لا تُعَدّ مراحل الحب السبعة مجرد تصنيفات عاطفية، بل هي تطور نفسي وشعوري يمر به الإنسان عندما يقع في الحب. بدءًا من الإعجاب السطحي وصولًا إلى الارتباط العميق الذي يستمر مدى الحياة. فالحب ليس مجرّد شعور واحد، بل هو سلسلة من المراحل التي تتطوّر بناءً على التجربة العاطفية والارتباط النفسي والتي تُساهد في توطيد العلاقة بين الشريكين.
في هذا المقال، سنشرح بالتفصيل مراحل الحب السبعة، ونناقش أنواع الحب المختلفة التي يمر بها الإنسان، ثم ننتقل إلى ترتيب المراحل العاطفية وفقًا للعلم والفلسفة. وذلك قبل أن نتحدّث عن أعلى درجات الحب، حيث تصل المشاعر إلى أوجّها.
ما هي أنواع الحب السبعة؟
قبل أن نتحدّث عن مراحل الحب السبعة بالتفصيل، لا بدّ من التعرّف على الأنواع المختلفة للحب. حيث يصنف علماء النفس والفلاسفة الحب إلى سبع فئات رئيسية، كل منها يعبر عن شكل معين من العاطفة والارتباط بين الأشخاص.
1. الحب العاطفي (Eros)
هو الحب الذي يرتبط بالرغبة العاطفية والجسدية، وهو أكثر أشكال الحب شيوعًا في المراحل الأولى من العلاقات. يتميز بالعاطفة الجياشة والانجذاب العاطفي القوي بين الشريكين.
2. الحب الأخوي (Philia)
يقوم هذا النوع من الحب على الاحترام والصداقة العميقة. حيث يشعر الشخص بارتباط قوي مع شريكه أو أصدقائه من دون الحاجة إلى الإحساس بأي مشاعر رومانسية أو جسدية.
3. الحب العائلي (Storge)
هو الحب الذي يشعر به الإنسان تجاه أفراد عائلته، خاصة بين الوالدين والأبناء، وهو قائم على الحنان والرعاية الفطرية.
4. الحب غير المشروط (Agape)
يعتبر أعلى درجات الحب النقي، حيث يمنح الشخص مشاعره بدون انتظار مقابل، وهو الحب الذي يكون قائمًا على التضحية والرغبة في تحقيق سعادة الآخر من دون شروط.
5. الحب المرح (Ludus)
يرتبط بالمغازلة والاستمتاع بلعبة الحب، من دون الالتزام العميق أو التفكير في المستقبل. غالبًا ما يكون هذا النوع من الحب شائعًا بين الشباب.
6. الحب الواقعي (Pragma)
هو الحب الذي ينشأ بعد نضوج العلاقة، حيث يعتمد على التفاهم بين الشريكين والشراكة المتبادلة بدلًا من العواطف الجيّاشة وحدها.
7. الحب الذاتي (Philautia)
هو الحب الذي يشعر به الإنسان تجاه نفسه، والذي يمكن أن يكون صحيًا إذا كان مبنيًا على الثقة والاحترام، لكنه قد يتحوّل إلى نرجسيّة إذا زاد عن الحدّ الطبيعي.
ما هي مراحل الحب بالترتيب؟
يمر الحب بعدة مراحل متتالية، تتطور فيها المشاعر وتتحول من الانجذاب الأولي إلى الالتزام العميق. هذه مراحل الحب السبعة التي يمرّ بها كلّ شخص عند دخوله في علاقة عاطفية:
1. مرحلة الانجذاب
في هذه المرحلة، يبدأ الحب بانجذاب بصري أو عاطفي. حيث يشعر الشخص بانجذاب قوي تجاه الطرف الآخر، ويكون الفضول والرغبة في التعرف عليه هما الدافع الأساسي في هذه المرحلة.
2. مرحلة الإعجاب
بعد الانجذاب، يبدأ الشخص بالإعجاب بصفات معينة في الطرف الآخر، مثل طريقة تفكيره، أو أخلاقه، أو شخصيته. في هذه المرحلة، يكون التركيز على المزايا الإيجابية من دون ملاحظة العيوب بعد.
