نظراً إلى أنها حالة لا يتم تداولها بشكل كبير، لا تزال الشريحة الأكبر من الأهل تتساءل: هل ثقب القلب عند الاطفال خطير؟
أولاً: ما هي مشكلة ثقب القلب لدى الأطفال؟
ثقب القلب لدى حديثي الولادة والرضع هو عيب خلقي، إذ يتم تشخيص وجود ثقب في هيكل القلب كما تدل التسمية. ولتحديد نسبة خطورة هذه المشكلة، لا بدّ من الإشارة أولاً إلى أن هذه الحالة تتقسم إلى نوعين:
- ثقب الحاجز الأذيني: أي عندما يكون الثقب في الجزء العلوي من القلب.
- ثقب الحاجز البطيني: أي عندما يكون الثقب في الجزء السفلي من القلب.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ فهذه الأنواع تتشعب بحد ذاتها أيضاً لعدّة حالات، ويكون لكل منها خصائصها. بعضها لا يعتبر خطيراً ويزول من تلقاء نفسه، على غرار الثقب في منتصف الحاجز البطيني، والمطمئن في هذا الخصوص هو أن هذا النوع هو الأكثر شيوعاً!
في المقابل، تم تسجيل بعض الحالات الأخرى التي تستدعي التدخل الطبي العاجل وتحتاج إلى إجراءات لإغلاق الثقب جراحياً، ولكن ليس قبل إتمام عمر السنة إن تم كشفها باكراً. ومن هذه الحالات نذكر ثقب الجزء السفلي كما العلوي من الحاجز الأذيني، كما ثقب الحاجز البطيني.
ماذا عن حجم الثقب؟
كذلك، وإلى جانب نوع الثقب، يحدد الحجم أيضاً مدى تأثير الخلل في عملية ضخ الدم على صحة الطفل؛ فالثقب الكبير مثلاً لن يلتئم أيضاً من تلقاء نفسه ويمكن أن يسبب العديد من المضاعفات. إلا أن الغريب في الأمر هو أن بعض هذه التداعيات على الصحة تكون شبه خفية، فلا يتم كشفها إلا بعد بلوغ سن الرشد، وحتى ما بعد عمر الـ30.
لذلك، وإن لاحظت أي من اعراض ثقب القلب لدى حديثي الولادة على طفلك، لا داعي للهلع، بل إستشيري طبيبك في أقرب فرصة ممكنة لتحديد نوع الثقب وبالتالي إتخاذ التدابير اللازمة.
فبالكشف المبكر، المراقبة والخضوع للفحوصات حسب الوتيرة التي يطلبها الطبيب، يمكن علاج ثقب القلب لدى الاطفال، وبالتالي لا يُعتبر أمراً خطيراً إلا في بعض الحالات النادرة جداً!