ليس من السّهل أبدًا أن تتحدّثي مع طفلك عن هذه المسألة لأنّك تخشين العواقب التي سيخلّفها هذا الخبر على طفلك وكيف سيكون تأثيره على مزاجه ومشاعره وشعوره بالأمان ودراسته وعلاقاته الاجتماعية وثقته بنفسه. أوّلاً، سأقدّم إليك بعض الإرشادات العامة حول كيفية التعامل مع مسألة الطلاق والاستماع الى أطفالك ومنحهم الطمأنينة التي يحتاجون إليها:
• قدّمي تفسيرات بسيطة وواقعية: بغضّ النظر إن كان طفلك يبلغ من العمر سنتين أو ثماني سنوات، يجب أن تتواصلي معه بكلّ بساطة وواقعية ووضوح. فالطفل ليس بحاجة لمعرفة كلّ التفاصيل المعقّدة والمتشابكة حول الأحداث التي جعلت الأمور تصل الى هذه المرحلة. خير الكلام ما قلّ ودلّ.
• حاولا أن تكونا جبهة موحّدة: كلّما استطعت حاولي التحدّث عن الطلاق في حضور زوجك السابق. يجب أن تظهرا أمام الطفل كـ "جبهة موحدّة"، وتحاولا أن تثبتا له أن على رغم تغيّر الوضع فإنكما ستظلان حاضرين وستتواصلان مع بعضكما وستتحملان مسؤولياتكما تجاهه.
• شجّعي طفلك على التعبير عن مشاعره: قد تدور في رأس طفلك العديد من الأسئلة وتخالجه الكثير من المشاعر، لذا تحلّي بالصبر واستمعي إليه جيدًا. يجب أن تُطمئني الطفل الى أن لا بأس أن تخالجه كل أنواع المشاعر حيال هذه التغييرات. يجب أن تكوني سندًا له وتشعريه بالراحة.
• اشرحي له أنّ هذا التغيير هو الأفضل لجميع أفراد العائلة: من المحتمل أن يكون الطفل قد شهد في الأشهر التي سبقت هذه المرحلة خلافات بينك وبين زوجك، إضافة إلى طريقة معاملة بعضكما بشكل سيىء، أو العيش في حالة توتر. فإنها اللحظة المناسبة لكي تشرحي لطفلك أنّ الطلاق هو بداية لفصل جديد يعمّه جوّ من الهدوء والسلام وأنّ هذا التغيير هو لمصلحة العائلة بأكملها.
• اشرحي له أنّ الأمور لم تتغيّر ولن تتغيّر أبدًا: إنّ الطلاق هو مرحلة انتقاليّة دقيقة ويمكنها أن تهزّ مشاعر طفلك وتربكها ما يجعله يتساءل إن كان "كلّ شيء" سيتغيّر. احرصي على أن تؤكّدي له أنّ بعض الأمور في حياتكم لم تتغيّر وستبقى على حالها دائمًا. ويمكنك أن تقولي له مثلاً: إنّ الطلاق يعني أنّنا لم نعد متزوجين من بعضنا ولكن ما زلنا نحبّك وسنبقى والداك الى الأبد. فهذا الواقع لم يتغيّر وسيظلّ هكذا الى ما لا نهاية. وعلى رغم أنّ الأمّ والأب لن يعودا جزءًا من العائلة نفسها، أنت وأباك/أمّك ستظلاّن دائمًا عائلة واحدة وأنت وأنا سنبقى دائمًا عائلة واحدة.
• دعي أفعالك تتحدث بصوت أعلى من كلماتك: في حين يبدو مهمًا جدًا أن تتحدّثي مع طفلك حول الطلاق إلاّ أنّ أفعالك لا تقلّ أهميّة عن أقوالك. لذا دعي أفعالك تتحدّث بصوت أعلى من كلماتك. إن قلت له "كلانا نحبّك ونحن هنا من أجلك" فاجعلي تصرّفاتك مع طفلك تعكس قولك هذا. عانقي طفلك باستمرار والعبي معه واطبخي له واقرئي القصص له، واقضيا الكثير من الوقت معًا. برهني له أنّه يمكنه الاعتماد عليك وأنّك لن تذهبي إلى أي مكان. وحاولي أيضًا قدر المستطاع أن تحافظي على الأنشطة الروتينية التي اعتاد عليها طفلك مثل القواعد والواجبات المنزلية ووقت الغذاء ووقت النوم وغيرها. هذا النوع من الاتفاق سيساعد الطفل على الشعور أكثر بالأمان.
لا تحاولي أبدًا أن تقحمي الطفل في خلافاتكما. ولا تستعمليه كسلاح ضدّ زوجك السابق.
إقرئي أيضاً:قدرات خارقة وحدها الأمّ تتمتع بها!