من الطبيعي ان تعودي مرّة أو مرتين من السيارة لتفقّد فرن الغاز إن كان مطفأً أو المكواة إن كانت مفصولة عن الكهرباء، ولكن متى يتحوّل هذا الروتين من حالته الطبيعيّة نحو سلوك مرضي؟ لا شكّ أنّكِ سمعتِ في هذا السياق عن حالات الوسواس القهري، فماذا تعرفين عن هذا المرض النفسي وهل من الممكن أن تقعي ضحيّته دون أن تعلمي ذلك؟
ما هو الوسواس القهري؟
في حين تبقى التصرّفات الإحترازيّة واجبة في حياتنا، إلّا أن الوسواس القهري يتشكّل عندما تتداخل هذه التصرفات في حياتنا اليوميّة وتؤثّر على مجراها الطبيعي. فهذا النوع من الإختلال الشائع ينجم عن شعور دائم بالخوف، ليقلق راحة المصاب به بسلسة من الأفكار والتصرّفات اللّا إراديّة المتكرّرة. فإن كنتِ تعانين من الوسواس، من المرجّح كثيراً أنّكِ تدركين عدم واقعيّة بعض الطقوس اليوميّة التي تقومين بها، إلّا أنّكِ تشعرين بضرورة تنفيذها للشعور بالراحة والأمان.
على سبيل المثال، قد يكون المريض الذي يعاني من الوسواس ضحيّة لتفقّد الفرن أكثر من 20 مرّة في اليوم للتأكّد من إطفائه خوفاً من الحريق، أو لغسل يديه بتواتر غير طبيعيّ بين كلّ ساعة وأخرى خوفاً من انتقال العدوى، حتّى في غياب أسباب منطقيّة للشعور بهذا القلق. هذه التصرّفات التي يصفها علم النفس بالطقوس Rituals، قد تكون هي مفتاحكِ في تشخيص هذا الإختلال ومعرفة أسبابه، إن كنتِ تلحظينه في نفسكِ أو حتّى في الآخرين.
ما هي أنواع الوسواس القهري؟
إجمالاً، يصنّف علم النفس المصابين بهذا الإختلال ضمن عدّة فئات شائعة، ولكنّ الأمر لا يخلو من الإستثناءات:
المنظّف: كوميديّات لا تحصى جسّدت شخصيّة المهووس بالنظافة والذي لا يغادر المنزل من دون مطّهر يرشّه أينما جلس وكلّما صافح يد أحد، ولكن هذا الأمر ليس بعيداً عن الواقع على الإطلاق! فهذه فعلياً حالة شائعة من الوسواس القهري نتيجة الخوف من الإصابة بالعدوى، حيث يميل الفرد إلى غسل يديه وتنظيف محيطه وأغراضه بشكل مكثّف ولا إراديّ.
المتفقّد: قد يعود لمنزله بعد قيادة مسافة كيلومترات ليتفقّد الأدوات الكهربائيّة، ويستيقظ مرات عّدة في الليل للتأكد من إحكام إغلاق قارورة الغاز! كلّ ذلك نتيجة الخوف من الأذى والخطر،إذ يلجأ البعض من المصابين إلى تفقّد الأشياء الكهربائيّة خصوصاً، أكثر من 5 مرّات في اليوم الواحد وفي معظم الأوقات لأسباب غير منطقيّة.
المشكّك والمذنب: ترينه في حالة دائمة من الإرتياب والإنهيار عند تعرقل أبسط الأمور، فهذا النوع من المصابين بالوسواس يبقى في خوف دائم من العقاب أو من حصول أمور سيئة في حال لم يقم بشيء ما بشكل مثالي وعلى أكمل وجه.
المنظّم والعدّاد: قد لا يجلس على طاولة لتناول الطعام إن لم تكن الصحون متراصفة مع الأواني، حتّى وأنّه قد لا يتحمّل رؤية البيتزا مقطّعة بشكل غير متوازٍ! إنّه الهوس بالتنظيم والتناسق الشكليّ وحتّى في حالات متقدّمة، الإيمان ببعض الخرافات المتعلّقة ببعض الأرقام، الألوان وحتّى الأشكال.
المكتنز والمحتفظ: لا شكّ أنّكِ عرفتِ أو سمعتِ عن شخص ما لا يستطيع التخلّص من أي غرض قديم حتّى وأنّ منزله يكاد لا يتسّع من أغراضه القديمة التي لا قيمة لها والتي يخاف أن يرميها، فهذا شكل من أشكال الوسواس القهري الشائعة والغريبة! فهل أنتِ مصابة بالوسواس القهري؟ ترّقبي على عائلتي إختباراً مضموناً يكشف لكِ الحقيقة!
للمزيد من المقالات عن الصحّة النفسيّة، اضغطي على هذا الرابط!