علاج مرض كاواساكي عند الأطفال، يتمّ بالاستناد الى التشخيص الذي يقوم به الطبيب المُختصّ، ويشمل أدوية مُعيّنة ومراقبة دقيقة للمريض.
يُعتبر داء كاواساكي، أو متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية، حالة طبيّة نادرة وخطيرة، تُؤثّر بشكل رئيسي على الأطفال، خاصّةً الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ويكون أقل شيوعًا لدى البالغين. يَتسبّب هذا المرض بالتهاب الأوعية الدمويّة، والشرايين التي تزوّد القلب بالدم بشكل خاصّ، لذلك يُعرف أيضًا بـ”التهاب الشرايين التاجيّة”. فما هي أسباب مرض كاواساكي، عوارضه وعلاجاته؟
أسباب الإصابة بمرض كاواساكي
الأسباب الدقيقة للإصابة بهذا المرض غير معروفة بشكل عام، إذ لا يوجد سبب واحد محدد، بل تُساهم مجموعة من العوامل في تطوّره. ومن أكثر العوامل التي يُحتمل أن تؤدّي الى الإصابة به، نذكر:
- استجابة مناعيّة غير طبيعيّة: قد يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مفرط تجاه عدوى أو مادة خارجية، مما يؤدي إلى التهاب شديد في الأوعية الدمويّة.
- عدوى فيروسيّة أو بكتيريّة سابقة: هناك نظريات تفترض أنّ فيروسًا أو بكتيريا قد تكون مسؤولة عن تحفيز الاستجابة المناعية غير الطبيعية. وأنّ الكاواساكي يمكن أن يظهر بعد عدوى فيروسية كالأنفلونزا.
- عوامل وراثية: بعض الدراسات تُشير إلى أنّه قد يكون لدى بعض الأطفال عنصر وراثي يجعلهُم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، لكن الأدلة على الدور الوراثي ليست قوية بما يكفي لتحديد جينات أو طفرات محدّدة مسؤولة.
- عوامل بيئية، كالتغيرات البيئيّة أو التعرض لمُلوّثات أو مواد كيميائيّة معينة، قد تلعب دورًا في زيادة احتماليّة الإصابة بمرض كاواساكي، وفق بعض الدراسات. في هذا السياق، تعرّفي على ادوات داخل منزلك قد تحتوي سموم وآثار سلبيّة على الصحّة.
مصدر الصورة: Freepik
عوارض الإصابة بهذا المرض
عند إصابة الطفل بمرض كاواساكي، يظهر عليه بعض العوارض ومن أهمّها:
- حمّى شديدة ومُستمرّة لأكثر من خمسة أيام. تعرّفي على درجة حرارة الجسم الخطيرة.
- التهاب الفم والحلق، وقد يُسبّب احمرار في الشفتين واللسان، الذي يصبح كالفراولة (ويُسمّى لسان الفراولة).
- تورّم في الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- تورم اليدين والقدمين، قد يترافق مع تقشير للجلد في أطراف الأصابع.
- طفح جلدي قد يظهر على كامل الجسم أو على شكل بقع حمراء على الأطراف.
- احمرار في العينين، يُعرف باسم التهاب الملتحمة.
- ألم في المفاصل والشعور بالنعاس.
- ألم في البطن وفقدان الشهيّة.
كيف يتمّ تشخيص الإصابة بـ”كاواساكي”؟
إذا عانى طفلك من أي من الأعراض المذكورة أعلاه، عليك زيارة الطبيب فورًا ليوجّهك لطبيب مختصّ لتقييم الحالة. ويقوم الطبيب بتشخيص مرض كاواساكي إذا وُجد، بناءً على مجموعة من الأعراض السريريّة والفحوصات. إذ انّه لا يوجد اختبار محدّد لتشخيص هذا المرض، ولكن يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد حالات طبية أخرى والتأكد من التهاب الأوعية الدمويّة. وهذه الفحوصات تشمل:
- أوّلًا، تحاليل دم للتأكد من وجود التهاب.
- ثانيًا، مراقبة تأثير المرض على الشرايين التاجيّة عبر تصوير القلب بالموجات فوق الصوتيّة.
أبرز طرق علاج مرض كاواساكي لدى الأطفال
يتطلب هذا المرض تدخّلًا طبّيًّا طارئًا لتقليل الالتهاب، التخفيف من الأعراض، ومنع حدوث مضاعفات خطيرة، خصوصًا تلك التي تؤثر على القلب. وأبرز العلاجات المُتّبعة:
- العلاج بالأجسام المضادة الوريديّة، “IVIG”، الذي يحتوي على أضداد من دمّ مُتبرّعين. يُعطى لتقليل الالتهاب بشكل سريع وفعّال، وحماية الشرايين التاجية من التلف، عن طريق الوريد، في جرعتين عادةً خلال 24 ساعة أو أكثر، بناءً على حالة الطفل واستجابته للعلاج.
- الأسبرين الذي يُستخدم لتقليل الالتهاب وخطر تجلّط الدمّ في الشرايين التاجية. ويُعطى بجرعات عالية في البداية، ثم تُخفّض مع الوقت عندما يُصبح الهدف منها الوقاية من التجلّطات.
- مُضادّات الالتهابات غير الستيرويدية، يُمكن استخدامها في بعض الحالات، بجانب الأسبرين لتخفيف الالتهاب والألم، ومساعدة الطفل على الشعور بالراحة.
- مُضادّات التخثر، تُستخدم في حال وجود علامات على زيادة خطر التجلّط، بهدف تقليل خطر حدوثها في الشرايين التاجيّة.
مصدر الصورة: Freepik
- مراقبة القلب وصحّة الطفل بشكل عام، بهدف التأكّد من عدم وجود مشاكل في الشرايين التاجيّة، تتمّ مراقبة حالة القلب عبر الموجات فوق الصوتيّة أو ما يُعرَف بتخطيط صدى القلب. كما يتمّ اجراء فحوصات دوريّة لمراقبة مدى استجابة الطفل للعلاج وصحّته.
- تقديم الرعاية الصحيّة والتغذية المناسبة للطفل، بالإضافة على الحرص على حصوله على الراحة والدعم لضمان تعافيه بشكل جيّد. كما يجب مراقبة أي تغييرات قد تطرأ حالة المريض الصحيّة.
- الأدوية البيولوجيّة، التي يختار الأطباء استخدامها، في بعض الحالات، لتقليل الالتهابات، خاصّةً في حالات عدم استجابة الطفل للعلاج التقليدي.
المضاعفات المحتملة للمرض
في حال لم يتمّ تشخيص المرض بسرعة، أو لم يتمّ إعطاء العلاج المناسب، قد يتعرّض الطفل لمضاعفات المرض الخطيرة، وأبرزها:
- تمدّد أو توسّع الشرايين التاجية التي تزود القلب بالدم.
- تجلّط الدم في الشرايين التاجية التي من المُحتمل أن تؤدي إلى نوبات قلبيّة.
- ضعف عضلة القلب أو قصور في القلب.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إذا كان طفلك يعاني من احدى العوارض التي ذكرناها سابقًا، وكنت تشكّين باحتمال اصابته بمرض كاواساكي، من الضروري زيارة الطبيب لتقييم الحالة وإعطاء العلاج المناسب. ولا داعي للخوف، في حال التشخيص والعلاج المبكر، يتجاوب معظم الأطفال المصابين مع العالج ولا يواجهون مشاكل على المدى البعيد.