3. مرحلة الافتتان
يصل الحب في هذه المرحلة إلى ذروته العاطفية، حيث يشعر الشخص أنه مهووس بالطرف الآخر، ويفكر فيه طوال الوقت. غالبًا ما تكون هذه المرحلة مليئة بالمشاعر القوية ولكنها قد تكون غير مستقرّة عاطفيًا.
4. مرحلة العلاقة العميقة
في هذه المرحلة، يبدأ الحب في أخذ منحى أكثر استقرارًا، حيث يشعر الشريكان براحة وأمان في العلاقة، وتصبح هناك ثقة متبادلة بينهما. هنا، تبدأ العلاقة في التحول من مجرد مشاعر عاطفية إلى شراكة فعلية.
5. مرحلة التحديات والاختبارات
لا تخلو أيّ علاقة من التحدّيات، ففي هذه المرحلة تبدأ المشاكل والخلافات بالظهور، ويصبح من الضروري التعامل معها بطريقة ناضجة للحفاظ على العلاقة. هذه المرحلة تحدّد ما إذا كانت العلاقة قادرة على الاستمرار أم لا.
6. مرحلة الالتزام
بعد تجاوز التحدّيات، يصل الحب إلى مرحلة الالتزام الحقيقي، حيث يقرّر الطرفان الاستمرار معًا وبناء مستقبل مشترك، ويكونان على استعداد لتقديم التنازلات والتضحيات من أجل العلاقة.
7. مرحلة الحب غير المشروط
هذه هي أعلى مراحل الحب، حيث يصبح الحب أكثر نضجًا واستقرارًا، ويتمحور حول الرغبة الصادقة في إسعاد الطرف الآخر من دون انتظار مقابل. هنا، يتحول الحب إلى رابطة قوية تتجاوز أي مشاعر سطحية.
ما هي أعلى درجات الحب؟
تعتبر المرحلة السابعة من مراحل الحب السبعة هي الأعلى والأكثر نضجًا، حيث يصبح الحب غير مشروط، وتصبح العلاقة قائمة على التفاهم العميق والاحترام المتبادل. لكن، يمكن تصنيف أعلى درجات الحب على النحو التالي:
1. الحب غير المشروط (Agape)
هو الحب الذي لا يعتمد على المصلحة أو المقابل، بل ينبع من الرغبة في رؤية الطرف الآخر سعيدًا دون قيود.
2. الحب الروحي
يصل الحب في هذه المرحلة إلى أعمق درجاته، حيث يشعر الشريكان أن علاقتهما ليست مجرد رابطة عاطفية، بل هي ارتباط روحي يتجاوز الزمن والمسافات.
3. الحب الدائم والمستقر
عندما يصل الحب إلى مرحلة الاستقرار العاطفي، فإنه يتحول إلى رابطة لا تتأثر بالظروف أو التحديات. ممّا يجعله من أعلى درجات الحب التي يمكن أن يصل إليها أي شخص.
لا شك أن الحب تجربة معقدة، حيث يمر بمراحل مختلفة ويتطور بمرور الوقت. مراحل الحب السبعة ليست مجرد مشاعر متغيرة، بل هي رحلة نفسية وعاطفية تقود الإنسان من الانجذاب الأولي إلى أعمق درجات الارتباط. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ كلام في الحب والعشق والغرام والرومانسية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الفهم الصحيح لهذه المراحل يساعد المرأة على بناء علاقات صحية ومتوازنة. الحب ليس مجرد شعور مؤقت، بل هو التزام يحتاج إلى نضج ووعي، لذا من المهم أن تدرك كل امرأة أن الحب الحقيقي لا يعتمد فقط على العاطفة، بل على التفاهم والاحترام المتبادل. عندما تصل العلاقة إلى مرحلة الحب غير المشروط، فإنها تتحول إلى رابطة حقيقية لا تتأثر بالزمن أو الظروف، وهذا هو جوهر الحب الحقيقي.
