تعتبر ممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية المياه البيضاء من المواضيع التي تطرح تساؤلات كثيرة بين الأزواج، خاصةً في فترة ما بعد الجراحة، لذا فإنّ فهم التغيرات التي قد تطرأ على الحياة الزوجية وأهمية اتباع النصائح الطبية يمكن أن يساهم في تعزيز الراحة النفسيّة والجسديّة للمريض، ممّا يؤدي إلى تحسين جودة العلاقة الحميمة بين الزوجين.
سنتناول في هذا المقال الجوانب المختلفة التي تتعلّق بعملية المياه البيضاء وكيفية تأثيرها على العلاقة الزوجية، حيث سنستعرض التغييرات المحتملة التي قد يواجهها الزوجان، ونسلّط الضوء على النصائح التي يمكن اتّباعها لضمان ممارسة آمنة للجماع بعد العملية، كما سنتناول كذلك الوضعيّات المناسبة لهذه الحال وكيفيّة التعامل معها بشكلٍ صحيّ وسليم.
التغيّرات التي يمكن أن تظهر في العلاقة الحميمة بعد إجراء هذه العمليّة
بعد إجراء عملية المياه البيضاء، قد تظهر بعض التغيرات في العلاقة الزوجيّة، سواء من الناحية الجسديّة أو النفسية، فمن المعروف أنّ هذا الإجراء الذي يهدف إلى إزالة العتمة من عدسة العين، يتطلّب حصول المريض على فترة تعافي يتمّ خلالها تجنب أي ضغط زائد على العين. ولكن ما هي أبرز التغييرات التي تطرأ على العلاقة الزوجية بعد عملية المياه البيضاء ؟
من الناحية الجسديّة، وبحسب موقع Barnet Dulaney Perkins Eye Center في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “Cataract Surgery Recovery”، قد يشعر المريض بحساسية في منطقة العين، والتي قد تمتدّ لبضعة أسابيع بعد الجراحة، وهذا ما يجعله يشعر بعدم الارتياح خلال ممارسة الجماع، خاصةً إذا كانت الحركة أو الوضعية المتّبعة تضع ضغطًا على منطقة الرأس أو العينين، كما يمكن أيضًا أن يواجه بعض الصعوبة في التركيز أو الشعور بالتعب بسرعة أكبر من المعتاد، وهذا ما قد يؤثّر على الأداء الجنسي بشكل عام بسبب ضعف الرغبة المفاجئ. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
من الناحية النفسية، يمكن أن يشعر المريض بالتوتر أو القلق بشأن العودة إلى ممارسة النشاطات الزوجيّة بعد الجراحة، ويمكن أن يكون هذا الشعور نابعًا من الخوف من حدوث مضاعفات أو الشعور بعدم الجاهزيّة الجسديّة، لذلك من الضروريّ أن يكون هناك تواصل صريح ومفتوح بين الزوجين حول هذه التغيرات لضمان فهم كل طرف لمشاعر واحتياجات الآخر.
نصائح حول ممارسة الجماع بعد هذه العمليّة
من أجل العلاقة الزوجية بعد عملية المياه البيضاء بسلاسة، يتوجّب على الزوجين اتّباع بعض النصائح لضمان شعورهما بالراحةوالأمان، لذا سنقدّم لكِ بعض التوجيهات في ما يلي:
أولًا وقبل كل شيء، يجب التأكّد من أنّ المريض قد تعافى تمامًا وأن الجرح قد شُفيَ بشكلٍ كامل، لذا من المهمّ التأكّد من استشارة الطبيب المعالج قبل استئناف أي نشاط جنسي، للحصول على توصيات محدّدة تتعلق بالحال الصحيّة.
يُنصح بتجنب أي نشاطات قد تزيد من ضغط العين أو تسبب حساسية في المنطقة المحيطة بها، على سبيل المثال، من المهمّ تجنّب ممارسة الحركات السريعة أو الضغط الزائد على منطقة الرأس والعينين، بالإضافة إلى ذلك، من المهمّ اختيار وقت مناسب لممارسة الجماع بحيث يشعر المريض بالراحة التامّة، من دون أيّ شعور بالإجهاد أو التوتر.
