إليك قصّتي مع انفصال المشيمة بعدما تعرّضت لحادث سير خلال حملي أدّى الى ولادة مبكرة. تابعينا حتى نهاية الموضوع.
تقول هبة، 33 عامًا وأم لطفلين، الّتي ولدت ابنتها الصغرى خلال الشهر الثامن من الحمل: تعرّضت لضربة مباشرة على بطني اثر الحادث، وبدأت أعاني من آلام حادّة في البطن ونزيف قويّ، ما استدعى نقلي الى المستشفى واجراء ولادة قيصريّة مستعجلة. وأخبرني طبيبي آنذاك بأنّ السبب يعود الى انفصال المشيمة الّذي سبّبته الصدمة القويّة التي تلقّيتها على البطن.
فما هي المشيمة وماذا يحصل عند انفصالها؟ في هذا المقال سنقدّم لك ما يجب أن تعرفيه عن الموضوع.
أهميّة المشيمة للجنين
تتكوَّن المشيمة في الرحم أثناء الحمل وتلتصق بجداره لتمدَّ الجنين بالعناصر المغذيّة والأوكسجين. وإذا انفصلت المشيمة جزئيًا أو كلّيًا عن جدار الرحم الدّاخلي قبل موعد الولادة ينقص إمداد الطفل بالأوكسجين والتغذية ويحدث نزيف للأم.
وعلى الرغم من أن نسبة إصابة المرأة بالانفصال المشيمي خلال حملها لا تُعدّ كبيرة، اذ انّه يحدث عادة في حوالي 0.8 إلى 1٪ من حالات الحمل، وقد يكون لأسباب صحيّة أو بسبب حوادث كما حصل مع هبة، الّا انّ نتائجه قد تكون خطيرة على كلّ من الأم والجنين.
احذري هذه العلامات!
تختلف عوارض انفصال المشيمة باختلاف حدّة الحالة، ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا التي يجب الانتباه إليها هي:
- ألم شديد في البطن
- نزيف مهبلي
- تقلصات الرحم
مصدر الصورة: Freepik
كيف يشخّص الطبيب الحالة؟
إذا شعرت بأيّ من العوارض التي سبق أن ذكرناها وشكّ طبيبك بإصابتك بانفصال المشيمة، يقوم بإجراء الفحوصات اللازمة للتشخيص:
- الفحص البدني: لتقييم إيلام الرحم أو تيبسه والبحث عن علامات نزيف داخلي محتمل.
- الموجات فوق الصوتية: يقوم الطبيب بتصوير المشيمة بالموجات فوق الصوتيّة ليتمكّن من تحديد أي انفصال مشيمي حاصل ومراقبة صحّة الجنين.
- اختبارات الدم: لقياس مستويات الهيموجلوبين والتحقق مما إذا كانت الأم تعاني من فقر الدم.
مضاعفات الانفصال المشيمي
يمكن أن يؤدي انفصال المشيمة إلى مجموعة مضاعفات، بما في ذلك:
- النزيف الذي قد يكون قويًّا وقد يُهدّد حياة الأم والجنين.
- فقر الدم لدى الأم.
- تقييد أو توقّف نموّ الجنين.
- الولادة المُبكرة.
ارشادات لتجنّب تطوّر الحالة
في حال انفصال المشيمة ولتفادي الوصول الى أي وضع خطر عليك الالتزام بهذه النصائح العامّة:
- تجنبي النشاط البدني واستريحي قدر الإمكان.
- راقبي الأعراض بدقّة لتتمكّني من اخبار طبيبك بأي تغيير قد يشكّل خطورة.
- امتنعي عن ممارسة العلاقة الحميمة حتى يسمح لك طبيبك بذلك.
- اشربي كميّة كافية من الماء لإبقاء جسدك مُرطّبًا.
- لا تتناولي أي دواء لم يصفه لك طبيبك.
العلاجات الأكثر شيوعًا لانفصال المشيمة
يقرّر الطبيب علاج انفصال المشيمة استنادًا لحالة الأم والجنين، وغالبًا ما تشمل:
- الإشراف الطبي: إذا كان الانفصال طفيفًا وكانت حالة الأم وجنينها مستقرّة، سيقوم الطبيب بمراقبة العلامات الحيويّة وحالة الجنين وكميّة النزيف. وقد تكون المراقبة الدقيقة كافية. بالإضافة الى إعطاء مسكنات لتخفيف الألم عند الحاجة.
- الاستشفاء: في حالة حدوث انفصال مشيمي أكبر، يكون الاستشفاء ضروريًا. في المستشفى تتم مراقبة الأم بشكل مستمر ويقوم الطبيب بإجراء فحوصات عند الحاجة كاختبارات الدم والموجات فوق الصوتيّة.
- نقل الدم للأم اذا كانت تعاني من فقر الدم لإعادة مستويات الهيموجلوبين الى نسبتها الطبيعيّة.
- اجراء ولادة طارئة: إذا كان انفصال المشيمة خطرًا الى حدّ تهديد حياة الأم أو الجنين، يقوم الطبيب بإجراء ولادة قيصرية طارئة لضمان سلامة الأمّ والطفل.
مصدر الصورة: Freepik
العوامل التي تزيد من خطورة انفصال المشيمة
بغضّ النظر عن الحوادث الّتي قد تتعرّض لها الأم، في أحيان كثيرة لا يمكن تحديد أسباب انفصال المشيمة. ولكن هناك عوامل عدّة قد تزيد من خطر التعرّض له، نذكر أبرزها:
- التقدّم بالسنّ
- ارتفاع ضغط الدم
- تعرّض البطن لاصطدام
- نقص الأوكسجين في المشيمة (في حالات العدوى داخل السلى وهي عدوى في السائل أو الكيس السلويّ تحدُث عندما تدخل البكتيريا من المهبل إلى الرحم)، أو تسرب السائل الأمنيوسي.
- التدخين
نصائح وقائية خذيها بعين الاعتبار
على الرغم من أنّه من غير الممكن منع حدوث انفصال المشيمة، الا انّه يمكنك تجنب بعض العوامل المؤدّية له، عن طريق:
- مُراقبة ضغط الدم: خصوصًا إذا كنت تعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن، واتبعي توصيات طبيبك بدقّة.
- تجنُب صدمة البطن: انتبهي من السقوط أو الضربات على البطن وضعي حزام الأمان في السيارة.
- مراقبة العوارض وطلب المساعدة الطبيّة عند الحاجة.
- الامتناع عن التدخين.
برأيي الشخصي كمحرّرة، عند شعورك بأي من العوارض المذكورة يجب عليك زيارة طبيبك لإجراء تقييم دقيق لحالتك واتخاذ الإجراءات المناسبة للحدّ أو منع النتائج غير المرجوّة لانفصال المشيمة.
بالحديث عن المشيمة، هل سمعت عمّا انتشر في السنوات الأخيرة من قيام أمّهات حديثات الولادة بتناول مشيمة الحمل بعد ولادة أطفالهنّ؟