كيف يمكن علاج خشونة الركبة نهائيا ؟ تُعد خشونة الركبة من المشاكل الصحيّة الشائعة التي يعاني منها الكثيرون حول العالم، وتسبّب آلامًا شديدة تؤثّر على جودة الحياة اليوميّة، لذا فإنّ الحصول على علاج خشونة الركبة نهائيًا في المنزل هو هدف يسعى إليه العديد من المصابين بهذه الحال التي عادةً ما تكون مصحوبة أيضًا مع الشعور بألم أسفل الظهر والرجلين.
في هذا المقال، سنقدّم لكِ معلومات شاملة حول أسباب خشونة الركبة، أضرارها، والخطوات المنزلية التي يمكن اتباعها لعلاج خشونة الركبة بشكل نهائي، من خلال عرض أقسام تتناول كل جانب من جوانب المشكلة بالتفصيل، لضمان توفير فهم كامل ودقيق للقرّاء.
أسباب المعاناة من خشونة عظام الركبة
كيف يمكن علاج خشونة الركبة نهائيا ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، لا بدّ من الكشف عن أبرز أسباب هذه الحال، فخشونة الركبة تحدث نتيجة تآكل الغضروف الذي يغطّي نهايات العظام في المفصل، وهذا ما يؤدّي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض، ممّا يسبّب الشعور بالألم والتورم، وهناك عدة أسباب تؤدي إلى هذا التآكل، منها:
الشيخوخة
مع التقدّم في العمر، يصبح الغضروف أكثر هشاشة ويقل سمكه، ممّا يجعله عرضة للتآكل، فالعملية الطبيعية للشيخوخة تؤثّر بشكل كبير على صحّة المفاصل، وهي نفسها التي تُسبّب الإصابة بعوارض هشاشة العظام.
الإصابات السابقة
يمكن أن يؤدّي التعرّض للإصابات الرياضيّة أو الحوادث إلى تلف الغضروف وبالتالي خشونة الركبة، فتمزّق الأربطة مثلًا أو الكسور تؤثّر على استقرار الركبة وتساهم في تدهور الغضروف.
السمنة
يضع الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على المفاصل، ممّا يسرّع من عمليّة التآكل، فالسمنة تزيد من الحمل على الركبة، ممّا يؤدّي إلى تآكل أسرع للغضروف.
فقد أكّد موقع Johns Hopkins Arthritis Center في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Role of Body Weight in Osteoarthritis”، أنّ النساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن لديهنَّ خطر مضاعف يقارب أربعة أضعاف للإصابة بالتهاب المفاصل بالركبة، في حين أن الرجال ذوي الوزن الزائد يواجهون خطرًا يزيد بخمس مرات، إذًا تُشكّل السمنة عامل خطر مهمّ لتطوّر التهاب المفاصل، كما بينت الأبحاث والاحصائيّات باستمرار وجود علاقة بين زيادة الوزن أو السمنة والإصابة بالتهاب المفاصل في الركبة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
العوامل الوراثيّة
قد يكون هناك استعداد وراثي لضعف الغضروف والإصابة بخشونة الركبة، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من مشاكل المفاصل يكونون أكثر عرضةً للمعاناة من هذه المشكلة.
نمط الحياة
إنّ الجلوس لفترات طويلة، قلة النشاط البدني، والحركة غير الصحيحة، جميعها عوامل يمكن أن تساهم في تطوّر خشونة الركبة، فطريقة ممارسة العادات اليوميّة تؤثّر بشكلٍ كبير على صحّة المفاصل.
أضرار المعاناة من هذه الحال
قبل التعرّف على علاج خشونة الركبة نهائيا ، ما هي الآثار الجانبيّة المحتمل للمعاناة من هذه المشكلة؟ تؤثّر خشونة الركبة سلبًا على حياة الفرد اليومية، ويمكن أن تسبب العديد من الأضرار، منها:
الشعور بالألم المزمن
يعاني المصابون من آلام شديدة تستمرّ طوال اليوم وتزداد مع الحركة، وهذا يمكن أن يعيق القدرة على ممارسة الأنشطة اليوميّة ويؤثّر على جودة النوم، لا سيّما أنّ مواجهة هذه الحال تسبب الأنين أثناء النوم.
تقييد الحركة
يصبح من الصعب أداء الأنشطة اليوميّة البسيطة مثل المشي أو صعود الدرج، الأمر الذي قد يؤدّي إلى ضعف العضلات وتدهور الحال الصحيّة العامّة.
التورّم
قد يحدث تورّم في منطقة الركبة بسبب الالتهاب الناتج عن تآكل الغضروف، فهذه المشكلة تزيد من الشعور بالألم وتعيق القدرة على الحركة بشكل أكبر.
التأثير النفسي
يمكن أن يؤثّر الشعور بالألم المستمرّ وصعوبة الحركة سلبًا على الصحّة النفسيّة ويسبب مواجهة عوارض الاكتئاب الحاد، والتأثير النفسي يمكن أن يزيد من حدة العوارض الجسدية ويجعل العلاج أكثر صعوبة.
التدهور التدريجي
إذا لم يتمّ علاج خشونة الركبة نهائيًا، يمكن أن يؤدّي ذلك إلى تدهور الحال وتلف المفصل بشكلٍ دائم، وهذا ما قد يستدعي الحاجة إلى إجراء جراحة لتبديل المفصل.