من النصائح الأخرى المهمّة هي البدء ببطء وعدم الاستعجال في استئناف النشاطات الزوجية، لذا يجب على الزوجين أن يكونا على دراية بحال الطرف المريض بينهما وأن يتكيّفا مع التغيرات التي قد يشعر بها، إذًا إنّ التحدّث عن أيّ مخاوف أو توتّر مع الشريك يمكن أن يساهم في تحسين تجربة الجماع ويجعلها أكثر إيجابية لكلا الطرفين.
بالإضافة إلى ذلك، يوصي موقع الأكاديمية الأمريكية لطب العيون American Academy of Ophthalmology في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “Cataract Surgery Recovery: Exercising, Driving and Other Activities” بضرورة تفادي ممارسة الجماع لمدّة أسبوع بعد إجراء عمليّة المياه البيضاء. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
وضعيّات الجماع المناسبة لهذه الحال
اختيار الوضعيات المناسبة لممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية المياه البيضاء يعتبر جزءًا مهمًا من استئناف النشاط الجنسي بطريقة آمنة، لذا من الأفضل تجنّب الوضعيات التي تتطلب جهدًا كبيرًا أو التي قد تضع ضغطًا على العينين أو الرأس مسبّبةً الشعور بالألم وبالتالي الخوف من الحميمية.
من الوضعيّات التي يمكن أن تكون مريحة وآمنة هي الوضعيّة الجانبيّة، حيث يمكن للمريض الاستلقاء على جانبه بحيث يكون الرأس مستريحًا على وسادة ناعمة، ممّا يقلّل من الضغط على العينين، الأمر الذي يوفّر الشعور بالراحة ويتيح للشريك الآخر القدرة على التحكم في الحركة من دون التسبب في أي إجهاد أو تعب.
يمكن أن يكون اتّخاذ وضعية الجماع الخلفي (doggy style) أيضًا خيارًا جيدًا إذا كانت تتيح للمريض تجنب أي ضغط مباشر على العينين أو الجبهة، حيث يمكن الاستلقاء بحيث تكون العينان في وضعية مريحة، ممّا يساعد في تقليل أيّ احتماليّة لحدوث إجهاد، ومع ذلك، يجب دائمًا الاستماع إلى جسد المريض وتغيير الوضعية في حال الشعور بأيّ نوع من عدم الارتياح.
إنّ اتّخاذ وضعيّة الاستلقاء الكاملة مع رفع الجزء العلوي من الجسم باستخدام وسائد يمكن أن يكون خيارًا آخرًا يتساعد في تخفيف الضغط عن العينين ويوفر راحة أكبر للمريض أثناء الجماع، ومن المهمّ أيضًا أن يتّفق الزوجان على إشارات واضحة للتوقف في حال الشعور بأيّ نوع من الألم أو الإجهاد.
إن استئناف العلاقة الزوجية بعد عملية المياه البيضاء يتطلّب فهمًا عميقًا للتغيّرات التي قد تحدث في الجسم والقدرة على التكيّف معها بشكلٍ مدروس، لذا من خلال اتباع النصائح المذكورة والوضعيات المناسبة بعد استشارة الطبيب المختصّ، يمكن للزوجين استعادة حياتهما الحميمة بطريقة آمنة ومريحة، كما يعتبر التواصل المستمر بينهما أحد أهمّ العناصر لضمان أنّ كلّ طرف يشعر بالراحة والأمان خلال هذه الفترة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن طرق فعّالة لتغيير روتين العلاقة الزوجيّة والحميمية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من المهمّ جدًا أن يتحلّى الزوجان بالصبر والتفاهم خلال هذه الفترة الحسّاسة، فالتغيير في الحياة الزوجية بعد أيّ عمليّة جراحيّة قد يكون صعبًا، ولكن من خلال التفاهم المتبادل والتواصل المستمر، يمكن تجاوز هذه التحديات بنجاح، لذا لا يجب التردّد في طلب المشورة الطبيّة عند الحاجة، حيث أنّه المصدر الأكثر معرفةً بما يجب وما لا يجب فعله بعد الجراحة، وأخيرًا، أؤكّد على أهميّة التكيّف مع التغيّرات وعدم الشعور بالضغط أو الإجبار على العودة لممارسة النشاطات الزوجيّة قبل الوقت المناسب، لضمان الحفاظ على صحة وسلامة الزوجين.