لا شكّ أنّكِ تفكّرين أحيانًا بملامح طفلكِ وطباعه وتتساءلين: “هل ورث هذا مني أم من والده؟”. في الحقيقة، تؤدّي جيناتكِ دورًا محوريًا في تشكيل الكثير من صفات طفلكِ الجسدية والعقلية. فالعلم يؤكد أنّ هناك سمات معينة تنتقل مباشرة من الأم إلى الطفل وتترك بصمتها واضحة مع مرور الوقت.
عزيزتي، كل ما تحملينه من صفات جينية قد ينتقل إلى صغيركِ ليشكل جزءًا من شخصيّته، وملامحه، وحتى صحّته. لهذا السبب، من الضروري أن تدركي كيف تؤثر جيناتكِ عليه منذ لحظة تكوّنه كجنين في الرحم وحتى يكبر أمام عينيكِ.
أولاً: لون البشرة
يرث طفلكِ لون بشرته من مزيج الجينات بينكِ وبين والده. ولكن، غالبًا ما تُسيطر الجينات الأقوى، والتي قد تحملينها أنتِ، على لون بشرته النهائي. ليس هذا فقط، بل تُمرّرين إليه خصائص دقيقة مثل النمش أو التصبغات الخاصة، التي تظهر بشكل واضح مع التقدم في العمر. لذلك، إذا لاحظتِ أنّ طفلكِ يشبهكِ بلون بشرته أو يحمل نفس العلامات الجلديّة، فتأكّدي أنّ جيناتكِ هنا أدّت دور البطولة!

ثانيًا: الذكاء
تؤدّي جيناتكِ دورًا بالغ الأهمية في نقل الذكاء إلى طفلكِ. بما أنّكِ تملكين اثنين من كروموسوم X، فطفلكِ يحصل على واحد منهما، محمّلًا بالعديد من الجينات المسؤولة عن القدرات المعرفيّة والذهنية. تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ الجينات المرتبطة بالذكاء غالبًا ما تأتي من الأم. لذا، كل ما تستثمرينه اليوم في تنمية مهاراتكِ الفكرية، قد تورثينه لطفلكِ ليمنحه ذلك التفوّق العقلي لاحقًا.
ثالثًا: الابتسامة
تتحكم جيناتكِ أيضًا في تفاصيل وجه طفلكِ، خصوصًا شكل الشفاه والأسنان، مما يؤثر بشكل مباشر على ابتسامته. قد تلاحظين أنّ ضحكة صغيركِ تشبهكِ كثيرًا، وكأنّكِ تنظرين إلى مرآة مصغّرة عن نفسكِ. هذا لأنّ الجينات المسؤولة عن شكل الفكين، والأسنان، وحتّى ترتيبها، تنتقل منه إليكِ بشكل قوي وواضح.
رابعًا: طريقة تخزين الدهون
لا تتوقّعين ذلك، لكنّ نمط تخزين الدهون في الجسم ينتقل من الأم إلى الطفل بسهولة. فإذا كان جسمكِ يميل لتخزين الدهون في مناطق معيّنة مثل الوركين أو البطن، هناك احتمال كبير أن يرث صغيركِ هذا النمط نفسه مع تقدّمه في العمر. من هنا تبدأ ملامح شكل الجسم بالتكوّن، ويظهر هذا التأثير تدريجيًا مع تغيّرات الجسم في مرحلة المراهقة.
خامسًا: كثافة العظام
تؤدّي جيناتكِ دورًا أساسيًا في تحديد كثافة عظام طفلكِ وقوّتها. فكلّما تمتعتِ بصحّة جيدة وتغذية سليمة أثناء الحمل، انعكس ذلك إيجابًا على نمو عظامه وحمايته من الأمراض المرتبطة بالهيكل العظمي لاحقًا. لذلك، لا تهملي غذاءكِ خصوصًا في فترة الحمل، لأنّكِ تضعين الأساس المتين لصحة طفلكِ مدى الحياة.
عزيزتي، تدركين الآن كم أنّكِ تؤثّرين بشكل كبير ومباشر على صفات طفلكِ، ليس فقط من خلال التربية والاهتمام، بل أيضًا من خلال جيناتكِ التي تترك بصمتها الواضحة عليه. من لون بشرته، لذكائه، لابتسامته وحتى طريقة تخزين الدهون في جسمه، جميعها أجزاء صغيرة من روحكِ وجسدكِ تنتقل إليه وترافقه مدى الحياة.
لذا، كلّما اعتنيتِ بنفسكِ وبصحّتكِ، ورّثتِ لطفلكِ أفضل ما لديكِ.. فكوني دائمًا النموذج الذي تفتخرين بأن يراه فيكِ! ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 8 أمور يرثها الطفل من والده أكثر من أمه.