عندما يتعلّق الأمر بصحّة الأسنان لدى الأطفال، فإنّ الانتباه إلى العلامات المبكرة لمشاكل الأسنان قد يكون الفرق بين ابتسامة صحيّة وحال تستدعي تدخّلًا طبيًا مستقبليًا، ويعتبر الكشف المبكر عنها عاملًا أساسيًا في تجنّب التعقيدات التي قد تنشأ مع تقدّم العمر.
وفي هذا السياق، تدعو الدكتورة إيمان فطاني، وهي أخصائيّة تقويم الأسنان ذات خبرة تزيد عن ثلاثين عامًا، الآباء إلى متابعة نموّ أسنان أطفالهم والاهتمام بأيّ إشارات قد تدلّ إلى الحاجة لتدخّل تقويمي مبكر، وذلك لمواجهة مشاكل الأسنان الأكثر شيوعًا في أوساط الأطفال. لكن ما هي هذه العلامات التي يجب الانتباه إليها؟
عوارض معاناة طفلكِ من مشاكل في أسنانه
بحسب الدكتورة إيمان فطاني، يوجد بعض العلامات والعوارض المبكرة التي تدلّ على معاناة طفلكِ من مشاكل في أسنانه، لذلك سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
التنفّس من الفم
قد يكون التنفّس من الفم علامة غير ملحوظة في البداية، ولكنّه يشير غالبًا إلى وجود مشاكل هيكليّة في الفكّ والأسنان. عندما يتنفس الطفل من فمه بانتظام، قد يتسبّب ذلك في نموّ غير صحيح للفكّ والأسنان، ممّا يزيد من احتماليّة حدوث اعوجاج في الأسنان في المستقبل.
صرير الأسنان أو طحنها
يعتبر صرير الأسنان أو طحنها عند الأطفال، خاصّةً أثناء النوم، من العلامات التي لا ينبغي تجاهلها. فقد يكون هذا السلوك مؤشّرًا على خلل في تراصف الأسنان أو على توتّر نفسي يؤثّر على صحّة الفم. إذا استمر الطفل في صرير أسنانه، فقد يؤدّي ذلك إلى تآكل مفرط لها وإلى المعاناة من آلام في الفك، مما يستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا.
مص الأصابع أو الإبهام
يُعَدّ مصّ الإبهام أو الأصابع سلوكًا شائعًا بين الأطفال الصغار، ولكنّه قد يتحوّل إلى مشكلة إذا استمرّ لفترةٍ طويلة. فهذه المشكلة يمكن أن تؤدّي إلى تأثيرات سلبيّة على تراصف الأسنان ونموّ الفك، ممّا قد يسّبب صعوبة في المضغ ومشاكل في النطق.
فقدان الأسنان اللبنيّة بشكلٍ غير منتظم
يعتبر توقيت ونمط فقدان الأسنان اللبنية مؤشّرًا هامًّا على صحّة الأسنان لدى الأطفال. فسقوطها في غير مواعيدها الطبيعيّة قد يكشف عن مشاكل في ترتيب الأسنان أو تكدّسها، وهو ما يستدعي التدخّل الطبي لمتابعة نمو الأسنان الدائمة بشكلٍ صحيح.
صعوبات النطق
يمكن أن تكون المعاناة من مشاكل النطق علامة على وجود خلل في تراصف الأسنان، حيث تؤثر الأسنان غير المرتّبة بشكلٍ سليم على وضوح النطق. في هذه الحال، يمكن للتدخل التقويمي أن يساعد في تحسين تراصفها، ممّا يساهم في تحسين وضوح النطق وتعزيز ثقة الطفل بنفسه.
أهميّة التشخيص المبكر
تشدّد الدكتورة إيمان فطاني على أنّ التشخيص المبكر لمشاكل الأسنان، الذي يُنصَح به عادةً عند بلوغ الطفل سنّ السابعة، يعدّ خطوة حاسمة في الحفاظ على صحّة الفم والأسنان. على الرغم من أن التشخيص المبكر لا يعني بالضرورة بدء العلاج الفوري، إلّا أنّه يسمح لأطبّاء التقويم بمتابعة تطوّر الأسنان ووضع خطط علاجيّة مستقبليّة تضمن معالجة المشاكل في الوقت المناسب.
خيارات العلاج المتقدم
توفر عيادة دينتاكاي الرياض، تحت إشراف الدكتورة إيمان فطاني، مجموعة واسعة من خيارات العلاج المتقدمة لتقويم الأسنان. تشمل هذه الخيارات:
- التقويم التقليدي: يستخدم هذا النوع من التقويم المعدني لتصحيح مشاكل تراصف الأسنان بشكل فعّال.
- التقويم السيراميكي: يتيح تقويم شفاف بلون الأسنان، علاجًا غير ملحوظ مع الحفاظ على مظهر جمالي.
- المصفّفات الشفافة: وهي قوالب شفافة وقابلة للإزالة تعمل على تحريك الأسنان تدريجيًا، وتعتبر بديلًا غير مرئي تقريبًا للتقويم التقليدي.
- التقويم اللساني: يتمّ تركيب هذا التقويم على الأسطح الداخلية للأسنان، ممّا يجعله غير مرئي تقريبًا.
- علاج تعديل النمو: يهدف هذا العلاج، المخصّص للأطفال الأصغر سنًا، إلى توجيه نموّ الفكّ وعظام الوجه لتصحيح التباينات الهيكليّة.
- الأجهزة المثبتة: تُستخدَم هذه الأجهزة بعد انتهاء العلاج للحفاظ على موضع الأسنان الجديد وضمان عدم رجوعها إلى وضعها السابق.
تعتبر صحة أسنان الأطفال جزءًا لا يتجزّأ من صحّتهم العامّة، ويعتمد الحفاظ عليها على الانتباه الدقيق للعلامات المبكرة التي قد تشير إلى وجود مشاكل. من خلال التشخيص المبكر والمتابعة المستمرّة، يمكن تجنّب مواجهة الكثير من المشاكل المستقبليّة، وضمان الحصول على ابتسامة صحيّة ومستدامة لأطفالكِ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسباب تسوس الأسنان مع الدكتور جاين الخوري.