الخطوات المنزليّة العلاجيّة الموصى بها
يتطلّب علاج خشونة الركبة نهائيا في المنزل اتّباع بعض النصائح والتوجيهات الأساسيّة والفعاّلة التي سنقدّمها لكِ في ما يلي، وتشمل:
ممارسة التمارين الرياضيّة المناسبة
تساعد ممارسة التمارين الرياضيّة في تحسين مرونة المفصل وتقوية العضلات المحيطة به، ولكن من المهمّ اختيار التمارين التي لا تضع ضغطًا زائدًا على الركبة.
فقد أكّد موقع Frontiers في مقالة نُشِرَت عام 2021 تحت عنوان “Benefits and Mechanisms of Exercise Training for Knee Osteoarthritis”، أنّ ممارسة التمارين الرياضية تُعتبَر جزءًا من العلاج الطبيعي الداعم للتخلّص من خشونة الركبة، فهي وسيلة فعّالة للوقاية من تآكل الغضاريف، مقاومة الالتهابات، والحماية من فقدان العظم الموجود تحت الغضروف وتكون العظم المرتبط به. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
التمارين الهوائيّة
إنّ ممارسة التمارين الهوائيّة مثل المشي السريع والسباحة، تساعد على تحسين مرونة المفصل وتقوية العضلات المحيطة به، ممّا يعزّز من اللياقة البدنيّة العامّة ويخفّف من الوزن الزائد.
تمارين القوّة
مثل رفع الأثقال الخفيفة وتمارين المقاومة، التي تعمل على تقوية العضلات وتخفيف الضغط على الركبة، وذلك لأنّ ممارستها تساعد في دعم المفصل وتقليل التآكل.
استخدام الثلج والحرارة
يمكن أن يخفف العلاج بالثلج والحرارة من الألم والتورم ويحسن تدفق الدم:
الثلج
يساعد في تقليل الالتهاب والألم عند وضعه على الركبة لمدة 20 دقيقة عدة مرات يوميًا، لذا فقد يكون فعالًا خاصّةً بعد ممارسة الأنشطة البدنية.
الحرارة
يساعد استخدام الكمادات الساخنة في تحسين تدفّق الدم وتخفيف تصلّب العضلات، وذلك يمكن أن يكون مهدّئًا ويساعد في تخفيف الشعور بالألم المزمن.
تناول المكملات الغذائية
إنّ تناول بعض المكملات الغذائيّة يمكن أن يساعد في إعادة بناء الغضروف وتحسين صحة المفصل، أهمّها الجلوكوزامين والكوندرويتين التي يمكن أن يقلّل الحصول عليها من الألم ويحسّن من وظائف المفصل على المدى الطويل.
اتباع نظام غذائي صحي
يمكن أن يؤدّي النظام الغذائي الصحي دورًا كبيرًا في تخفيف الأعراض وتحسين صحة المفصل:
الأطعمة المضادة للالتهابات
مثل الأسماك الدهنية، الزيوت الصحية، والفواكه والخضروات، تساعد في تقليل الالتهاب وتحسين صحة المفصل، فالحصول على التغذية السليمة يدعم صحّة الجسم بشكل عام ويعزّز من قدرة الجسم على الشفاء.
تجنّب الأطعمة الضارّة
مثل الأطعمة المصنعة والمقلية التي يمكن أن تزيد من الالتهاب وتفاقم الحال، لذا فإنّ تجنب الحصول على هذه الأطعمة يمكن أن يخفّف من العوارض ويحسّن من جودة الحياة.
استخدام الدعائم والوسائد
يمكن أن يوفّر استخدام الدعائم والوسائد دعمًا إضافيًا للركبة ويخفّف من الشعور بالألم:
الدعائم
يمكن أن توفّر دعمًا إضافيًّا للركبة وتساعد في توزيع الوزن بشكل متساوٍ، لذا فإنّ استخدام الدعائم يمكن أن يكون مفيدًا خاصّةً عند أداء الأنشطة البدنيّة.
الوسائد
يمكن أن يخفّف استخدام وسائد النوم المناسبة من الضغط على الركبة أثناء النوم، فهذه الطريقة توفّر دعمًا إضافيًا وتساعد في تخفيف الشعولار بالألم أثناء الليل.
الراحة الكافية
من المهمّ تجنّب الإفراط في ممارسة الأنشطة التي تجهد الركبة، وفي الوقت نفسه من الضروريّ الحفاظ على مستوى مناسب من الحركة، فالحصول على الراحة الكافية يسمح للجسم بالتعافي وتخفيف العوارض.
يتطلّب علاج خشونة الركبة نهائيًا التزامًا بالعلاجات المنزلية واستمرارًا في اتّباع النصائح الصحيّة، لذا يجب على المصابين الالتزام بممارسة تمارين رياضيّة مناسبة، وتناول المكمّلات الغذائيّة الصحيحة، واتّباع نظام غذائي متوازن للحصول على أفضل النتائج، وذلك بعد استشارة الطبيب المختصّ والحصول على موافقته. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عوارض النقرس في الركبة وطرق العلاج.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الالتزام بالعلاج المنزلي والاهتمام بنمط الحياة الصحي تحت إشراف الطبيب يمكن أن يحقّق نتائج إيجابية في تخفيف خشونة الركبة وتحسين جودة الحياة، لذا تذكّري دائمًا أن ّالوقاية خير من العلاج، والحفاظ على صحّة الركبة يبدأ من العناية بالجسم بشكل عام، فالالتزام بالنصائح العلاجيّة يمكن أن يساعد في تحقيق الشفاء وتحسين الحال الصحيّة بشكل عام.