هل البعد يزيد الحب عند الرجل؟ البعض يعتبر أنّ المسافة قوّة دافعة للحب، إلّا أنّ البعض الآخر يعتبر أن “البعيد عن العين بعيد عن القلب”!
ما هو مؤكّد أنّ البعد أو المسافة تؤثّر على الحبّ بطرق مختلفة. فهي يمكن أن تخلق شعورًا بالفراغ والوحدة لدى بعض الأزواج ما يجعل التواصل أكثر صعوبة. كما يمكن أن تقوّي وتزيد الحبّ إذ إنّها تسمح بتطوير الثقة والدعم المتبادل، وهي تعتبر بمثابة اختبار مهمّ بين الأزواج. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمسافة أن تجعل لمّ الشمل عند اللقاء أكثر خصوصيّة ويقوّي الروابط بين العشاق.
اقرئي أيضًا: زوجي مسافر كيف اثيره؟ أسرار بسيطة تجعل قلبه ينبض لكِ من بعيد!
العلاقات عن بعد تتزايد في يومنا هذا، فهل البعد يزيد الحب عند الرجل؟
عندما نتحدث عن الحب، غالبًا ما نفكر في اللّحظات الحميمة التي نقضيها مع أحبائنا. ولكنّ واقع الحياة الحديثة حتّم على بعض الأزواج أن يبتعدوا جسديًّا عن بعضهم في بعض الأحيان. ولكن ما هو تأثير المسافة على الحب؟ وهل البعد يزيد الحب عند الرجل خاصّةً وكذلك عند المرأة أو يضعف الروابط الرومانسيّة بينهما؟
يجد العديد من الأزواج أنفسهم اليوم في “علاقة عن بعد” أو بالتعبير الأجنبي المستخدم ” Long-distance relationship “. وهي علاقة تفصل جغرافيًّا بين حبيبين أو زوجين، سواء كان ذلك بسبب الدراسة، العمل أو لأسباب عائليّة. يمكن أن يخلق التباعد الجسدي تحديًّا للحفاظ على علاقة رومانسيّة مرضيّة، بالأخصّ بالنسبة للرجل. ومع ذلك، يتمكن بعض الأزواج من التغلب على هذه المحنة وتقوية حبهم على الرغم من الأميال التي تفصل بينهم.
لا يمكن إنكار أن المسافة قد تخلق نقصًا عاطفيًّا وجسديًّا وإحباطا لدى الأزواج. فمجرّد عدم قدرتك على رؤية ولمس والشعور بوجود زوجك الى جانبك قد يشكّل مصدرًا للحزن والحنين للحظات التي جمعتكما. ولكن رغم ذلك، يمكن للمسافة أيضًا أن تقوّي مشاعر الحب الحقيقي والروابط المتينة بينكما، من خلال خلق رغبة ملحّة للّقاء. كما يمكن أن يكون البعد أحيانًا فرصة للتفكير في عمق مشاعركما وأهميّة وقوّة علاقتكما.
يمكن أن تعزز المسافة أيضا التواصل والثقّة بينكما كزوجين. فعندما تكونين بعيدة عن شريكك، يصبح من الضروريّ الحفاظ على التواصل المنتظم للحفاظ على التفاهم بينكما. يمكن لهذا التواصل المستمر أن يعزّز الثقة المتبادلة بينكما إذ تحتاجان لأن تثقا بما يقوله أحدكما للآخر. وتساعد الرسائل النصيّة والمكالمات الهاتفيّة وعبر الفيديو بالشعور بالتقارب رغم المسافة.
ومع ذلك، كلّ علاقة فريدة وتأثير المسافة على الحبّ يمكن أن يختلف بين الزوج والزوجة، وبين زوجين، وأزواج آخرين. من الضروري أن يتواصل الشركاء بصراحة وأن يعملوا معا للتغلب على التحدّيات التي يفرضها البعد وعقبات المسافة.
التحدّيات التي تواجه العلاقة في حال البعد
يتعين على الأزواج التعامل مع العديد من التحديات، وأن يكونوا على استعداد لتقديم بعض التضحيات للحفاظ على علاقتهم. فالبعد الجسدي في العلاقة وضع معقّد لا يخلو من العقبات، على الرغم من التطورات التكنولوجيّة التي سمحت بالاتّصال الدائم. تعرّفي معنا على أبرز هذه التحدّيات:
- الشعور بالوحدة والفراغ العاطفي، والحاجة الى وجود الآخر.
- صعوبة التواصل الواضح والمفتوح.
- ضرورة المثابرة والالتزام الدائم لإنجاح العلاقة.
- مواجهة التوتّرات والإحباطات التي يمرّ بها كلّ منكما.
- الغيرة التي لا بدّ أن تطرق الباب من حين الى آخر.
- القلق وعدم اليقين مما قد يحمله المستقبل لعلاقتكما.
- مشاكل الثقة والشفافيّة، إذ تُختبر ثقتكما ببعضكما كثيران في هذه المرحلة.
الثقة القويّة بينكما بوجه التحدّيات
انطلاقًا من أنّ الثقة هي عنصر أساسي في أي علاقة وبالأخصّ العلاقات العاطفيّة، قد يسمح وجودها بالتغلّب على الصعوبات. كما ستحافظ على التناغم في العلاقة، حتّى في حال فرّقت بينكما المسافات. أمّا في حال كانت الثقة غير قويّة بينكما أو انعدمت يمكننا اعتبار أنّها نهاية العلاقة، في حال بعّدت بينكما المسافات. خاصّةً وأنّ البعد الجسدي بينكما والمسافة قد تؤدّي إلى تضخيم المخاوف وتجعل من الصعب التحقق من الحقائق.
إلّا أنّه في حال كنتما متفاهمين، يمكنكما أن تعزّزا الثقة بينكما كزوجين من خلال التواصل الصادق والشفاف والاحترام والالتزام المتبادل.
من أبرز علامات الثقة القويّة التي تجمع بين الزوجين نذكر:
- الوفاء للشريك عاطفيًّا وجسديًّا.
- الشفافيّة المتبادلة.
- عدم وجود الأسرار بينكما.
- التواصل المفتوح والدائم.
- احترام كلّ منكما للمساحة الشخصيّة للآخر.
من جهة أخرى، من أهمّ العلامات التي تدلّ أنّ الثقة بينكما هشّة أو حتّى غير موجودة نعدّد:
- قول الأكاذيب، وقلّة الصراحة بينكما.
- محاولة السيطرة والغيرة المفرطة.
- قلّة التواصل، أو التواصل غير الصحّي وغير البنّاء.
- تبادل الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، جوابي على سؤال “هل البعد يزيد الحب عند الرجل؟” يكون غالبًا نعم إذا كان الحبّ صادقًا وحقيقيًّا، وتمّ التعامل مع الظروف بنضج من قبل حبيبك ومن قبلك أيضًا. إذ من الممكن الحفاظ على حبّ قويّ رغم المسافة، إذا كان التواصل بينكما صادقًا ومفتوحًا، وبنيتما ثقة والتزام متبادلين. كما يقوّي البعد الحبّ من خلال منح الأزواج فرصة للنمو بشكل فردي وجماعي. شرط إيجاد طرق للبقاء على اتصال عاطفي رغم المسافة، من خلال مشاركة مشاعركما ورغباتكما وخططكما للمستقبل.