التضيق في القناة لدى ما يقارب 20% من المواليد، ولكنها تسبب الأعراض لما نسبته 6% فقط. في بعض الأحيان، يصاحب هذه الظاهرة التهاب بالعين أو بالقناة الأنفية الدمعية مما يستدعي التداوي بالمضادات الحيوية، وفي حال عدم وجود أي مضاعفات، فيكفي لعلاجها القيام بالمساج للقناة الأنفية الدمعية، وفي عملية المساج نبدأ من الأعلى إلى الأسفل فوق منطقة القناة الأنفية الدمعية، ويكرر ذلك مرتين أو ثلاث مرات يومياً، وفي الغالب تتوسع القناة بين عمر 6-12 شهراً، وإلا وجب التدخل الجراحي لتوسيع القناة من قبل طبيب العيون.