"طفلي عنيد ولا يريد الإستماع إلى إرشاداتي!" هل شعرتِ يوماً بالمثل وأصبحت على شفير فقدان اعصابكِ؟ لا تقلقي فهذا لسان حال الكثيرات من الأمهات، خصوصاً وأنّ العناد لطالما كان ولم يزل من الخصال الرائجة بين الأطفال، على الأخصّ في الشريحة العمريّة ما بين الثلاثة والثمانية أعوام. "عائلتي" قامت عنكِ بالمهمّة الصعبة، وقدمت لكِ بعض الإرشادات السهلة والمضمونة التي تخفّف عنكِ عناء الخوض في جدال يوميّ محتدم مع طفلكِ:
إستمعي لآرائه: على عكس ما تظنين، غالباً ما يتمتّع الطفل العنيد بشعور حساس ومرهف، يخفيه بالصراخ والجدال. لذلك، ركّزي جيّداً على الأسباب التي يواجهكِ بعناد لأجلها، وذلك من خلال الإستماع إليه والإيحاء بالثقة والتفهمّ لتغيير أيّ عامل قد يتسبّب بإزعاجه، شرط أن يكون هذا السبب منطقياً. على سبيل المثال لا الحصر، إذا أصرّ طفلكِ على عدم الذهاب معكِ لمكانٍ ما، حاوريه بكلّ هدوء وحاولي فهم الأسباب، كما بدّدي مصادر قلقه من خلال تقديم بعض التنازلات المنطقية.
للمزيد: كيف تتعاملين مع طفلك شديد الحساسية؟
علّميه الأخذ والعطاء: ولكي لا يقع طفلكِ ضحيّة الطمع، تأكّدي من تحقيق التوازن بين العطاء والأخذ في تعاملكِ معه. خطأ شائع تقع فيه معظم الأمهات في سياق تحقيق هذا التوازن، إنتبهي منه عزيزتي: أن تعلّمي طفلكِ أن يكون دائماً "الطفل الجيّد" ويتنازل لغيره قد يضرّ به على المستوى البعيد، حيث يعتاد أن يضع نفسه دائماً في المرتبة الثانية على مختلف الصعد. عوضاً عن ذلك، الفتي نظره إلى أنّه للحصول على شيء ما نرغب به، يجب علينا أنّ نتخلّى أحياناً عن شيء آخر في المقابل.
للمزيد: 5 نصائح تُعلّمين بها أطفالكِ المشاركة
كوني مثاله الأعلى: إذا تمعّنا جيداً، قد نكتشف أحياناً أنّ الصفات التي تزعجنا في أطفالنا هي موجودة في طباعنا أيضاً، وخاصّة صفة العناد. وبما أنّ طفلكِ يتعلّم منكِ ويتماهى بكِ في الكثير من المواقف، كوني له القدوة المثاليّة وذلك من خلال التعامل معه كما مع محيطكِ، و زوجكِ على الأخصّ في حضرته. في خلال أيّ جدال يوميّ يحدث مع زوجك أمام طفلك، بادري بإعطاء حلول تساهم في تقريب وجهات النظر…
الخيار الوهمي: "قد لا أستطيع إجبارك على النوم، إلّا أنّه يجب عليك التوجّه إلى السرير"… أوهميه بأنّه يمتلك خياراً لإقناعه بتنفيذ ما تقولين له وذلك بكلّ رحابة صدر!
"نفّذ على طريقتك": "إستعمل قدر ما تشاء من الصابون شرط أن تقوم بغسل يديك" حيلة أخرى تستطيعين من خلالها تليين طفلكِ من خلال إقناعه بتطبيق إرشاداتكِ ولكن على طريقته الخاصّة. ورغم أنّ صفة العناد تبدو أنّها قد تتخذ منحاً سلبياً في نمو طفلكِ الذهني، إلّا أنّه من خلال التعامل معها بطريقة مناسبة، تستطيعين بكلّ سهوله تحويل عناد طفلكِ في سنينه الأولى إلى مثابرة وإصرار على تحقيق مراده وإتقانه في حياته المستقبليّة!