انسداد الانف للحامل ونوع الجنين مرتبطان في المعتقدات المتوارثة حول طرق معرفة جنس الجنين من الأعراض التي تواجهها الأمّ.
بحيث كانت بعض الجدّات تقلن إنّ انسداد الأنف الشديد هو من علامات الحمل بفتاة مثلًا. ولكن هل هذا الأمر مبرهن أم أنّه يعتبر من الخرافات؟
بدايةً، علينا توضيح أنّ أي من العلامات والعوارض التي تظهر على المرأة خلال حملها تدلّ على جنس الجنين بطريقة علميّة مؤكّدة. إذ إنّ العديد من النساء مررن بتجارب مختلة، فالأمر لا يُمكن تعميمه! وفي حال كنت ترغبين بالكشف عن نوع جنينك، يمكنك الآن اللجوء الى العديد من الطرق العلميّة لمعرفة جنس الجنين. ولم تعودي مجبرة لانتظار وقت طويل كالسابق! إذ أنّ بعض التقنيات الجديدة تسمح لك بمعرفة ذلك بوقت مبكر يصل الى الأسبوع 15 من الحمل.
وبالعودة الى موضوعنا، سنوضح لك في ما يلي أبرز الأسباب التي تؤدّي الى انسداد الأنف الشائع لدى الحوامل. وسنقدّم لك بعض النصائح للتعامل معه. بالإضافة الى الحديث عن علاقة انسداد الأنف للحامل ونوع الجنين.
أسباب انسداد الانف للحامل
يعتبر انسداد الأنف الذي قد تعانين منه خلال الحمل مشكلة شائعة تواجه نسبة تقارب الثلاثين بالمئة من الحوامل. وتحدث في أغلب الأحيان بسبب التقلّبات والتغيّرات الهرمونيّة والجسديّة الحاصلة لجسمك أثناء فترة الحمل. ومن أبرز الأسباب المحتملة لذلك نذكر:
- التغيّرات الهرمونيّة خلال الحمل وزيادة تدفّق الدمّ: تحديدًا الزيادة في مستوى هرمون الاستروجين والبروجستيرون، التي تُؤدّي لزيادة تدفّق الدمّ في الأوعيّة الدمويّة، ومنها الأوعية الدمويّة في الأنف. ما قد يؤدّي إلى تورّم الأنسجة الأنفيّة أي الأنسجة داخل الأنف وتسبّب انسداده.
- الاحتقان الأنفي الحملي: هذا النوع من الاحتقان مرتبط أيضًا بالتغيّرات الهرمونيّة. ويسبّب احتقانًا بالأنف بالتزامن مع سيلان الأنف أو انسداده بشكل مزمن قد يستمرّ طيلة فترة الحمل. ولكن لا يُصاحبه عادةً الإصابة بعدوى.
- تغيّرات وضعف الجهاز المناعي: فيصبح جسمك خلال الحمل أكثر عرضة للإصابة بالتهابات وحساسيّة تسبّب انسداد الأنف. فالحوامل يكنّ أكثر عرضة للحساسيّة من الطقس أو الغبار أو حبوب لقاح الأزهار وغيرها من المواد المثيرة للحساسيّة.
- الإصابة بعدوى فيروسيّة أو بكتيريّة، كالإنفلونزا ونزلات البرد: التي تصبح أكثر شيوعًا خلال الحمل. والتي قد تؤدّي إلى احتقان الأنف واحتباس المخاط داخله.
- معاناتك من بعض المشاكل الصحيّة الأخرى المرتبطة بالأنف: كالتهابات الجيوب الأنفيّة أو الأورام الحميدة داخل الأنف، والتي تسبّب أيضًا انسداده.
- عوامل خارجيّة: كالتغيّرات بالطقس، جفاف الهواء، أو البيئة الجافّة عامّةً، والتي قد تسبّب بدورها جفاف الأنف وتورّم الأنسجة الأنفية، وبالتالي انسداده.
نصائح للتخفيف أعراض احتقان الأنف
لتخفيف أعراض انسداد الأنف خلال فترة الحمل بشكل طبيعي، اليك بعض النصائح الآمنة والمفيدة:
- اشربي كميّات كافية من الماء والسوائل الدافئة الاحتفاظ بترطيب جسمك ما يساعد أيضًا في تخفيف احتقان الأنف.
- حاولي أن ترفعي رأسك قليلًا خلال النوم باستخدام وسائد إضافيّة، للمساعدة بتقليل الاحتقان ومنع تفاقمه. وحاولي الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم الجيد ما سيساعدك على محاربة الالتهابات أو الحساسيّة.
- استخدمي البخّاخات ومحاليل الماء الملحيّة، عند الحاجة، لتنظيف أنفك وفتح الممرات المسدودة فيه.
- استخدمي جهاز البخار أو استنشقي البخار من وعاء يحتوي على ماء ساخن للمساعدة على ترطيب أنفك وفتح الممرات الأنفيّة. كما يمكنك أن تضيفي عليها بعض النقاط من الزيوت العطرية كزيت الأوكالبتوس، التي تساعد على فتح الممرات الأنفيّة.
- استعيني بمرطّب الهواء: في حال كان الهواء جافًّا لتجنّب جفاف أنفك وتورّم الأنسجة الأنفيّة لديك قدر الامكان.
- ابتعدي عن المهيجات التي قد تساهم في تفاقم الاحتقان الأنفي كالدخان، الغبار، أو الروائح القوية وبالأخصّ المنظفات الكيميائيّة.
- استشيري طبيبك في حال استمر انسداد الأنف لفترة طويلة أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى كالحمى أو الألم الشديد. وسيقوم بإعطائك العلاج المناسب انسداد الانف للحامل.
انسداد الانف للحامل ونوع الجنين: بين الحقيقة والخرافة!
يعود الربط بين بعض الأعراض التي قد تواجهينها خلال الحمل، لما قبل وجود فحوصات لتحديد نوع الجنين. فكان جنس الجنين يبقى كمفاجئة للحظة الولادة! وكانت الجدّات و”الدايات” حينها يربطن بين العوارض التي شعرت بها أمّهات كلا الجنسين ويعمّمنها على الأخريات. فتخيّلي معي أن تذهبي للولادة وأنت منتظرة صبيّ لتتفاجئي بأنّك أنجبت بنت أو العكس!
ومن بين هذه المعتقدات الشعبيّة المتوارثة، يُقال إنّ انسداد الأنف يدلّ على الحمل بفتاة. إذ يّعتقد أنّ زيادة مستويات هرمون الاستروجين في جسم المرأة خلال الحمل بفتاة تؤدّي إلى احتقان الأنف. في حين يعتبر عدم انسداد الأنف، أو الاحتقان الأقلّ حدّة من علامات الحمل بولد. ولكن هذه المعتقدات لا أساس علمي لها ودراسات علميّة تؤكّدها.
برأيي الشخصي كمحرّرة، لا يوجد دليل علمي يربط انسداد الأنف للحامل ونوع الجنين. رغم أنّ هذه التوقّعات قد تكون صدقت مع البعض، وذلك لكون بعض الأعراض قد تظهر بشكل متكرر مع الحمل بأحد الجنسين. ولكنّها تعود بشكل أساسي للتغيّرات الهرمونيّة والبيولوجيّة الحاصل خلال الحمل. وفي حال كنت ترغبين بمعرفة جنس جنينك، ننصحك بإجراء الفحوصات الطبيّة كاختبارات الدم، السونار أو اختبارات الحمض النووي.